الأحد، 13 نوفمبر 2011

التجريد في حقيقة الاشياء





 التجريد في حقيقة الاشياء
كثر الكلام حول التجريد فقيل أولا ماهو التجريد؟ وكيف يمكن لنا أن نصل إلى فضاءات الملكوت ؟

المقالة السابعة التجريد في حقائق الأشياء
1
 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ,والصلاة والسلام على سادة الخلق أجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين.. كثر الكلام حول التجريد فقيل أولا ماهو التجريد؟ وكيف يمكن لنا أن نصل إلى فضاءات الملكوت ؟ وماهي الوسائل والأدوات التي توصلنا إلى ذلك؟ وهل هناك من منهج تربوي تهذيبي خاص يحتفظ به العرفاء أو غيرهم فيما لو تخلق به العبد نال التجريد؟ وتبعا لتعدد الأجوبة تعددت الرؤى وهذا شيء ناتج عن قلة البضاعة والمتاع وإلا أهل الآخرة لا اختلاف بينهم { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} الروم: ٧ {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} العنكبوت: ٦٤ فهناك رؤى أتعبت البدن حد الموت... وهناك رؤى أهملته حد التضييع... وهناك رؤى عذبته وكأنه العدو اللدود! وهناك رؤى تؤمن أن التجريد والبدن يقعان على طرفي نقيض! والكلام حول تعدد الرؤى كثير وطويل أيضا يطول بنا المقام لو أردنا الإسهاب فيه,بل للباحث أن يجعله موضوعا مستقلا لبحثه فيكتب تعدد الرؤى والمناهج التهذيبية وما أفرزته من مدارس في هذا الباب . نرى إن البحث إذا اخذ هذا الطابع أصبح بحثا تاريخيا نقليا صرفا وهذا الأمر ليس في نيتنا منذ البداية في كتابة هذا البحث. التجريد في رؤية المدرسة الروحية ماهو التجريد؟ الجواب:التجريد يعتمد أساسا على فهم الحقيقة الإنسانية أولا,فزيد وسعاد مثلا عندما يريدان أن يتجردا فلنا أن نسألهما عن أي شيء تتجردان؟ فماهو ذلك الشيء الذي تريدان أن تتجردا عنه؟وهل هناك بعد ذلك الشيء أمر آخر تريدان الوصول إليه؟ ومن البداهة بمكان أن الجواب يتضمن شرحا عن الحقيقة الإنسانية وبيان خارطتها الكونية. أليس التجريد إذا كان كذلك فانه رحلة مسافر؟ وهل يسافر الإنسان بهمة وجد ورغبة إلى ارض لايعلمها؟! فكما للمدينة خارطة تمثل فهرست معالمها وشخوصها كذلك الأمر بالنسبة للإنسان... نعم للإنسان خريطة كما المدينة فإذا عرفنا الخريطة عرفنا إلى أين نحن ذاهبون. الخارطة الكونية للإنسان بسم الله الرحمن الرحيم وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) في مناسبات عديدة محاضرة وبحثا, بينا أن الإنسان في واقعه الكوني مركب من ثلاثة صور هي: أولا:الصورة الروحية ولها لحاظات عديدة في الكون ثانيا الصورة العقلية وأيضا له لحاظات متعددة كالروح. ثالثا: الصورة البدنية وكذلك الأمر بالنسبة للبدن في شان اللحاظات. فالصورة الروحية هي واقع (الأحسن) الذي أشارت إليه سورة التين,والصورة العقلية هي واقع (تقويم) والصورة المادية البدنية هي واقع (ثم رددناه أسفل سافلين). فهذا واقع الصور للتركيبة الإنسانية وأود هنا أن اذكر اللحاظات والأبعاد التي تساويها: فالصورة الروحية تساوي بعد السنن الإلهية في الكون هذا أولا وتساوي واقع الطاقة الكونية الكهروية والتي تحرك كل شيء هذا ثانيا وتساوي السلطة التشريعية ثالثا, وتساوي عالم الآخرة رابعا, وهناك أبعاد أخرى للروح لكنني أرى هذا المقدار كافيا. أما الصورة العقلية فإنها تساوي بعد السنن الأخلاقية المحمودة في الكون هذا أولا وتساوي واقع الطاقة الكهرومغناطيسية العالمية ثانيا وتساوي السلطة القضائية ثالثا,وتساوي عالم البرزخ رابعا وهناك أيضا أبعاد أخرى ولكن الأمر كسابقه. أما الصورة البدنية فإنها تساوي السنن التاريخية المحمودة في الكون هذا اولاوتساوي واقع المادة العالمية ثانيا وتساوي السلطة الإجرائية التنفيذية ثالثا وتساوي عالم الدنيا رابعا,وأيضا هناك أبعاد أخرى لكن هذا المقدار من الأبعاد في فهم وإدراك الخريطة الإنسانية كاف في المقام. إذن الخارطة الكونية للإنسان هي روح وعقل وبدن,فالروح تمثل السنن الكونية الإلهية كما مر علينا ,والعقل يمثل السير الأخلاقي المتوافق مع تلكم السنن,والبدن يمثل التاريخ الذي نرى من خلاله تلكم الأحداث. لنجعل البدن كزجاجة الناظور الكثير منا قد شاهد ورأى الناظور إن لم يجرب استخدامه بالفعل,ووظيفة الناظور إننا نرى به الأشياء البعيدة فهو يمتلك خاصية تقريب الأشياء واستكشافها عن بعد. كذلك الأمر بالنسبة لهذا البدن فلنجعله كزجاجة الناظور نرى به واقع العالم الروحي والعقلي,أما كيف نجعل منه زجاجة ؟ فهذا سؤال عن التجريد ,وسوف يأتي الكلام عليه في محله إن شاء الله تعالى. استنساخ الحكمة الإلهية كل الأشياء تحمل واقع الحكمة الإلهية,حالها حال قطرة الدم فإنها تحكي خصائص الدم بأسره مع إننا لم نجر تحليلا إلا على القطرة والقطرات القليلة منه,وهذا هو واقع استنساخ الحكمة الإلهية الذي نعنيه ونقصده . فكل الأشياء تستبطن الحكمة الإلهية,لان كل شيء يحمل بدنا وعقلا وروحا حتى فيما نسميه (بالجماد) فانه يحمل بدنا وعقلا وروحا ؛لان خارطة الكون كله كذلك,فالكون هو روح وعقل وبدن بحسبه وذرة التراب تحمل روحا وعقلا وبدنا بحسبها وكل شيء كذلك فانه يحمل روحا وعقلا وبدنا بحسبه . مثال على استنساخ الحكمة الإلهية الساعة اليدوية أو الساعة المعلقة على الجدار أو الساعة المنضدية هي من خير الأمثلة على واقع استطراد واستنساخ الحكمة الإلهية وجريانها في كل شيء ولو استجمعنا شروحاتها وحدها فقط لكانت كتابا مستقلا, ومن الله تعالى المعونة في جمع تلكم الشروحات المتفرقة في مناسبات عدة في المستقبل إن شاء الله تعالى . لا فرق ما بين الساعة الصغيرة والكبيرة !! لا يشك احد منا من أن الزمن هو أمر خارجي وليس هو أمرا داخل الساعة فالساعة هي بدن الزمن وآلة كاشفة عنه ,ولايمكن الوقوف عليها إلا من خلال دورانها وجريانها على الزمن الخارجي فهي تشبه زجاجة الناظور الذي شبهنا به بدن الإنسان كي نرى من خلاله ما بعد علينا معرفته من الزمن وكأنّ الحكمة الإلهية تقول للساعة التي في يدك أو أي ساعة أخرى(أتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى الزمن الأكبر) !!!. فكل الساعات استنساخ الزمن كبيرها وصغيرها, وكل ساعة للزمن كقطرة الدم لكلية الدم أو كقطرة البحر لكلية البحر فقد انطوى فيها الكبير !!! . ليس مهما حجم الشيء بل ماانطوى عليه الشيء,فهل تصدقون أن كل الحكمة الإلهية يحملها أي شيء في هذا الكون !!! أسألكم ما هو الفرق مابين الساعة التي تحملها بيدك وبين ساعة تمت صناعتها بحجم كبير وهائل جدا؟ أليس كل الزمن مطوي في الساعتين الصغيرة جدا والكبيرة جدا كذلك؟ لا فرق مابين سورة البقرة وسورة الكوثر !! القران الكريم في مرتبة الواقع واحد,كما هو الزمن في مرتبة الواقع فانه واحد أيضا,أما الحجم فهذا راجع إلى بدن السورة الكريمة ,فبدن سورة البقرة اكبر حجما من بدن سورة الكوثر إلا إنهما ساعتان كاشفتان عن القران الخارجي وكّلا من الساعتين قد طوي فيهما القران الخارجي. والقران الخارجي ياصديقي هو عقل الأشياء وروحها حالها حال الساعة الكبيرة والصغيرة فكلاهما قد طوي فيهما الزمن الخارجي. إذن سورة البقرة ساعة قرآنية كبيرة,وسورة الكوثر ساعة قرآنية صغيرة أيضا إلا أن الاختلاف في البدن فقط فالحجوم مختلفة أما الواقع القرآني فان كلا السورتين أمر واحد,فلو جئت بساعة بحجم دولة وساعة أخرى بحجم حبة قمح فلن يختلف الأمر في الوحدة الزمنية ياصاحبي!!. فكل القران قد طوي في سورة البقرة , وكل القران قد طوي في سورة الكوثر وهكذا باقي السور القرآنية الأخرى,ومن هنا نفهم بعدا من أبعاد الحديث الشريف(خذ من القران ماشئت لما شئت),لان حاصل ضرب واحد في واحد يساوي واحد أليس كذلك؟!!!. الفيل والفراشة ومن الممثلية النورانية للقرآن الخارجي هو الفيل في حجمه الكبير والفراشة في حجمها الصغير فكلاهما ساعتان قرآنيتان كاشفتان أيضا عن القران الخارجي ومرادي من القران الخارجي هو عقل الأشياء وروحها وبكلمة أخرى (الواقعية),لان كل شيء له روح وعقل وبدن . بعد كل ذاك فما هو التجريد بعد هذا التقديم المختصر عن واقعية الإنسان نأتي ونقول ماهو التجريد؟ الجواب: أهل المعرفة يستدلون على الحقائق بالأشياء القريبة إليهم كما فعل إمامنا الصادق عليه السلام في مثال البيضة فإننا قد عرفنا أن كل شيء يحمل في طياته الأسماء الحسنى(وبأسمائك التي ملأ ت أركان كل شيء)إذن ما من شيء إلا والأسماء الإلهية مستبطنة ومستودعة فيه. لنأخذ جهاز الموبايل جهاز الموبايل له خارطة تمثل كينونته ومن خلال الخارطة نفهم التجريد فخارطته هي: 1-الشبكة وهي الصورة الروحية له. 2-السيم كارت وهو الصورة العقلية له. 3-بدنه الخارجي وهو الصورة المادية له. هذه المراتب الثلاثة تمثل خارطته وكينونته وحقيقته حاله حال الإنسان في المنظومة الكونية في استنساخ الحكمة الإلهية. أما التجريد فهو كيف نجعل من البدن الموبايلي ملائما ومتوافقا مع الصورة الروحية والعقلية وإلا ليست كل مادة صالحة لان تكون بدنا للموبايل بل لا بد أن يخضع البدن للرياضيات العقلية كي تمر من خلاله الطاقة المتمثلة في الصورتين الروحية والعقلية. ونفس الأمر في باقي الأشياء فالمصباح مثلا كذلك فكيف تجعله متوافقا وملائما لمرور الطاقة من خلاله وإلا فالمصباح يشترك مع الماديات الأخرى من أنه مادة لكنه يفترق عنها أن فيه رياضيات تؤهله لان يكون جسرا معبرا للطاقة إلينا كذلك الأمر في الثلاجة وفي المروحة وفي كل ما حولك !!!. فالتجريد ياصاحبي.. كيف نجعل من أبداننا محملا لرياضيات الروح والعقل وإلا ليس كل بدن مؤهلا لذلك كالموبايل الذي شرحناه والأشياء الأخرى. فهناك تشريع وهو يمثل الروح وهناك قضاء هو يمثل العقل وهناك تنفيذ وإجراء يمثل البدن والتجريد هو أن نجعل أبداننا تنفيذا وإجراءا لقضاء العقل وتشريع الروح. فكل إنسان يحمل التشريع في روحه والقضاء في عقله والإجراء في بدنه,فلنجعل أبداننا ناظورا نرى به البعدين الروحي والعقلي. لا يتم التجريد ما لم نتحول إلى طاقة إذا لم نتحول إلى طاقة متفقة مع الرياضيات الكونية فلن يتم التجريد لان التجريد في تمامه هو أن نصل إلى واقع الموت الاختياري والموت الاختياري هو تحول العبد إلى طاقة محضة وبعدها يرجع إلى ماديته ,لكن مادية رياضية مؤهلة لحمل أخلاق الطاقة كما المصباح الذي يحمل خلق طاقة الكهرباء. في الموت الاختياري يكون العبد ناظرا ومنظورا فهو ناظر من جهة كونه طاقة ومنظور من جهة كونه مادة,وقصة العزير عليه السلام خير مثال على ذلك {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} البقرة: ٢٥٩,وكذلك قصة العصا لنبي الله موسى (عليه السلام) ويده المباركة وكذلك باقي الأنبياء عليهم السلام بحسب أحوالهم الشريفة النورانية المباركة. وقد شرحنا هذا الأمر مفصلا في بحثنا الولاية مابين التكوين والتمكين. كراس الخط والتجريد التجريد هو أن نعود لذاتنا من جديد لان ذاتنا هي كل التجريد, أتذكر انه في يوم من الأيام وقع في يدي كراس لتعليم الخط العربي ومن جملة مافي الكراس أوراق تشتمل على خط (طوخ) للحرف وخط (منقط) ينتظر من الخطاط أن يمرر القلم عليه بغية تعلم الخط المقرر ذاتيا في الورقة . فالخط المقرر هو ذات الحرف وما تحته أي المنقط هو فعله ,والتجريد للخط أن تجعل الحرف المنقط(فعلك الخطي) مطابقا ومتوافقا مع الخط الذاتي المقرر فتصل إلى معرفة واقع الخط الذاتي. ونفس الأمر يذكرني في التمرينات الرسومية للأطفال وذلك من خلال رسم منظر معين على هيئة نقاط ثم يقوم الطفل بإمرار القلم على النقاط كي تتضح الصورة ويتعلم بذلك الرسم,فيا أيها الإخوة ذواتنا حروف أصلية في منهج التربية الإلهية وأفعالنا نقط وما علينا إلا إمرار قلم الفاعلية الروحية كي تتضح معالم ذواتنا وهذا هو التجريد. فمن عرف نفسه (الخط المنقط)أو (الصورة المنقطة) عرف ربه (الخط الأصلي والذاتي) وكذلك الأمر بالنسبة للصورة. هذه الأشياء فيها كل المعرفة والحكمة كونها استنساخ الحكمة الإلهية,فكل شيء يحتوي ويشتمل على الأسماء الحسنى, والأسماء الحسنى صورة الذات الإنسانية,فكل شيء يحمل صورتك أيها الإنسان فهل عرفت أشياءك التي هي نفسك؟!!! الخلاصه معرفة التجريد تعتمد على ركنين أساسيين وهما: أولا: فهم خارطة الإنسان وتفصيله التكويني لأننا نريد بالخارطة معرفة حقيقتنا حتى نصل إليها,وخارطة كل شيء في الآفاق والأنفس تحمل أبعادا ثلاثة (الروح,والعقل,والبدن). ثانيا:جعل البدن المادي متوافقا مع الطاقة الروحية والعقلية للشيء وبذلك قامت الحضارات ومنها الصناعات في العالم على مستوى التكوين. ولكن للأسف لم تجرد فعلها كي تصل إلى حضارتها الروحية والعقلية. وللكلام تتمة إن شاء الله تعالى في مقالات أخرى والحمد لله حمدا بحقيقة التجريد تقر به عيوننا فنبصر به أنوار التوحيد .
برؤية الشيخ رحيم عبد الرزاق الاسدي
جمعهاواعدها السيد عودة الموسوي

ليست هناك تعليقات: