قصة واقعية في التجريد
(2)
كان في ضيافتي (دكتور)
وهو من اصدقائي فقد كان يتردد الى
بيتي بين فترة واخرى لنعيش باللقاء جوا
اخلاقيا وساعة تهذيبة وكان
الاستاذ يحب علم الاخلاق دار
الكلام فيما بيننا الى ان حان اداء صلاة العشائين صلينا وبعد اتمام الصلاة قدمت
له مارزقنا الله تعالى
من واجب الاكرام والضيافة ,الا انني لاحظته انه يمتنع
عن الطعام الا عن الخضار
والفاكهة فسالته قائلا: هل الطعام لا يعجبك ؟
فقال: معاذ الله تعالى فتلك نعم عظيمة ! لكنني
لااتناول اللحوم وما يخرج من الحيوانات .
وهو مستند في تصرفه هذا الى حديث وارد عن
امير المؤمنين (عليه السلام) فقال:جعلت هذا الحديث الشريف دستورا
ومنهجا انهجه في اكلي وشربي 0
فقلت له:
وماهو الحديث ؟
فقال: يقول امير المؤمنين عليه السلام ( لاتجعلو ا بطونكم مقابر الحيوان )[1]
فقلت: سبحان الله ! فالقول عظيم
ولكنك لم تطبقه على الوجه المطلوب بل طبقته تطبيقا خاطئا
فالتطبيق
له وجوهه:
الوجه الاول: من الناس من يطلب الحق في تطبيقه فيصيبه 0
الوجه الثاني: ومنهم من
يطلب الباطل في تطبيقه فيصيبه 0
الوجه الثالث: ومنهم من يطلب
الحق في تطبيقه فيخطأه 0
الوجه الرابع: ومنهم من
يطلب الباطل في تطبيقه فيصيبه 0
وانت
طلبت الحق في تطبيقك فأخطأت
الحديث الشريف يريد منك يا استاذ ان تتجرد
من اكل (الميتة) كون المقابر للاموات وكل ماهو غير مذكى ميتة وكل ماهو مذكى حي يرزق الا اننا لانشعر به .
بعدها تناول صاحبي مما حظره على نفسه في المائدة وهو يقول الحمد لله الذي انعم علينا بلذائد نعمه
وافاض علينا بمعالم كرمه .
ثم قال لي:
ياشيخنا مضت عشر سنوات وانا لم آكل
اللحم ولا السمك ولا الدجاج نتيجة الخطأ في تطبيقي العملي للحديث الشريف .
وافترقنا اعيانا واتفقنا بيانا أي اننا
افترقنا اجسادا واتفقنا تجريدا وطاقة0وصلى الله على رسوله محمد كمال التجريد واله
تمامه الطيبين الطاهرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق