الرؤية الثالثة
الصوم الحضاري
مقدمه:
هنالك تساؤلات
تحلق في افاق الفكر
لان الفكر يلمس فيها ترف
الواقعيه وكون الفكر سلم ارتقاءه
يكمن في الواقع وكشف الحقيقه المتصله بالواقع اتصالا روحيا وعقليا لذا
كان من السراع للتساول عن كل ما هو يحتاج الى جواب
يخطو به الفكر خطوة او خطوات الى
الامام في سيره الفكري 0
ومن
هذه التساؤلات :
هل يمكن ان يكون للحضارة صوما كما للفرد صوم ؟
هل يمكن ان تكلف الحضارة بالصوم كما يكلف الفرد
؟
وقبل
ان نتدرج في مباحث هذا العنوان لاباس ان
نتعرض لاجابة مختصره ترفه هذه الغرابة بهذه الاسئلة فقد ذكر
في القران ايات تشير ان للامة كتاب كما ان للفرد كتاب ، ومعنى ذلك كما ان
الفرد يحاسب على ضوء الكتاب الذي فيه الدستور المختص به كذلك فان الامه تحاسب على ضوء كتابها ، عليه فان هذا التصنيف يدل على
ان هناك نحوين من الاعمال 00
01
اعمال اجتماعية : وهي مايكتب في صحيفة اعمال الامه 0
02
اعمال فرديه : وهي مايعبر عن صحيفة اعمال الفرد 0
اذن
كما ان الفرد مكلف بتكاليف فرديه، كذلك الامة بوجودها الجمعي مكلفه بتكاليف اجتماعية ، فمن بين اعمال الامة هي الصلاة
الحضارية والصوم الحضاري كما ان للفرد صلاة وصيام كذلك التسبيح الحضاري
حيث ان كل الكائنات تسبح بحمده لكن لانفقه تسبيحها ، فمن باب اولى ان نصف الوجود
الجمعي بالصلاة والصيام والتسبيح 0 لكن ماكنة هذا
الصوم الحضاري ؟ هذا ننظره في
نظرتين 0
النظرة
الاولى 0 ماهي اقسام الصوم الفردي
النظرة
الثانية : علاقة الصوم الفردي بالصوم الحضاري الكوني
النظرة الاولى
ماهي اقسام الصوم الفردي
يمكن
ان نتعرض الى هذه الاقسام من رؤى واتجاهات
متعدده ، لكن الاتجاه الصحيح والاهم هو
ان نذهب لهذه التقسيمات ببعد ها الطولي
والعرفاني 0
العارف
يقسم الصوم الى :-
01
صوم الشريعة0
02
صوم الطريقة 0
03
صوم الحقيقة
اما
صوم الشريعة فهو الصوم المتعارف في الكتب الفقهية وهو الامتناع عن تناول بعض الامور المذكوره في زمان
معين ، ويكون جزاء هذا الصوم هو الجنة 0 والخلاص من النار
اما
صوم الطريقة وهو ان يمسك اهل الطريقة والسلوك عن الامور التالية :
01
امساك القوة المتفكره0
02
امساك القوة الحافظة
03
امساك القوة المتخيلة
04
امساك القوة الوهمية
05
امساك قوة الحس المشترك 0
اما
امساك القوة المتفكره هو الامساك عن
الكثرة الفكرية والكثرة الذهنيه
فالتقابل الاجراي في الفكر والذهن طولا
وعرضا ان الوحدة الفكرية هي كل فيض
فكري حسن تفيض به ذات السالك من قبيل
العقيدة الحقه والعلم النافع وغيره
وبطولها الوحدة الذهنيه وهي ما يكتسبه السالك من محاسن من ذات غيره
من علم ومعرفه تدور مدار الدستور
الكوني الواحد الذي لاتبديل في سننه ولاتغيير اما التقابل الاجرائي الذي هو بعرضهما هو الكثرة الفكرية هي كل فيض سي تفيض به ذات السالك
وبطولها الكثرة الذهنيه وهي كل كسب
سيئ يكتسبه السالك من ذات غيره 0 وكل
من الوحده الالفكرية والوحدة الذهنيه متفق من الوحدة الخارجيه الكونيه ( الحضارة الالهية ) فهذه الوحدة طولا اما طول الكثره في كثرتها الفكريه وكثرتها الذهنيه متفقه مع الكثرة الخارجيه ( الحضارة
الشيطانيه )
وما
يتصرف به العقل يتسمى متفكره والامساك
فيها يكون بعدم كثرة التفكر في امور كثيره بل يكتفون بالامور التي ترتبط
بواجباتهم والعلوم المنسبه لارواحهم، وينبغي ان لايتجاوزا الحد بالكمية والكيفية 0
واما امساك القوة الحافظة فهو ينبغي
للانسان ان لايملا حافظته بكل التفاصيل
ويقلل المحفوظات ويحفظ بما يرتبط بدينة 0
كون هذه القوة تحتمل
النسبة المؤية في ما تملائها
بالحسن او السوء فان امتلئت
بالحسن مثلا 60 % كان
مايقابه اجرائيا بالامتلاء هو السوء 40 %
وهكذا كل زادت النسبة في كفة
نقصت في الكفة التي تقابها
اجرائيا فلو امتلاءه الحافظة بالكذب
مثلا 90% كان الصدق بالتقابل الاجرائي 10% وبالعكس
فنقول هذا كاذب وهذا صادق من
خلال مايفيض به مخزون الحافظة لدى السالك
واما
امساك القوة المتخيله بمعنى
ترويضها في رياض الواقع فينبغي
ان تقلل القوة المتخيله عن الصور الخيالية
أي لاتعطي القوة المتخيله حريتها في الخيال بل تحددها، لهذا
الذي له حس شعري او ادبي يعاني من السيطره
على هذه القوة، فالسيطره على القوة المتخيله
من الامور المهمه واصحاب الطريقة
يهتمون كثيرا في السيطره عليها
فاهل الشعر والادب يجب ان يبذلوا جهدا كبيرا
في ان يجمعوا بين فنهم وبين
السيطره على قوة المتخيله والجمع هذا صعب ولكن بالالتفات والمثابره يمكن
التوازن وخلق الواقعيه ولايهيمون الا في وادي الوحده ويدعون
وادي الكثرة
اما امساك القوة الوهمية : هو ان يقلل السالك من
الامور الوهمية ، ولانقصد بالامور الوهمية المعاني
والوهمية
من قبيل المحبة والعداوة و بسبب
هذه القوة يدخل ابليس 0
وان امساك قوة الحسن المشترك : قوة الحسن
المشترك بوابة ترد عليها صور ومعاني
تستقبل كل ماترد عليها الحواس
فتحوله الى خزان وقوة الخيال
الحس المشترك
وظيفته ان يجمع من هذه المدركات
المتفرقة 0 يقول اهل الطريقة لاتدع الحس
المشترك يقودك الى الهاوية فينصحون
احيانا بالانقطاع ويذهبون الى اماكن منقطعة كذلك يبتعدون عن
الكثرة في المذوقات فيمسكون عن
الاكلات 00 كثير هذه المذوقات منها الغير ضروريه والتي لاتتوقف عليها الحياة الفسلجيه بل
يمكنها المضرة لو نظرة
بامعان ويكون جزاء صوم الطريقة هو
القرب هو الله والحديث الوارد ( الصوم لي 000 اجر عليه ) هذا يرجع لصوم
الطريقة وذلك لان جزاء صوم الشريعة الجنة
اما جزاء صوم الطريقة هو الله واما
صوم اهل الحقيقة ان يصوموا عن غير الله تعالى ان لايشاهدوا غير الله ويكون نتيجة
صوم اهل الحقيقة هو الفناء الذاتي والتوحيد الذاتي اما نتيجة صوم اهل الطريقة هو التوحيد الصفاتي والفرق بين التوحيدين هو ان
في التوحيد الذاتي لايشاهد العبد وجودا الا الله اما التوحيد الصفاتي لايرى
السالك صفة للمخلوق بل صفات الخير
والكمال هي لله اما التوحيد الافعالي
فالسالك يرى كل فعل هو من الله ( ومارميت
اذ رميت ولكن الله رمى
ونفول
بعبارة اخرى ان الصفات الالهية لها
لحاظين :
اللحاظ
الاول : الصفات الذاتيه
اللحاظ
الثاني : الصفات الفعليه وهذا يعني ان كل
التصنيفات التي تصنف هي تدور مدار الصفة الفعليه لله تعالى
والصفات الادميه
تصنف الى لحاظين :
اللحاظ الاول : الصفات الذاتيه وهي كل الصفات الفعليه الالهية
كونه خليفة الله فالالتزام
ان تكون صفات الخليفة
الذاتيه عين صفات المخلف الفعليه بالتطابق
والا يكون ناقص الملكية
0
ااذن
صفات الخليفة الذاتيه فانيه فناء تكوينيا
في صفات المخلف الفعليه كونها
محكومه باحكام الفعل الالهي (كل
ذات ممكنه فعل الهي والفعل صفة الفاعل )
اللحاظ
الثاني : الصفات الفعليه : وهي
بين ضدين اما الصفة الفعلية المتفقة مع الصفات الذاتيه او الصفة الفعلية المفترقة عن الصفات الذاته
فان
اتفقت الصفة مه الصفة الذاتيه كان العبد
وصل لمعرفة ذاته ومعرفة الذات تدل على معرفة الصفات الفعليه لله تعالى فيكون فناء
فعل العبد بفعل الله تعالى وهذا الفناء الفعلي ائمة يهدون بامرنا 0 يفعلون مايؤمرون
اذن
المراد هو السير وفق الصوم الحضاري
الكوني والذي يجمع طرق واقسام الصوم الثلاثة ليكون الفرد امة 0
النظرة الثانية
علاقة صوم الفرد بصوم الامه
تمت هذه الانواع الثلاثة من الصوم هي مقدمة للصوم الحضاري الكوني الحقيقي 0
الصائم الحقيقي هو الانسان الكامل
لانه بلغ كل التوحيدات،/ فالمواقف التي تصورها من الانسان الكامل هي مواقف حضارية حيث انه رجل
حضاره ( ان ابراهيم كان امة ) وهم يستطيعوا ان يبنوا حضاره ،ـ اما الانسان
الذي يبلغ نوع من هذه الانواع من الصيام لايمكنه ان يبني حضاره فالصوم الحضاري بان تمسك الامه وتصوم عما
لايتناسب مع اسسها مع مبانيها ، مع رؤيتها
الكونية وايديولوجيها0 ويمكننا ان
نلمس نقاط الافتراق مابين الصوم الحضاري ومابين انواع الصوم الاخرى، حيث يكون صاحب
هذا الصوم امة بينما يكون صاحب الصوم الفردي هو فرد ، كذلك فان هذا الصوم صوم عن
كلما يخالف الايديولوجية والرؤية الكونية
وهو اكبر بكثير واوسع من صوم الشريعة
والطريقة والحقيقة 0
ان
الامة تمسك عن تناول المفطرات الحضارية, المفطرات الحضارية هي تلك السنن والقوانين
والعادات والتقاليد 00000 الخ وكل مما شانه ان يكون مخالفا للحضاره الالهية ، وحيث ان كلامنا في الحضاره الاسلامية فنجد هذا البحث في غاية الاهمية لاننا سنعرض لغزو ثقافي وعولمه غربية تقودها امريكا فهم مصرون
على ان يدخلوا وليسنوا قوانين العولمه ، يحاولوا ان يغزو معتقداتنا وافكارنا بالاستعانه بالاحزاب المنحرفه ،
بالاستفاده من الناس الذي سكنوا الغرب 0
لذا
نحن بحاجة الى ان نلتفت ونصوم صوما حضاريا كونيا ولانتقبل كل هذه المفطرات ، نصوم عن كل
عادة وسنة من سنن الغرب ( من هنا ياتي دور الولي الفقيه والقائد الاسلامي في توجيه
الامه ، كذلك في سد منطقة الفراغ 0 في تبين المفطرات الحضارية
والتي في تناولها يظهر الفساد في
البر والبحر بما كسبت ايدي الناس لان الحضارة
الالهية متمثله بالقوانين الكونيه والتي
لاتبديل في دستورها ولا تحويل كونها حضارة واحدة
محيطة بكل قوانيها بكل التخصصات
وناظرها لها من جميع وجوهاا تشريعا وقضاءا
واجراءا اما الحضارات الاخرى وهي الكثره الحضارية ففي قوانيها
تجد التديل والتحويل وفقا للرؤيا الظاهرية لبعض الطول الزمني ومع ذلك
يسدعي هذا البعض الزمني ارباكا في
دساتيرها والتي بنيت على غير اساس
كوني فتستدعي التغيير والتحويل والتبديل
كلما اكتشف الحضارة سنة من سسن الكون اما السنن الكونيه الوجوديه الشرعيه
السارية قضاءا واجراءا الهيا لاتبديل ولاتحويل فيها كونها ناظرة للطول الزماني والمكاني والمعاني
كله فقننته بالقانون المنسب له وجوديا وتكوينيا وتشريعيا وسياسيا فلايحتاج
لغيره حتى يغيره
فهذل
اساس البناء الكامل والتام للحضارة
الالهية اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعتي ورضيت لكم الاسلام دينا 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق