الاثنين، 14 نوفمبر 2011

قصة واقعية في التجريد (1)


قصة  واقعية  في  التجريد (1)
 زارني احد الاخوة المؤمنين  وهو استاذ جامعي  له ثقافة دينية تجمع في طياتها  الكثير من  الاطروحات الجميلة والتي يسعى جاهدا   للكشف عن وجهها الحقيقي  ليكون  فارسا لجواد الحقيقة والواقعية.
جلسنا  كعادتنا  وبدأ   النقاش بعدها بيننا   حيث سالني مبادرا :   
شيخنا  ماهو التجريد  برؤياكم  الروحية؟  حيث انني  لم استطع ان افهمه  بصورة واضحة فليس التجريد الا اصطلاح من الاصطلاحات التي  ليس لها من وراء اللفظ واقعية وحقيقة !0
فقلت له  : ان الامر  بسيط  وليس فيه  أي شيئ من التعقيد كما تتصور   ورحت  مقدما له  قدحا من الماء    لضيافته  
فمسكه بيده  ورفعه قرب فيه كي  يشرب  الماء فبادرته سائلا   ماهذا الشيء الذي   بيدك ؟
 قال :  شيخنا   بيدي قدح الماء الذي قدمته لي  !
فقلت له:  وبأي عضو مسكته   ؟
قال :  بيدي !
فقلت له  وانا  ايضا اعطيتك الماء  بيدي  لكن لابد ان تعرف هذه الملاحضة وهي ان وراء يدي ويدك قد اجتمعت كل القوى  البدنية   من القوى الطبيعيه   كالعظام  والاوصال والاوداج  والجوانح والجوارح   ثم  القوى التي هي فوقها وهي القوى الرياضية العقلية التي اعطت الارادات الرياضية  الكرومغناطسية  لكل القوى الطبيعية   ومن فوق  القوة الرياضية الهرومغناطيسية تأتي القوة الالهية   الكهروية  الروحية الصعقوية    و التي جعلت  منا ان  نتحرك   الى  مقام   قيمها الثابتة 0
فكل هذه القوى  الثلاثة تداخلت فيها  مراحل تجريدية    تراكمية وترتيليه حتى  التقت  يدي ويدك عطاءا واخذا لقدح الماء وببركة هذا التجريد الترتيلي التمرحلي والذي ما كان الا بواسطة القوى الثلاثة التي مر شرحها عندها استطعت ان اعطيك قدح الماء واستطعت انت ان تأخذه بيدك فأنا هممت ان اعطيك قدح الماء وانت هممت ان تأخذه وكل من الهمين قد اتفقا  في رؤية البرهان التجريدي اليس كذلك؟ 0
ثم  احيطك علما ان كلا من يدي  ويدك قد  تجردتا عن ماديتهما  كونهما اظهرتا  طاقة   تساوي القدح   المملوء بالماء على اقل تقدير .
فالقوة التي  حركت  ايدينا  واعضائنا   واوصالنا واوداجنا ونحن بطبيعياتنا وماديتنا  سبوحين فيها انما هي القوة الرياضية الكهرومغناطيسة  ومن فوقها  القوة  الروحية الكهروية  0
اما القوة التي  ظهرت  تحمل القدح المملوء بالماء  في  يدي هي حول من احوال القوة  التي تسربلت في   بدني وطبيعتي  وهي ايضا حول من احوال القوة  التي تسربلت  في بدنك وطبيعة فالحولان اللذان عندي وعندك  هما  واقع تجريدي  حصل عندي وعندك .
 لذا فكل حركة  اجرائية نظهر بها  هي تجريد في طبيعياتنا   وكل حركة   قضائية  هي تجريد  في رياضياتنا   وكل حركة تشريعية  هي تجريد    في الهيتنا 0وعلى سبيل المثال فان العامل الذي يحمل كيس طحين ( 50 ) كغم  فانه لايمكنه من حمله   مالم  يكن لديه  تجريدا   في طبيعته وماديته  وثقالته البدنية بـ (50) كغم على اقل تقدير.
وهذا يعني ان التجريد  هو  كيف  ان تجعل  من بدنك  مجالا لمرور  الطاقة  من باطنك  الى ظاهرك حيث ان الطاقة التي  قبل  البدن   =  كل الطبيعيات والثقالة   من اول الدهر الى اخره   ورفع الكيس  او أي ثقل اخرانما هو  حال من احوال الطاقة   لم يظهر لولا واقع التجريد.
ومن هنا ندرك واقع المعجزات للانبياء(عليهم السلام) ومنها  معجزة  موسى (عليه السلام ) فهي  من معالم التجريد  حيث جعل من بدنه  والطبيعة السوداء التي تحتمل  الخير والشر   والسوء والحسن   جعلها مجالا    يمر من خلاله  البدن العقلي الكهرومغناطيسي   الذي  يحمل   البياض  والحسن   والنور.
  لذا   ورد في استقراءات قرآنية ثلاثة لليدالمادية السوداء  الملكية واليد الرياضية  البيضاء  الملكوتية  والتي هي  المحرك   لليد  الملكية :
{ وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى } النبأ22

{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ } النبأ12
{ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ } النبأ32
فهذه الاستقراءات الثلاثة   التي  تستقرأ لنا واقع اليد فعبرت عن احوالها تارة ب( اضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ) والثانية (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ ) والثالثة (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ) انما تريد ان تبين حقيقة وواقع التجريد واظهار احوال القوة العقلية الكهرومغناطيسية  من خلال البدن  المادي   سواء بالحالة الاولى ( ضمها الى  الجناح )  او (ادخالها في الجيب)  او (يسلكها  في الجيب ) فاليد التي  ترفع   كيس الطحين   او انها تقوم باي عمل من الاعمال  واي حركة اجرائية اخرى  كمسك قدح  الماء تمثل مظاهر  واحوال ( لليد البيضاء )  فاليد التي  رفعت كيس الطحين مثلا   أوامسكت بقدح الماء  قد تجردت من اليد السوداء وتروضت برياضيات اليد البيضاء  التي لاسوء فيها  ,  وهذا هو التجريد لذا  فكل حركة اجرائية  واقعها عباده   واستعانة(اياك نعبد واياك نستعين)  يهتدي بهما  العبد  الى  ربه  الذي قد رباه بالتربية  االاسمائية والتي هي حقيقة ذات ادم فيدور العبد  مدار تلكم التربية بفعله  أي ان العبد يدور بفعله حول ذاته0ومما لابد ان ندركه ان كل فعل يجري لممر(متحرك) وكل ذات تجري لمستقر(ثابتة) فتتراكم الافعال في سيرها نحو ذاتها حتى   تتصف  بالذات اتصافا كليا 0
بعدها سالني   قائلا :  كثيرا ماتقول في محاضراتكم ان   الروايات والايات  اصولها   كونية  او انك تقول   ان التشريع  الالهي اصوله كونية  فهل  تبين  لنا  ذلك برؤياكم الروحية   ؟
اجبته قائلا : يا استاذنا  الفاضل  هل  اشتريت يوما سلعة من السوق   من قبيل المدفئة او التلفاز او جهاز حاسوب او غير ذلك ؟
قال: نعم  قد اشتريت  ,  ولكن ماعلاقة  ما اشتريته بموضوع نقاشنا ؟
فقلت له : عندما تشتري سلعة ما ما الذي تجده مرفقا معها  ؟

 قال:  دليل المستخدم(كتلوك)او لنقل كتيب فيه تعليمات مرفقة حول الجهاز الذي اشتريته.
فقلت له:  وهل قرأته  مرتلا اياته ورواياته ترتيلا ؟
قال: نعم قد  قرأت ذلك. 
فقلت له : هنالك سؤالان افتراضيان هما :
السؤال الاول: لماذا تقرأ دليل المستخدم للجهاز المرفق معه؟ 
السؤال الثاني : من اين جاء واضع دليل المستخدم(الكتلوك) بالقوانين  والتعليمات  التي تعطي الواقع التفصيلي للجهازفي استقراءاته ؟.
قال: اما الجواب عن السؤال الاول  فاني اقرأه كي افهم  تفاصيل االسلعة او الجهاز   ومايضرها وما ينفعها  حتى   استثمر طاقاتها استثمارا  صحيحا 0
 وبخصوص الجواب عن السؤال الثاني  فان ما هوموجود في دليل المستخدم( الكتلوك) هو  تبيان وتوضيح   ميكانيكية الجهاز   وبرمجته وتفصيل الية عمله.
فقلت له: احسنت  لذا  فالايات والروايات هي  دليل المستخدم(كتلوك)    فيه بيان  تفصيلي عن  قدر الشيئ   في وجوده وتكوينه   الذي  تقدر  في ليلة تقديره   تنزيلا  .
 و دليل المستخدم(الكتلوك) للكون هو الاستقراءات القرانية والروائية  (الايات والروايات)  حيث  اصولها   تكوينية   لانها   تفصيل لتكوين الشيئ وخارطته الذاتية   لتعطيه  الخارطة الفعلية   والتي فيها بيان مايضرالشيء  وماينفعه   فكل  مايضر وجوده   حرمه  الصانع وكل ماينفع  وجوده  احله ,  وكل مايضر تكوينه   كرهه  وكل ماينفع  تكوينه  ندب اليه الى هذا الحد انتهى حديثنا بعده ذهب  صاحبي   مسرورا وافترقنا    فراق المادة  والتقينا لقاء الطاقة 0

ليست هناك تعليقات: