السبت، 12 نوفمبر 2011

من كتابنا حضارة الرحمن واحضار الشيطان ج1



(  3   ) سلسلة  بحوث
في رحاب المدرسة الروحية



حضارة الرحمن
و
احتضار الشيطان
الجزء الاول








                                             برؤية  الشيخ
                                             رحيم الاسدي



المقدمه
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
يسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين  والصلاة والسلام على  محمد كمال الدين وال بيته تمام النعمة الطيبين الطاهرين
في الحقيقة  ان الحضارة   هي صرح الامة  ونبراسها الذي تتباها به  بين الامم  وحتى تكون الحضارة  هي سمات الائمة التي تتسم بها  وعلامتها   التي  يشير اليها بالبنان  والامتنان  كان  يلزم الحضارة  امور من اهمها
الامر الاول  :  ان تكون حضارة الامة هي المؤسس  الاول   لنظامها الدستوري  والقانوني  بجهاته  الثلاث  :
01           السلطة التشريعية لانها  هي حقيقة الدين  فبتحققها يكون للامة دين  0
02    السلطة  القضائية  لانها  هي   في الحقيقة  تمثل   نصف  السياسة  فتكون الامة  لديها  نصف النهج السياسي
03            السلطة  الاجرائية  لانها  حقيقة النصف الثاني  من المنهج السياسي  فتكون الائمة تامة المنهج  التنظيمي
الامر الثاني : ان تكون حضارة الامة  ثابتة في اسسها  فلا تغيير فيها ولا تبديل   وهذا الثبات  يكون هو ام الكتاب  لان لكل امة كتاب  تاسيسي  يؤسس  قدرها  الكوني  والعقائدي  والاخلاقي العملي التطبيقي   والتاريخي   كونه الاساس  الثابت  يجعل للامة قدر تدور مدارها   في  منهجها الديني   والسياسي 0
الامر الثالث :  ان لاتجعل في اسسها   انفصال   بين الدين والسياسه   فالسياسة المتصلة بالدين هي  السياسة الدينية   والسياسة المنفصلة عن الدين  هي الديانة السياسيه  فيكون الدين  لدى هذه الامة  هو السياسة  لذا لايكون لها اساس تشريعي   (ديني ) ثابت   بل هي  في تشريعا بين المحو والاثبات   فتحقق وتدقق في  قوانينها   الجوانب الماديه للشيئ  لذلك  تنظمه   دينيا وسياسيا وفقا   لجوانيه الماديه   وتكون بذلك  متحركة معه  في التقنن حيث كلما اكتشفت جانبا  اخر  من ماديته   جعلت له  تقننا  تحسب انه يليق به  ولكن  ان هذه الامم لم تلتفت على  عالم الطبيعة   ( المادة ) متحرك بغيره  وليس متحرك بذاته  لذ ا فالقانون ان لم يناسب   الجهة المحركة له يكون قاصر  النظر  ولايعالجه معالجة كاملة وتامة  وثابتة  فتكون النظرة  للطبيعة والمادة من جهة  فقط  بين   النظر  للجهة المحركة  له  فانها تكون   ناظرة له من جميع وجوهه
كتاسيس  قانون العطش   من الروح   فهو تنزيل    وقانون  ثابت  هو ام الكتاب    الى العقل  فيكون تاويل  وقانون  متقابل اجرائي   يحتمل الفعل  او  لا فعل  بمعنى المحو والاثبات    فيكون مخيرا يشرب الماء  فتكون فيه الحياة لاتفاقه مع القانون الروحي التنزيلي  او  لايشرب  الماء  فيكون فيه الممات  لافتراقه  مع القانون الروحي  التنزيلي  0
اذن  الاساس الثابت  هو  هو  الواقع الذي ينظر للامة من جميع جهاتها   الوجوديه والتكوينيه  والتشريعيه  والسياسية  قضاءا واجراءا  فيكون الاساس الثابت  سادا لحاجات الامة وافتقاراتها   وهذا مايجعلة كاملا  وتاما 0














حضارة  الرحمن
نقصد بها الحضارة التي  هي بواقعة رحمة للعالمين   حيث تحمل  في قوانيها  الرحمة العامة  والتي لاتجعل من العالم طبقات   بل تنطلق من منطلق السواسيه   وعدم التفريق   فضلا عن احقانية   الحضارة  ورؤيتها الواضحة   ولديها بصيرة  
والنظام الاسلامي  هو حضارة الرحمن  والتي   عبر عنها  ( واما ارسلناك  الا رحمة للعالمين )  فهو الدين الكامل   والنعمة  التامة   فكمال الدين  يعني  كمال القوانين التشريعية حيث السنة التي لاتبديل فيه  ولاتحويل  لانها كاملة  في رؤياها   للشيئ من جميع جهاته  الالهية  الروحيه والرياضية  العقليه  والطبيعيه   البدنيه 0
واما تمام النعمة  في   تعني تمام القضاء  وتمام الاجراء 
واما الانظة العالمية الاخرى فهي غير كامله في  تشريعاتها    وغير تامه في قضاءها واجرائها  لذا تكون  عاجزة عن سد حاجة وافتقار الشيئ  0












احتضار الشيطان
نقصد به الاحتضار  التشريعي   والذي يكون مدعاة للاحتضار السياسي    ( القضاء والاجراء )  والاحتضار  هو موت الفرد   وموت الامه  فالامة التي  لم تاسس   تشريعا  ثابتا  فهي  امه لادين لها  والامة التي لادين لها   تون امة لاحضارة لها  لذا فهي امة مريضة بمرض الموت   واقصى ماتصل اليه   وتقام به مرضها الحضاري  هو الوقت المعلوم  لان دولة الشيطان  جوله  وجولته  متاع قليل   لان الدنيا كلها  برؤيا الرحمن  الحضاريه   هي متاع قليل   ولالا تعدى  اليوم او بعض يوم  قالوا كم لبثم  قالوا يوم او بعض يوم  فالفرد او الامة تعيش في الدنيا  يومين   يوم خير  فتكون  حضاريتها  رحمانيه  او يوم شر فتكون لاحضاره لها بل احتضارات شيطانيه  لها الوقت المعلوم  فتنتهي وتعلن استفلاسها التشريعي والقضائي والاجرائي
  ودولة  الرحمن دولة  لانها على اساس ثابت  قد رى الشيء من جميع جهاته  فهذه الحضارة تعلم مافي نفس الشيئ   والشيئ لا يعلم مافي نفسها  لذا  فالشيئ  لايدرك    حقيقته  بكاملها  فكيف له ان يضع له القوانين الملائمة  لحقيقته وهو لايدرك الا بعضها    اما الحضارة الرحمانيه فهي الرحمة التي وسعت كل شيئ لذا هي  المنظم له والمقنن   حتى تاخذ بافعاله  الى  تطابقها مع ذاته  فهي  تحت معادلة الفعل  + الذات  = حقيقة الشيئ الذاتيه 
اما الاحتضار الشيطاني   حاصل من معادلة  الفعل – ذات  =  الشيئ غير ذاته








مبنى الحضارة ومبنى الاحتضار
الحضارة الرحمانيه  مبناها الاساسي  علم الاخلاق   والخلق فيها   على تسع وتسعون  صفة الالهية  فعلية  فهي من الرحمن الى الصبور  وقد علمها الله لخليفته  ادم   لذا  صارت الصفات الالهية الفعلية هي  الحقيقة الادمية الذاتيه بمعنى  الصفات الادمية الذاتيه   لذا كلفة الله  تعالى  بهذا الوسع الذي  صارت منه حقيقة كل شيئ 
فوسع الانسان   التجلب بالفاعليه   وفقا   لمتسع القابلية عنده 0
)الرَّحْمَنُ) (الرحمن:1) )عَلَّمَ الْقُرْآنَ) (الرحمن:2) )خَلَقَ الْأِنْسَانَ) (الرحمن:3)
)عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) (الرحمن:4)
الرحمن  صفة فعليه = القران كله    كحقيقة انشائيه نورانيه
الانسان = القران كله   كحقيقة انشائية نورانيه    الاحسن تقويم
اذن الانسان  = الرحمن   كحقيقة  روحيه  كليات  اسميه انشائيه ملكات  نورانيه     متناسبه مع الخلقة البدنيه  الطبيعية  ومع النشاة العقلية الرياضية  والروحيه  الالهية
الانسان  + البيان = الامام المبين الذي احصى فيه الله كل شيئ   كحقيقة عقلية  رياضية وحقيقة روحية  الهية  متلائمة مع الحقيقة الطبيعيه البدنيه
 0
اما الاحتضار الشيطاني  النقمان  صفة فعلية  = الشر كله  كحقيقة  احيائية ظلماويه
الانسان  = الشر كله  كحقيقة  احيائية  ظلماوية  الاسفل سافلين
اذن  الانسان = النقمان  كحقيقة نفسيه كليات اسمائية  احيائية   عقد ظلماويه  غير  متناسبه مع الخلقة البدنيه الطبيعيه ولا  مع  النشاة العقلية الرياضية والنشاة الروحية الالهية

علم الاخلاق  الحضارة الرحمانية  
فعلم النحو  هو الحضارة اللغويه  والتي  تاسس  عصمة   القول
وعلم  المنطق  هو الحضارة  الفكرية  والتي تاسس عصمة الفكر
وعلم الاخلاق  الحضارة الفعلية  والتي تاسس  عصمة  الفعل
لذا  فالامة التي  هي في تاسيسها  معصومة الذات    يمكنها  بناء الفعل  بناءا حضاريا معصوما  وفقا  لتاسيساتها الذاتيه  
 وقد ترجمه  ذلك قول الرسول صلى الله عليه واله  جئت لاتتم مكارم الاخلاق  0 بمعنى جاء ليتمم  مكارم الافعال   ويطهرها من  للآئمها
ليتمم  الفضائل الفعليه  ليطهرها من رذائلها 0
اذن  دعونا   نرى  ماكنزته  هذه الرؤى  الروحيه  ليكون لنا بينا   في معالم  الحضارة الرحمانيه  والاحتضا رات الشيطانيه 0












ليست هناك تعليقات: