المقالة الرابعة النفس الواحدة / النفس الرحمانية في خطيها الطولي
والعرضي
في هذه المقالة سوف اتحدث
عن بعد آخر (للنفس الواحدة) غير الابعاد الثلاثة التي سبقته , وان كانت تلكم
الابعاد كلها متحدة روحاً وجوهراً , ومختلفة نظرة ولحاظاً . ان واقع النفس الواحدة
هي (النفس الرحمانية) ويقابلها بالعرض النفس الواحدة الشيطانية وسبب هذا التقابل
هو ضيق عالم الامكان الذي استلزم الضد فأن الشيء يحده ما بضده . نرى ان العدد
واحدة (1) له جهتان : الجهة الأولى : الواحد الاحدي : وهو العدد الذي قد ولج في كل
الاعداد ولوجاً فعلياً ؛ لان كل الاعداد في واقع أمرها وحقيقتها انما هي من الواحد
فلو سلبنا الواحد لانهارت كل الاعداد والعدد الواحد خارج عن كل الاعداد خروجاً
ذاتياً فلا تعدد له حتى يلزم من ذلك الحد و الضد و الند . ذلك الواحد الاحدي هو
حقيقة (الذات الالهية) . الجهة الثانية : الواحد العددي : وهو عدد من جنس الاعداد
وحقيقة ذلك الواحد هو فيض واشراق النور الواحد الاحدي . وسبب ذلك الاشراق والفيض
من الواحد الاحدي انما هو حب وتعريف لنفسه المقدسة . فالواحد الاحدي تجلى بالواحد
العددي , وقد شرحنا علة الفيض الذي عبرنا عنه (بالحب) والمعرفة في المقالة الثانية
فليراجع وبذلك اصبح الواحد العددي (النفس الرحمانية) خليفة للواحد الاحدي (الذات
الالهية) . ومن لوازم خلافة الواحد العددي أن يخصصه (الواحد الاحدي) بخصائص
(اسماءه الحسنى) . ومن تلكم الخصائص للواحد العددي (النفس الرحمانية) : أي النفس
الواحدة أن روحه في الارواح وآثاره في الآثار , ونفسه في الانفس فروح الواحد
العددي في كل ارواح الاعداد , وآثار الواحد العددي في كل آثار الاعداد , ونفس
الواحد العددي في كل نفوس الاعداد . فالنفس الواحدة هي النفس الرحمانية وهي الواحد
العددي وهي كذلك حقيقة (محمد وآل محمد) صلوات الله عليهم اجمعين . فللابعاد حقيقة
واحدة . فاللحاظ الواحد يساوي في رؤيانا الروحية كل اللحاظات الباقية والنكتة في
ذلك أن مانشرحه . ونفيض به سنة كونية تنطبق في حقيقتها على كل الخصائص (المصاديق
والافراد). أجلية الواحد العددي : والواحد العددي مخلوق لاجل الواحد الاحدي , وكل
الاعداد الاخرى مخلوقة لاجل الواحد العددي. فالواحد العددي في كل (دائرة الاعداد)
هو الاول على الصراط أي أن النفس الواحدة (النفس الرحمانية) قد خلقت لاجل الذات
الالهية . أما باقي النفوس فهي مخلوقة لأجل النفس الرحمانية وتستطيع ان تعمم تلك
القاعدة على المقالات السابقة كما مر عليك . فالواحد العددي في (دائرة الاعداد) اول
مسترط على صراط الواحد الاحدي المستقيم , وكل الاعداد الباقية هي مسترطة على صراط
ولاية الواحد العددي الحقة . فالنفس الرحمانية (النفس الواحدة) هي اول مسترط على
صراط (الذات الالهية) وكل النفوس الاخرى مسترطة على صراط ولاية النفس الرحمانية
(النفس الواحدة) . وبما ان النفس الواحدة (النفس الرحمانية) = الواحد العددي فان
الواحد العددي (النفس الرحمانية) هي الولي السابق أما النفوس الاخرى الموالية فهي
(اللاحق) . وأي عدد يخرج عن ولاية الواحد العددي فان مصيره انه على الصراط المعاكس
(صراط الجحيم). فلو رفعت (النفس الرحمانية) لساخت كل النفوس وبعبارة أخرى لو رفع
الواحد العددي لساخت كل الاعداد . فما من نفس تخرج عن ولاية (النفس الرحمانية)
والا ليس لها وزناً ولا مقاماً . اقول لاوزن ولامقام للنفوس الخارجة عن الولاية
(النفس الرحمانية) ؛ لأن (النفس الرحمانية) هي النفس السابقة على الصراط ومتقدمة
على كل النفوس . فباقي النفوس لو أدعت مقام (السبق) على النفس الرحمانية فسوف يفض
الامر الى هذه الوجوه : أولاً : ان تكون النفوس الخارجة عن ولاية (النفس
الرحمانية) في مقام (النفس الرحمانية) ويؤدي ذلك الى وجود (نفسين رحمانيتين) ويلزم
من ذلك ان لكل منهما نفوساً موالية لها , وهذا باطل بالضرورة الكونية فالنفس
الواحدة غير متعددة . ثانياً : ان تكون النفوس المدعية لمقام (النفس الرحمانية) هي
السابقة على (النفس الرحمانية) , ولانفس سابقة على النفس الرحمانية ؛ لأن (النفس
الرحمانية) هي مقام الواحد العددي والواحد العدد لم يسبقه أي عدد الاواقع الصفر ,
والصفر لاواحدية له على الصراط ؛ لان واقع الصفر هو ما بين الواحد العددي والواحد
الاحدي , وهو مقام العدم السابق على الواحد العددي , فيكون المدعي السابق على
الواحد العددي في مقام كونه صفراً , فلا مقام له على الصراط المستقيم باتجاه
الواحد الاحدي (الحق سبحانه) . ثالثا: المدعي لمقام (النفس الرحمانية)هو في مقام
النفس الشيطانية؛ لان الواحد العددي على نحوين : أ. واحد عددي فوقي وهذا مقام
(النفس الرحمانية). ب. واحد عددي تحتي وهذا مقام (النفس الشيطانية) . لان الواحد
العددي في مقام كلمة الواحد الاحدي العليا أما الواحد العددي التحتي فهو في مقام
الكلمة السفلى ؛ لان واقعه دون الصفر . وهناك وجوه اخرى ذكرناها تفصيلاً في كتابنا
(الحجة في معرفة الحجة) والنفس التي ادعت مقام (النفس الرحمانية) هي النفس المارقة
(النفس الشيطانية), وبعبارة أخرى ان النفس المارقة هي التي ادعت الواحدية العددية
على الصراط فكانت في مقام تحت (الصفر) على الصراط المستقيم فاتخذت الولاية التحتية
مقاماً لها على الصراط المعاكس لولاية الحق . أما النفس الزاهقة فهي التي والت
واتبعت النفس المارقة فاسترطت على صراط الولاية التحتية فكانت في مقام تحت الصفر .
وبعبارة أخرى اجمل فيها المطلب : ان النفس الرحمانية هي الواحد فوق الصفر فكانت
بذلك (النفس السابقة) أما باقي النفوس المتبعة والموالية لها فهي الاعداد المسترطة
في هذه الولاية الحقة , وهي واقع الاعداد فوق الصفر فاصبحت تلك النفوس الموالية
للنفس السابقة في مقام (النفس اللاحقة) . أما النفس الشيطانية فهي الواحد تحت
الصفر فكانت بذلك (النفس المارقة) أما باقي النفوس المتبعة و الموالية لها فهي
الاعداد المسترطة في هذه الولاية الباطلة , وهي واقع الاعداد التي (تحت الصفر)
فاصبحت تلك النفوس الموالية للنفس المارقة في مقام (النفس الزاهقة) . فلا صراط
ثالث بينهما بل هما نجد ان وسبيلان :( نجد الخير والشر) و(سبيل الشكروالكفر) ولكل
من النجدين أوالسبيلين اعدادهما فيما اختارت واعتقدت . ان النفس الرحمانية اوقل
الواحد العددي فوق الصفر هي في مقام (الاحسن) على الصراط فلا أحسن منها كي يتقدمها
أما النفوس اللاحقة فهي في مقام (تقويم) . والنفس الشيطانية أوقل الواحد العددي
الذي تحت الصفر هي في مقام (اسفل) حيث لا اسفل من هذه النفس الشيطانية وهي النفس
(المارقة) اما النفوس الزاهقة فهي في مقام (سافلين). وقد فتح الله باب التوبة وهي
مقام (الا) . ) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ
تَقْوِيمٍ{4} ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ{5} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (( ) أقسام النفس الشيطانية و الرحمانية 1.النفس الشيطانية:-
وهي مقام الاسفل سافلين وشرها 100%,ولاتتفاعل بالخير ابدا . 2- النفس الجهولة:-
وهي ماكانت نسبتها التفاعلية في الشر 90% ونسبتها التفاعلية بالخير 10%. 3- النفس
الهلوعة:- وهي ماكانت نسبتها التفاعلية في الشر 80% ونسبتها التفاعلية بالخير 20%.
4- النفس الجزوعة:- وهي ماكانت نسبتها التفاعلية في الشر 70% ونسبتها التفاعلي
بالخير 30%. 5- النفس المنوعة:- وهي ماكانت نسبتها التفاعلية في الشر 60% ونسبتها
التفاعلية بالخير 40%. 6- النفس اللوامة:- وهي ماكانت متذبذبة ونسبتها التفاعلية
في الشر 50% ونسبتها التفاعلية بالخير 50% ايضا. وهذه هي النفوس السوئية أما
النفوس الحسنة فهي: 7-النفس الراجعة :- وهي ماكانت نسبتها التفاعلية بالخير 60
ونسبتها التفاعلية بالشر 40%. 8- النفس الراضية:- وهي ماكانت نسبتها التفاعلية
بالخير 70% ونسبتها التفاعلية بالشر 30%. 9- النفس المرضية:- وهي ماكانت نسبتها
التفاعلية بالخير 80% ونسبتها التفاعلية بالشر 20%. 10- النفس المطمئنة:- وهي
ماكانت نسبتها التفاعلية بالخير 90% ونسبتها التفاعلية بالشر 10%. 11- النفس
الكوثرية:- وهي( مقام الأحسن تقويم) ونسبتها التفاعلية بالخير 100% وليس لها اصلا
تفاعل بالشر حتى بادنى مرتبة منه وهي( نفس الأئمة المعصومين). وهناك بحث مستقل حول
النفس واقسامها سيكون له محله من الشرح ان شاء الله تعالى. ثم تقسم النفس بلحاظ
(العقيدة) إلى : 1- النفس السابقة. 2- النفس المارقه. 3- النفس الزاهقة. 4- النفس
اللاحقة. وهذا التقسيم مستنبط من الزيارة الجامعة الكبيرة حيث ورد (فالراغب عنكم
مارق واللازم لكم لاحق والمقصر في حقكم زاهق) ( ايهاالاخوة_ ان النفس السابقة هي
نفس صاحب الخلافة الالهية الحقة, والمتمثلة (بعلي بن ابي طالب واولاده المعصومين
عليهم أفضل الصلاة والسلام) التي تمثل الصراط المستقيم اما النفس المارقة فهي
الخلافة الشيطانية والامامة الباطلة حيث جعلت نفسها في مقام ومرتبة الاولى وخالفت
بذلك ماجعل الله سبحانه واعترضت عليه ومن يمثلها واضح. حيث ادركت النفوس المارقة
ان الدين فيه تبيان لكل شيء فلابد من الامام الذي لديه بيان كل شيء وهي تعلم عندما
وضعت نفسها مقام الاولى ان ولايتها محدودها وضئيلة وقاصرة ؛ لان علمها لايتعدى
ليشمل كل شيء فكانت بذلك مظهرا من مظاهر ولاية الشيطان الاغوائية ( الشيطان يوحي
لاوليائه). اما النفوس الزاهقة فهي النفوس التي لم تعتقد بالولاية الحقة وحيث
لاتوجد ولاية اخرى الا الولاية الحقة, فبرفضها لهذه الولاية الالهية اندرجت تحت
الولاية الشيطانية(النفوس المارقة). اما النفوس اللاحقة فهي النفوس الموالية
والمتابعة والمناصرة للولاية الحقة. وبعد هذا التقسيم الحصري للنفوس قد تسأل: هل
تعرف هذه النفوس مقام الولاية الحقة من جميع جهاتها او لا؟ والجواب: قطعا (كلا)
والسر واضح حيث النفوس المارقة والزاهقة لو كانت تعرفهم بالمعرفة الحقة لما تخلفت
عنهم وتركتهم اما النفوس اللاحقة فهي ماكانت لاحقة الا باتباعهم, حيث ادركت شيئا
من معرفتهم . ولو تأملنا في الاية الكريمة )وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ(( ) لرأيناان السابقين الاولى (مقام الانبياء)
والسابقين الثانية (مقام الاوصياء) ومعلوم ان اللاحق لايعرف السابق المعرفة
الواقعية له اعني الجهة الشهوديه والجهة الغيبية له الا بما علمه السابق , وكذلك
اللاحق فانه لايرى الاظاهر السابق فلذلك لاتعرف النفوس اللاحقة محمدا وآله الاطهار
عليهم افضل الصلاة والسلام الا ظاهرهم لاباطنهم , فتعين ان يكون الطريق لمعرفتهم :
أولا: بما عرفهم الله تعالى؛ لانه تعالى خالقهم وربهم والههم. ثانيا: بما عرفوا به
انفهسم ، كما نطقت بذلك الزيارة الواردة عن اهل البيت (عليهم السلام) (السلام عليك
سلام من عرفك بما عرفك به الله) وكما ورد عن المعصوم عليه السلام (اللهم عرفني
نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فانك ان لم تعرفني
رسولك لم اعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني)( ) .
العبودية مابين الوحدة والكثرة في هذا البحث نسلط الضوء على العبودية من جهتي
الوحدة والكثرة , وغرضي من ذلك الوصول الى واقع الفهم العميق والاستدراك الشمولي
لهذا الامر.فالعبودية من جهة ماهيتها وواقعها انها:(فعل العبد الباطني والظاهري ,
والمتفق مع فعل الله تعالى ) هذا البيان للعبودية من جهة وحدتها ,أما العبودية من
جهة كثرتها فانها :(فعل العبد الباطني والظاهري المفترق مع فعل الله تعالى ).
اقسام العبودية : للعبودية في جهتيها اعني الوحدة والكثرة اقسام: أ_ العبودية
الوحدوية الخارجية , ويقابلها العبودية الكثروية الخارجية. ب_ العبودية الوحدوية
الذهنية ,ويقابلها العبودية الكثروية الذهنية . ج_ العبودية الوحدوية الفكرية ,
ويقابلها العبودية الكثروية الفكرية . ولمعرفة هذه الاقسام نأتي الان على بيانها
تفصيلا: اولا: العبودية الوحدوية الخارجية : ومرادنا منها هو تحويل الملكات
الروحية في الذات آلادمية الى ملك خارجي , أي الى ممارسة عملية واقعية .وبكلمة
اخرى هي الواقع التفاعلي التطبيقي للعبد فيما آمر الله تعالى به , فان الله تعالى
اودع فينا اسمائه الحسنى , وصفاته العظمى واستأثر بالالوهية لامتناع افاضتها على
العبد , هذا من جهة ومن جهة أخرى فان تعليم الالوهية يستلزم وجودنا قبل وجودنا
؛لان الالوهية ازلية التحقق والقول بوجودنا قبل وجودنا ظاهر الفساد , وبين البطلان
. فأعلى مقام يرتقي اليه العبد في سيره العبودي نحو الله تعالى هو مقام إسمه
الرحمن , وهو مقام محمد وآل محمد – صلوات الله عليهم اجمعين- وهذا المقام هو مقام
الخلافة الالهية الذي يؤهل العبد كي يكون في مقام الخلافة الالهية فيستحق سجود
الملائكة ,وتبعيتها له في الولاء الطاعتي فضلا عن طاعة باقي الاشياء له فالمولى جل
شأنه يريد من العبد الارتقاء في فعله كي يواقع هذه الاسماء الذاتيه(ذات آدم) فيكون
العبد هو المالك باذنه تعالى لكل شئ . وهذا ماوصل اليه الانبياء والاولياء (صلوات
الله عليهم اجمعين)؛ كونهم قدوصلوا الى مقام منتهى الاسماء كما هو الرسول الاعظم
واهل بيته (صلوات الله عليهم اجمعين). قلنا ان مقام اسمه (الرحمن) هو اعلى
المقامات الآدمية ,ومنتهى الاسماء الروحية الانسانية وعلينا ان نلتفت ان مقام اسمه
(الرحمن) في جهة الفعل انما هو اشراق نور اسمه (الرحمن) من جهة الذات الاقدس . قال
سبحانه (قل ادعوا الله أو الرحمن أيا ماتدعوا فله الاسماء الحسنى) ففي هذه الاية
المباركة عدة امور منها: 1- ان (أو) تفيد التكافؤ في المقام الفعلي . 2- ان اسم
(الله) واسم(الرحمن) كلا قد انطوت فيهما الاسماء الحسنى كلها ما خلا الالوهية في
مقام الاسماء الفعلية. 3. إن الأمر بالدعاء من مراتبه بل اشرفها طرا هو العمل وليس
اللفظ فحسب , فان الاسماء الحسنى ملكات روحية علمها الله تعالى للانسان تعليما حضوريا,
ونحن مدعوون للتجلي والتفاعل بها عمليا وصولا الى اعلى مراتب الاسماء وهو (اسمه
الرحمن). اذن التخلق الروحي هو الافعال المتفقة مع فعل الله تعالى؛ لان امر الروح
من امر الله تعالى] وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ
أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً[( ) فكل تطبيق عملي للملكة
الروحية يجعل من فعل العبد فعلا لله تعالى وهذا ما نلحظه في بعض الامثلة القرآنية
فقوله تعالى حاكيا عن لسان نبيه يوسف (عليه السلام) (قضي الآمر الذي فيه تستفتيان
) يشير الى ان فعل نبي الله تعالى (يوسف)- عليه السلام – انما هو فعل الله تعالى
والا فمن اين له هذا القضاء ؟ فان القضاء لله تعالى وحده ,ولكن لكون فعل نبي الله
يوسف (عليه السلام) متوافقاً مع فعل الله تعالى اصبح يقضي بقضاء الله تعالى . ان
الملكات الروحيه (99) اسماً هي اسماء خليفة الله تعالى فمن انقاد اليها انقادت له
الخليقة (وكل خليقته منقادة لنا بالملكة) كما هو مضمون ومعنى الدعاء المبارك
للامام السجاد (صلوات الله وسلامه عليه) . وبما ان هذه الملكات الروحية الـ(99) هي
فعله سبحانه, ولكل فعل رد فعل لذا كانت النفس وعقدها الـ(99) تتقابل تقابلا
اجرائيا عرضيا لواقع الملكات الروحية فهي تساوي الروح في مراتبها , ولكن تعاكسها
الاتجاه ووجود هذه النفس في مراتب عقدها انما كان لاغلاق الاسماء الروحية في الذات
آلادمية فان الاسم الروحي الآدمي مغلق أما الاسم الالهي في مرتبة الذات الالهية
فهو مطلق وعلى سبيل المثال: ان اسم الكريم في مرتبة الذات الالهية اسم مطلق لايحده
حد فلا ضد له من الصفات أما اسم الكريم في مرتبة الذات الادمية فهو مغلق ونتيجة
هذا الاغلاق كان اسم (البخيل) للانسان من اسماء النفس وعقدة من عقدها نتيجة
الاغلاق كما قلنا .والاسم الالهي واحد في اطلاقه , أما الاسم الآدمي فهو مغلق لذا
استلزم الضد, والضد استلزم العد فيكون متضاد الاسمية . فالآدمي كريم ان تفاعل
بملكة الكرم الروحي , وبخيل ان تفاعل بعقدة النفس العارضة على ذاته.وعليه فان
تفاعل الآدمي بالملكة الروحية يؤهله لان يكون فعله فعل الله تعالى , وان تفاعل
بالعقد النفسية اصبح فعله مفارقا لفعل الله تعالى ,وعندها سيكون موافقا لفعل
الشيطان(عليه اللعنة والعذاب) اذن العبودية في واقعها الوحدوي هي (اتفاق فعل العبد
مع فعل الله تعالى) فالعبد الذي يصل رحمه ؛ لان الله تعالى مثلا أمر بذلك أو يعود
مريضا أو يصلح ذات البين أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أو يطلب العلم أقول ان
العبد اذا فعل ذلك كله لان الله تعالى يريده , وقد أمر به فان عبادته لله تعالى
سوف تكون عبادة واحدة لاكثرة فيها بخلاف مالو اتى بذلك بدوافع وهمم غير الهية فان
عبادته , والحال هذه سوف تكون كثيرة , لانها ليست لله تعالى )أَأَرْبَابٌ
مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (ومن هنا يوصف التوحيد
بالوحدة, والشرك بالكثرة. اولاً: العبودية الكثروية الخارجية: ويقابل العبودية
الوحدوية الخارجية , العبودية الكثروية الخارجية. ومرادنا من العبودية الكثروية
الخارجية هي (تحويل العقد النفسية الى ملك ظاهري) وبكلمة اخرى هي التخلق بالعقد
النفسية الامرة بالشر والقبح والباطل. قد بينا بعدين للانسان وهما : الملكات
الروحية وهي واقع ذاته ,والعقد النفسية وهي واقع النفس الامارة بالسوء بقي علينا
ان نبين البعد الثالث للانسان وهو (العقل) فهو محور الاختيارفي ارادة الانسان
للملكات الروحية أو العقد النفسية فهو الامر ما بين الامرين , أما أمر الملكات
الروحية وهي من أمر الله تعالى واما أمر العقد النفسية فهي من أمر الشيطان ؛لاتحاد
سنخية ومشاكلة الفعل . فان اتحد الامر العقلي بأمر الملكات الروحية أتحد أمره بامر
الله تعالى ,وان اتحد الامر العقلي بأمر العقد النفسية اتحد امره بأمر الشيطان
(عليه اللعنة والعذاب) ومن هنا يتأتى معنى العبودية الكثروية الخارجية , فانها
تفاعل العبد بالاسماء الشيطانية (العقد النفسية)؛ لان ماهية هذه العبادة هي تحويل العقد
النفسية الى ملك ظاهري أي تطبيق عملي أما معنى العبودية الوحدوية الخارجية فهي على
الضد تماما من سابقتها كما او ضحنا . ثانيا: العبودية الوحدوية الذهنية: ومرادنا
منها هي تفاعل العبد عقلاً (باطناً وظاهراً) بافاضة من الملكات الروحية . فان
الوحدة الذهنية وفقا لماهيتها :-الافكار الابداعية بابداعات واشراقات الملكات
الروحية فما من فكرة حسنة ابدعتها الذات الادمية الاوهي متصله بفعله سبحانه ,ومن
هنا تكون العبودية على مستوى الذهن في وحدتها .أماالكثرة الذهنية وفقا لماهيتها
فهي الافكار الابداعية المستفاضة من العقد النفسية فما من فكرة سيئة ابدعتها النفس
الامارة بالسوء الاوهي مفترقة عن فعل الله سبحانه , ومن هنا تكون العبودية على
مستوى الذهن في كثرتها. ثالثا:العبودية الوحدوية الفكرية: ومرادنا منها هو تفاعل
العبد عقلاً (باطناً وظاهراً) بافاضة من الغير والمستفاد من الملكات الروحية .
فالوحدة الفكرية مثلها العناصر الحية في القيمة الثابتة في الخير من قبيل العلوم
النافعة في الدنيا والاخرة كالفقه والاصول والتفسير والاخلاق وكذلك العلوم العصرية
كالطب والهندسة وغيرهما من العلوم الاخرى اذا تفاعل العبد معها تفاعلا متصلا مع
فعل الله تعالى أي مقننا بقوانين الشريعة الاسلامية الحقة وفقا لمذهب اهل بيت
العصمة (صلوات الله عليهم اجمعين) . أما الكثرة الفكرية فهي كل تفاعل للعبد عقلا
(باطناً وظاهراً) بافاضة من غير المستفاد من العقد النفسية وهما يتقابلان تقابلا
اجرائيا عرضيا . ومثل الكثرة الفكرية العلوم الضارة في الدنيا والاخرة كتحريف
السنن وتغيير العقائد الحقة الى عقائد فاسدة وتفسير الكتاب الكريم بالرأي والقياس
وكذا السحر وكذا علم تصنيع الاسلحة المدمرة للطبيعة والانسان وكذا الغناء وغير ذلك
من العلوم التي تجلب الضرر للطبيعةوالانسان في الدنيا وآلاخرة وهنا اشير الى عدة
أمور منها : 1.ما من فكرة سيئة في الانسان الاوتأخذ حيزا في طرد الفكرة الحسنة
فكلما أخذت الافكار السيئة بالاتساع قلت نسبة الافكار الحسنة . 2.الانحراف العملي
والانقلاب على الاعقاب نتيجة الاراء الفاسدة والاطماع الكاذبة والامنيات المتلاشية
وهي ابواب الشيطان ومنها تتأتى ظلمات النفس الامارة بالسوء التي هي : أ.ظلمات
اللسان. ب.ظلمات البطن. ج.ظلمات الفرج. فتكون هذه الظلمات باعثة على انحراف
الانسان , واتصاله بالشيطان (عليه اللعنه والعذاب) 3.الطاقات النفسية التي ترى عند
البعض من قبيل الاعمال الخارقة هي نوع من انواع العلوم (الباراسيكولوجية) وما هي
الا ارادات نفسية سوئية مصدرها النفس الامارة بالسوء ووسوسة الشيطان (عليه اللعنة
والعذاب) . اقسام النفس الشيطانية والرحمانية من جهة العقيدة والعمل النفس الواحدة
عمودية بالطول (جانب العقيدة) أفقية بالعرض (جانب العمل) النفس الرحمانية النفس
الشيطانية (عارضة على النفس الرحمانية) = كل العوالم = عالم الطبيعة الروح – العقل
– البدن صعقوية كهروية كهرومغناطسية سابقة لاحقة مارقة زاهقة النفس اللوامة 50%
خير 1. راجعة 60 % خير 40 % شر 2. راضية 70% خير 30 % شر 3. مرضية 80 % خير 20% شر
4. مطمئنة 90 % خير 10% سر 5. الكوثرية (محمد وآل محمد) 50 % شر 1. منوعة 60 % شر
40% خير 2. جزوعة 70% شر30% خير 3. هلوعة 80% شر 20% خير 4.جهولة 90% شر 10% خير
5. الشيطانية (النفس المبتورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق