الأحد، 13 نوفمبر 2011

الأنسان مابين الحقيقة والسراب





 الأنسان مابين الحقيقة والسراب
إن الإنسانية والآدمية واقع مجرد وحقيقة واحدة توحدت بها كل  الإرادات والصفات  والقوى الذاتية

الإنسان مابين الحقيقة والسراب
إن الإنسانية والآدمية واقع مجرد وحقيقة واحدة توحدت بها كل الإرادات والصفات والقوى الذاتية , وما هذه الأبدان إلا ميكانيك وأدوات لظهورها , لذا فالإنسانية لها جنبه فيزيائية وهي الطاقة المجردة ماقبل الأبدان حيث الصفات والنعوت الذاتية للإنسانية كواقع واحد في الخطاب الإلهي , كما خاطبه القران الكريم بخطاب الوحدوية يأيها الإنسان ويا آدم , والمناسبة في ذلك هو أن الإنسانية والآدمية قدر واحد سال في كل الأبدان ليكون لباس التقوى , والذي هو خير لباس فمن بقى على هذا اللباس فاض بالخير وهو الإنسانية في جنبتها الكيميائية الإنسانية بعد الأبدان كطاقة فعلية , ومن نزعه يكون قد لبس لباس الفجور ليظهر بهذا اللباس الغير إنساني في الواقع الخارجي بعد هذه المقدمة التي ترجمت بها كلام الشيخ رحيم الاسدي وفقه الله وقد استسقيته ليكون مدخلا لفهم مقالتي هذه . إن الإنسان يمر بعدة مراحل تبعا لأفعاله (ماقدموا وآثارهم) لأن الفعل له بعدان أو قل جهتان: جهة أو بعد كيميائي و جهة أو بعد فيزيائي , فالبعد الكيميائي هو مكونات معادلة الفعل والمتكونة من الفاعل والمفعول والنتيجة هي الفعل أما البعد الفيزيائي فهو آثار ذالك الفعل والذي يمتد لفترة زمنية من حياة الإنسان فارضا نفسه على سلوك الإنسان وتوجهاته حسب طبيعة الفعل حسنا كان أم سيئا, فإن كان الفعل حسنا ترك أثرا واضحا على الحالة الروحية للإنسان والتوجه نحو العبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى فالعمل الصالح يبقى أثره واضحا على الإنسان فترة معينة إلى حين أن يخطئ أو يذنب فيذهب ذالك الأثر ويبدأ يحيى حياة الأثر الآخر الذي بدل به بما يمحو ويثبت , فهو في ميزان الأبدان أما أن يمحو الخير ويثبت الشر مما يجعله في تيه من رائحته لان الخير لايمحى من السلوك والتفاعل ؛ لأنه الثابت الذاتي , وأما إثباته للشر فالشر زائل لا ثبات له لتعلقه بالجرم والمادة , فإن رفعت رفع وإن بقيت بقى وإنما الكلام كيف نجردها عن ما هو زائد عن ذاتها لتكون الأبدان طاقة ومجالا كهرومغناطيسيا لمرور الإنسانية الطاقة الأم , والذي يمحو الخير ويثبت الشر إنما فعله وقوله , وهو كلمة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار بمعنى ليس لها أصل في السماء . إن محا الشر واثبت الخير يكون فعله وقوله كلمة طيبة ثابتة على الأرض كما هي أصولها ثابتة في السماء. وإن كان الفعل سيئا يترك آثارا سيئة على الإنسان وعلى سلوكه , وهذا السلوك بأثره الفيزيائي السالب يفقده الحالة الروحية ويعيش حالة من الإدبار عن الله سبحانه وتعالى , لذا تراه عازفا عن العبادة والتقرب لرب الأرباب ومنغمساٌ في عبادة هواه , فالأثر الفيزيائي للعمل الصالح يبقى لمدة طويلة مؤثرا في سلوك فاعله وتوجهه مالم يقترف ما يحبط هذا العمل عن ما يقابله من العمل السيئ , وكذالك العمل السيئ فالاثر الفيزيائي يبقى لمدة طويلة مؤثرا على فاعله إذا لم يعمل مايقتضي عليه من الأعمال الصالحة ويذهب به (إن الحسنات يذهبن السيئات) وأسال الله التوفيق للعمل الصالح وفيما يحب ويرضى انه سميع مجيب. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين.
برؤية الشيخ رحيم الاسدي
أعدها وجمعها حسين الاسدي

ليست هناك تعليقات: