الأحد، 13 نوفمبر 2011

على موائد النور طبق الأخلاق في رمضان





 طبق الاخلاق في رمضان
في أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك  رأيت والدتي( الروح)  تدخل  مطبخ العقل ...
  انتابني  العجب وأنا ابنها البدن الصغير , وهي عالمي الكبير  الذي انطوي فيَ (حنانا وامتنانا) !.

على موائد النور
 طبق الأخلاق في رمضان
 في أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك رأيت والدتي( الروح) تدخل مطبخ العقل ... انتابني العجب وأنا ابنها البدن الصغير , وهي عالمي الكبير الذي انطوي فيَ (حنانا وامتنانا) !. نعم العجب فان أمي تجوب أروقة البيت العقلي ذا البناء الحضاري, والذي يذكرني بأيام الله تعالى ومعالم حضارته الربوبية التي بنتها سواعد العبودية بالأيدي العاملة, و الطاقات الكاملة. سالت والدتي: أماه روحي التي بين جنبي ماهذه الهمة التي تظهرها عزائمك؟ قالت: ياولدي ومظهري ومنظري وكثرتي من وحدتي ووحدتي من كثرتي فأنت واحد ياولدي البدن الصغير بأمك الروح عالمك الكبير وأنا كثيرة بك ياحبيبي ؛ لان حناني وامتناني سال أودية بقدرها فمكث ماينفع وذهب جفاء ما يضر ... ياولدي إنه اليوم الأول من شهر رمضان, ثم قالت لي: تأوهت وقالت آه رمضان كم هو لطيف شريف وماهو إلا روح نازلة و أمره تسبح فيها أرواح وتنزل فيها أرواح وتغسل فيها أرواح... !! ثم قالت لي: ياولدي أنا أجوب في أروقة العقل؛ سرورا بمقدمه, وشوقا لمكرمه. فبادرتها بالسؤال ولماذا أنت ياأماه في مطبخ العقل ؟ فضحكت..! اعد لكم طبقا رمضانيا ثم قالت لي : ياولدي أنا في مطبخ العقل اعدد لك طبقا شهيا من الأطباق الرمضانية , وهذا الطبق قد تعلمت مقاديره من سنن الأنبياء والأوصياء(عليهم السلام) وتبعا لهم من العرفاء والعلماء فكلهم يحبون هذه الأكلة الرمضانية!! فأخذت ألح عليها والجُ بالسؤال حول معرفة مقادير هذا الطبق الرمضاني فقالت أمي وحبيبتي الروح: أقدم لك ياحبيبي وصغيري البدن المسكين طبقا شهيا من اطباق المائدة الرمضانية المباركة . فسألتها: ياأماه وما اسم ذلك الطبق؟ قالت: اسم الطبق" طبق الأخلاق " فقلت: وكيف نحضر طبق الأخلاق هذا؟ قالت أمي الطيبة وروحي الحبيبة: حتى تتذوقه بطعمه اللذيذ المغطى بالإيمان والمحشو بمعالم الرحمن ,وهو خالِ من الشوائب التي تفسد طعمه وروعة مذاقه فإليك ياولدي كيفية تحضيره وتدبيره . مقادير الطبق فالمقادير ياولدي وحبيبي هي أن تأخذ (كيلو) من التواضع ,ثم ثلاث حبات من رحابة الصدر ,ونصف لتر من ماء الصبر والحلم. بعدها خذ عشر حبات من حسن الظن بالآخرين ,وعشرة حبات من هدوء البال والفكر. طريقة التحضير أما طريقة التحضير : فهيأ نفسك لآن تكون نقيا من الكراهية والحقد ومليئا بالإيمان والعمل الصالح وضع إناء التقوى والإيمان نصب عينيك ,وكذا في معاملتك لمن حولك ثم اخلط الخير والمراقبة بالامتلاء مع المحاسبة بالاستفراغ. ثم صب ماء الصبر والحلم على الخلطة, وبعد ذالك ضعها في فرن (مجاهدة النفس) وحبذا لو تكون النار هادئة حيث التخفيف من نار الغضب النفسي...نعم التخفيف ؛فالنار العالية تؤدي إلى احتراق القيم الإيمانية . وبعد ذالك انتظر ساعة في خلوة مع نفسك وحاسبها على مافعلت وأخلص النية والتوبة إلى الله تعالى حتى تكون خالية من الشوائب . إخراج الطبق من الفرن وبعد انقضاء ساعة من محاسبة النفس اخرج هذا الطبق من الفرن وقدمه لمرضى النفوس, وإن شاء الله تعالى سوف يكون دواء للأمراض العتيدة وثقيلا في ميزان الأخلاق الحميدة ونورا في الصحائف الرشيدة.
برؤية الشيخ رحيم عبد الرزاق الاسدي
جمعهاواعدها السيد عودة الموسوي

ليست هناك تعليقات: