بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربي وصلى الله على
نبيه واله أوصياءه الأنوار
على ضفاف بحر عقلي الايحائي
استلقيت متاملا تداعبني اطياف من النسيم الهادئ فملاءت مشمي اريج الورد النوراني
وهي تحمل في مسمعي اصوات المد الروحي وغدت افكاري وكانها طيور النورس البيضاء تحلق
في اجواء بحر من النور فبرق في عيني بارق نور عكس لي على لوحة خاطري هذا اللون
البهيج من الوان المعرفة الإيحائية:
التنظيم مابين التخصيص
والتعميم
واقعية التنظيم لها بداياتها
التي تعرفونها في مدارك استعقالكم للذات الادمية كونها عيبة ومحل الفعل الالهي.
لكن مانريد تقريبه الى ذهنكم
في بودقة الفهم الاسترسالي هو ان التنظيم واقع كوني له امثلته الافاقية(الخارجية)
والانفسية
( الداخلية) في سير المسافر
نحو افاق الرؤية البيانية الصمدية والتي تعني الكلي العام او القانون الثابت.
ولنأخذ الجوانح فهي خير مثال
لنا على التنظيم فلو تأملت في عملها لوجدتها (سبوحة) في توحيد التنظيم و(حامدة) في
عدل الوظيفة (كل قد علم صلاته وتسبيحه) ومن مظاهر انتظامها استقامة حياتك بها في
تفاعلاتها اليومية فلو تطرق اليها الخلل لرأيت على جوارحك الاظطراب والوجل.
قلبك منتظم وكبدك منتظم
والطحال لديك منتظم ورئتاك منتظمتان وكل شيء فيك منظم الا انت!!!وهكذا تجد كل
جوارحك منتظمة وتنظيمها ذاك لا يعني (تطابق الوظيفة) فهذا خطأ فادح لان البعض
يتصور ان التنظيم في مسار الحياة اليومية يعني(تطابق الوظيفة) ومرادي من تطابق
الوظيفة ان احدا يريد ان يجعل من حياته اليومية قالبا تصب فيه كل التفاعلات
الشخصية فيما قد تأثر بانتظام نهجها اليومي كي يحضى بواقعية الابداع التي حضى بها
ذلك الشخص!
وهذا ليس صحيحا لان فعل أي
شخص يوجب له كيفا وحيثا وزمانا ومكانا ومعانالا يليق الا بمن تفاعل به كونه يمثل
رسم المعالم الشخصية على لوحة التفاعل اليومي...
وانت خبير انك لو سألت القلب
حول انتظام وظيفته لاجابك( نعم) انا منتظم ودليلي سؤالك اياي وانتظام كلامك وبدنك
والا لو لم اكن منتظما لكنت نائما نومة صغرى اوكبرى!! وعلى اقل تقدير تقلبك ايدي
الاستطباب في المشفى ذات اليمين وذات الشمال اليس كذلك؟!
وكذلك الامر فيما لو سالت
باقي جوانحك لكان الجواب بنعم بادلته الحضورية في مسعى البدن فالكل سوف يجيبك بنعم
وما اجابتهم الا استمرارية اداء وظائفهم ولو كانت الاجابة (لا) لحلت الفوضى واللا
انتظام في مدائن البدن المسكين.
فليس بصحيح ان يرى القلب ان
انتظامه من وراء تقمصه دور الكبد والعكس كذلك فلكل منهما له
1.مكانه وزمانه ومعانه.
2.كيفه في تفاعله العام
والخاص
فهما متحدان بالنظامية
مفترقان بالوظيفة مع تباين شكلهما وحجمهما وزمانهما ومكانهما و...
ان دقات قلبك هي جوهر انتظامية
توزيع الدم ولكل ياصاحبي له دوره الوظيفي فهو يسبح في فلك الانتظام.
اذن الكل متحد نعم متحد
بسنخية التنظيم الا انه مختلف باداء الوظيفة,وهكذا حال العباد فلكل فرد من افراد
الانسان دورة انتظام في حياته وتترائى لنا من منظار(الموزونية باداء الوظيفة) حتى
وان كانت في اليوم ساعة او اكثر او حتى اقل ان كان ذلك ممنهجا .
المهم ياصاحبي ا ن لك( وظيفة
خادمة منتظمة) مهما كان شكلها اوحجمها فلاحظ ان شكل الحنجرة وكذلك حجمها غير شكل
القلب مثلا وحجمه اليس كذلك؟
الا انك تجدهما متحدين
(بالانتظام الوظيفي) وكل له قدره الذي تجلى في نشاط تخصصه.
ومن هنا فلا تحدد وقت نومك
بوقت بمن تاثرت بابداعات شخصيته في تفاعلاته الحياتية اليومية وكذلك تبعا لاتحدد
سائر نشاطاتك الاخرى من ذهاب واياب ومطالعة وزيارة وباقي شؤن تفاعلاتك الحياتية
اليومية وفقا للشخصية التي اعجبتك موزونيتها الانتظامية.
بل اجعل يومك منتظما في
مدار(عصمة الوظيفة) قصرت تلكم الوظيفة في امتدادها الزمني او طالت فهناك من يعمل
ولساعات طويلة وهناك من يعمل في سويعات وهما متساويان من جهة الانتظام مفترقان من
جهة الوظيفة .
ولاتذهب بعيدا فهذا بدنك
وتامل في عمل اعضائه مع اختلاف احجامه واشكاله ووظائفه.
ان سر التغاير في الوظائف هو
تغاير(التفاعل بالتخصيص) بمعنى انك ومنذ بدايات حياتك المدركة والى لحظتك هذه
تكونت لديك صورة هذه الصورة اسمها( الصورة الخاصة) لانك ومن خلال حياتك تفاعلت
بالمكان والزمان والمعان أي بالنفسية والعقلية غير التي تفاعل بها غيرك مما اوجب
لشخصيتك ان تكون لها (لونا خاصا) نستطيع ان نسميه ب(لون الشخصية) فبالواقع ان لكل
شخصية لها لونا خاصا ولا ارى ان هذا الامر يحتاج الى برهنة كونه واضح المعالم.
فاذن نحن الذين نؤطر لشخصيتنا
اطارها الخاص ونحن الذين نجعل لشخصيتنا لونها الخاص وفقا للمسعى اليومي الذي جاء
بنفسية وتفكير تتغاير الافراد الانسانية فيما بينها فيه.
وهذا يشبه تفاعلات الكبد
والقلب والرئتينن وغيرها من سائر الجوانح في تغاير شكلها وحجمها ومكانها ومعانها
فلكل من هذه الجوانح لونها الخاص في شخصيتها التخصصية ونحن نرسم شخصيتنا باعمالنا
كذلك.
فافعال العباد لها صور في
تخصص شخصيتها الوظيفية بما اوجبه المسعى في التفاعل الوظيفي الذي اوجب التخصص.
ومن هنا نؤسس قاعدة
كونية(الانتظام هو اتحاد الكل بتسبيح الوظيفة) فمقام التنظيم يساوي واقع التوحيد كون
النظام هو الجهة المتسربلة في كل الوظائف,ولو رفعنا(النظام)أي التوحيد عن الجوانح
لكانت النتيجة كثرة الفوضى نعم كثرة الفوضى لان الفوضى هي الكثرة الامنتظمة في
تسربلها لكل عضو بدني وبالتالي انهيار استمرارية الحياة.
ومقام (الانتظام) الذي قلنا
انه مقام التوحيد هو عين مقام(تسبيحه) اما مقام الوظيفة فهو يساوي العدل الالهي
كونه الجهة التي ااستوعبت الانتظام في سفرها التخصصي ولو رفع التخصص لتعطل البدن
في تفاعله الوظيفي ولحل العوج وبالتالي انهدام النظام الحياتي للبدن ايضا وكذلك
الامر لو طبقته على العالم فانك سوف تجد ان الكلام هنا هو عين الكلام هناك
ومقام (الوظيفة) الذي قلنا
انه يساوي العدل هو عين(صلاته) أي ان كل شيء ما بين التسبيح والعدل وهذا ما شعت بع
شيع الاية المباركة (كل قد علم صلاته وتسبيحه).
اذن كل شي منتظم في واقع
تخصصه الكوني,وعلينا ان نستلهم النظام من مقامات جوارحنا العظام في تسبيحها
الانتظامي وحمدها الوظيفي التخصصي,ولو نظر الكبد الى وظيفة القلب واراد استبدال
الوظائف للزم من ذلك استبدال كل المعادلات الرياضية و التي من ظمنها المكان
والزمان والمعان وهذا يفضي الى العوج الوظيفي ولتعطلت حدود البدن المسكين حينها.
فلنرتق في جدية الوظيفة
ولنحافظ على دورانها في فلك التنظيم المناسب لها كما هي ذواتنا في انتظامها
ووظيفتها التي وظفت كل الاشياء.
واحيطك علما يا صاحبي ان
الساعة الخامسة غير الساعة السابعة فلكل منهما تخصصها الوظيفي الذي تجلت به لكنهما
في موزونية النظام الزمني العام واحدة.
فلنستلهم حقائقنا فهي دلائل
وصولنا ولنتحد ب(تعميم التنظيم وتخصيص الوظيفة) والحمد لله ملهم الاشياء(واقعية
التنظيم مابين التخصيص والتعميم) وبعد ذلك الانعكاس اللوني الذي احدثه بارق النور
وقفت فراشة من فراشات ترف الاحساس على يدي وهي تلوح لي باجنحتها الشفافة الناعمة
برسم هذا اللون المعرفي على لوحة الواقع ثم طارت خافقة بجناحيها الناعمين مقتربة
من اذني فهمست فيها قائلة لي قبل ذهابها: (هل رأيت رساما يرسم على الهواء فقلت
لها:لا فقالت هذه الالوان المعرفية لا لوحة لها الا الواقع) بعدها استوعبت الدرس
ونهظت من استرقائي المترف هذامسافرا نحو لوح الواقعية كي ارسم عليه الواني
المعرفية الايحائية هذه
اللهم لك الشكر شكر محمد وال
محمد الطيبين الطاهرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق