الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

اصول وقواعد علم العرفان التي لابد من الاعتماد عليها في السير والسلوك



________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد  كمال الدين وعلى ال بيته  تمام النعمة الطيبين الطاهرين 0
على  كل من  يريد السلوك في طريق العرفاء والاولياء الذي هو طريق الله سبحانه ان يعرف اصول وقواعد علم العرفان التي لابد من الاعتماد عليها في السير والسلوك،ليكون على بصيرة وعلم في طريقه هذا. فأن السائر بلا علم لاتزيده سرعة السير لا بعدا.
فلابد من معرفة اصول وقواعد هذا الطريق اذن ، وهذه الاصول والقواعد هي ؛
اولا؛ أختيار الدين القيم الذي له ثبات في النفس ويوافق الفطرة وتشتمل على العقيدة الحقة منه والتشريعات حيث ان  المعرفة  هي ان تعرف نفسك فانها الطريق الى معرفة ربك   والمهرفة هي معرفة قدرك   حتى تكون في   مصافي الرحمة الالهية رحم الله  امرء عرف قدر نفسه
فمعرفة  السنن التشريعية  تعطينا القيمة التي تهذب النفس وتدعوا الى الكمال مطلقا00
ثانيا,الاهتداء بالهداية الربانية التي تسوق الانسان الى الصراط المستقيم وأتباعه فانه مجمع الكمالات الواقعية
يؤمن الجانب العقائدي للعارف ويهديه الى التوحيد العلمي والعملي  حيث الوصول الى النفس  الواحده  والتي  فيها  يتوحد  التوحيد العلمي   والتوحيد العملي فيكونا   توحيدا واحدا  فلا فرق مابين علم السالك وعمله  ولابين عمله وعلمه   فيكون   بعلمه   مؤمنا وبعمله   عاملا بايمانه  
ثالثا,الاغتراف من المعارف الربوبية التي لها الاثر الكبير في تكميل النفس من العلم  والمعرفة والحكمة  كما امرنا الله تعالى في كتابه   المجيد0
رابعا؛ان يكون مستقيما في سيره وسلوكه لايحيد عن سبيل الله والا تأخذه الاوهام والضنون فيقع
في المهالك كما حذرنا الله من أتباع السبل المتفرقة فالسلوط المنضبط هو اول مراتب العدل الالهي في  التطبيق الخارجي  فان الله لم يجعل في  مخلوقاته عوجا  وانما   المخلون هو الذي بغيها عوجا  مما يحول بينه وبين   عدله  وتوحيده
خامسا؛ان يتأسى بأنبياء الله تعالى لاسيما ابراهيم (ع) الذي وفى ورسول الله (صلى الله عليه واله )
الذي هداه الله الى الصراط المستقيم فأنهم الادلاء الى الله عز وجل وصراطه الاقوم وبدون دليل قد يقع في متاهات النفس الامارة ؛
سادسا؛ الاعراض عما سوى الله تعالى لتثبيت دعائم التوحيد في نفسه وترسيخ الايمان في قلبه لئلا يميل
الى دين أخر او ينتمي الى مافيه شرك ونفاق ؛ 0000000000
سابعا؛ الاخلاص في عمله والخلوص في نيته يضع نفسه بين يدي الله تعالى ويكون حاضرا وشاهدا
عنده سبحانه بالروح والقلب فيكون محياه بالحق ومماته بالنفس لله رب العالمين فلا يكون لغيره نصيب فيه الا الله تعالى ؛
ثامنا؛ ان يعبد الله بما رسمته الشريعة الغراء ويتقرب الى الله بالعبادة لاسيما الصلاة التي هي قرة عين الرسول (صلى الله عليه واله )؛
تاسعا؛ ان يتجنب الشرك بجميع أنحائه ولاسيما الشرك الخفي الذي يميت القلب ويكون ظلمات في النفس 0 فأذا تحققت هذه الامور وسار العارف الولهان في سيره الى الله ووصل الى حد الفناء وصار مستسلما لله عزوجل منقادا له فلا احد حتى يطلبه ولاشئ سواه يبتغيه وظهرت علائم التوحيد على خلقه وخلقه وكان جميع شؤونه تفاصيل صفاته المقدسة وكان غاية سره وسلوكه ونهاية مراده هو الله الملك العلام فأذا وجده تعالى وجد الكل ومن فقده فقد الكل فهل من عاقل يطلب غيره سبحانه ؟؟؟
وأن كل مايبتلى به في سيره وسلوكه أفاضات ربانية لدفع مخاطر النفس وتوجيهها الى خالقها فأن المحب لايبتلى بغير المحبوب0 ولا ريب أنه حينئذ اذا التفت الى نفسه كان كسبا له ويكون شركا في أفعاله عزوجل وكل شرك فوزره ووباله عليه وهو المؤاخذ بذنبه لايتجاوز عنه الى غيره0 وأذا تم له الطريق وأستفاد من الأفاضات والواردات وما أودع الله في عباده من الأسرار كان خليفة الله تعالى في الأرض على صورة صفاته المقدسة،
وأن كان الأختلاف الأستعدادي في تلك المضهرية موجودا فقد رفع بعضكم فوق بعض درجات وكان ذالك لحكمة متعالية ويظهر علمه بمن يقوم رعاية ما أتاه خير قيام ويكون عزوجل غفورا رحيما به وأما من لم يستفد منها وأعرض عن هدى ربه فأنه سريع الحساب0 فكانت الخلافة الألهية من أهم القناطر التي يظهر الفرد نفسه متخلقا بأخلاق الله تعالى القائم بطاعته والممتثل لأوامره عزوجل ومن أضاع على نفسه هذه القنطرة ورجع القهقري الى صفات البهائم وأبدل صفات الحق بصفات رديئة عوقب بالختم على قلبه وسمعه وبصره وحبس في السافلين فلا يرجع الى الغيب، لعله لأجل ذالك كان سريع العقاب ألأ من أدركته العناية الربانية وتاب وعمل صالحا وهذب نفسه وزكاها وأستعد للخلافة الألهية
اللهم اسالك باسمك الذي اشرقت به السموات والارضون 
وسالك باسمك الذي تصلح به امر الاولون والاخرون
اللهم ارزقني من نور اسمك  سطوة وهيبة تنقاد لي القلوب والارواح  وتخضع لدي النفوس والاشباح
واستغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القوم  عن جميع ظلمي  وجرمي واسرافي على نفسي  واتوب اليه

ليست هناك تعليقات: