هذه الرؤى حول افاق العلم الشهودي او قل العلم الحضوري وقبل ان تعرج بنا سبل الرؤى الى النظر في اعماق بحر الرؤى العرفانية حتى ندرك بواطن الحقيقة لابد ان ننظر في مجموعة من المقدمات تكون تمهيدا للدخول في علم عميق ودقيق ونادر واختص به الخواص ممن اختصهم الله ورسوله وولية بخصوص الرحمة ( وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ )(البقرة: من الآية105) ولم يكن علم الكشف عام من جهة التمكين (الفعل) ولكن هو عام من جهة التكوين ( الذات ) فكل شيء وخاصة خليفة الله الانسان لدية ملكة الكشف وهو ملكة روحية شاهد بها نفسة بالكشف العام واية الشهود صريحة البيان ولكن من جهة التمكين يكمن الكشف واقعا في من تمكن المكاشفة في هذا العالم وقد كان من الاولياء الذين اختصهم الله بخاص رحمتة وخاص الرحمة ولاية اهل البيت عليهم السلام ومشروط هذا الكشف والشهود بالرجوع الى الذات الامكانية فهي سر التمكين الشهودي والكشفي وهذا مايتطلب امرا مهما وهو التجريد من عالم الطبيعة والمادة بمعنى كشف الغطاء المادي ليكون البصر حديد نرى فيه عالمنا الكبير ( انّا لله ) عالم الامكان ولم يكن التجريد هو التخلص من المادة والجرم والطبيعية بل هو ترويضه بالسنن التكوينيه والسنن التشريعية ليكونا ممرا للطاقة الروحية وهي محل السنن التكوينيه والعقل ممرا للسنن التشريعية الاخلاقية 0او قل بعبارة اخرى ان يكون البد وعالم الطبيعة مظهرا للسنن التكوينيه وهي روحا من امر الله وللسن الاخلاقيه وهي العقل تشريع الله خلقه من مكنون علمه الروح السنن التكوينيه
فالروح عالم التنزيل عالم الايات الاكبرى والعقل عالم التاويل عالم الايات الصغرة فالكشف اولا لانه انكشاف الجرم والمادة عن الحقائق فرؤية ايات الله في الافاق والانفس انما كشف عن الحقيقه لذا كان الاستقراء في الايه يبين الغاية من هذا الكشف حتى يتبين انه الحق فبيان الحق والحقيقة هي الشهود لذا كان االاية في استقرائية ذيلت تحقيق الكشف والشهود باسمين ذاتيين علمهم الله لادم تعليما حضوريا ملكيا تمليكيا بتمليك فتشارك في هذا الملك كل الادميه بعالم تفصيلها وافرادها وتنازعت بالحكم عليه من هو الملك بما ملكه الله بينما الله تعالى ملكه بلا تمليل لذا لاشريه له في الملك ولامناع له في الملك اما الانسان ملكه الله الملك بتمليك منه فكان انسادا واحدا في الكون احدي صمدي شهيد رؤوف رحيم كريم وهكذا الاسماء كلها ماخلا الالوهيه يمعنى اسمه الله استاثر به لنفسه
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فصلت53
اولا الرؤية وهي دلالة على الكشف والكشف هو كشف غطاء المادة والبدن عما وراءه فالله من ورائهم محيط لذا الكشف هو مايترجمه الامام السجاد عليه السلام في صحيفته المكلكوتيه
يترجم لنا الامر واقع الكشف ماهو فيقول عليه السلام ( قد كشف الغطاء عن ابصارهم وانجلت ظلمة الريب عن عقائدهم وضمائرهم وانتفت مخالجة الشك عن قلوبهم وسرائرهم وانشرحت بتحقيق المعرفة صدورهم وعلت لسبق السعادة في الزهادة هممهم وعذب في معين المعاملة شربهم وطاب في مجلس الانس سرهم وامن من مواطن المخافة سربهم واطمئتنت بالرجوع الى رب الارباب انفسهم ويقنت بالفوز والفلاح ارواحهم وقرت بالنظر الى محبوبهم اعينهم واستقر بادراك السؤل ونيل المامول قرارهم وربحت في بيع الدنيا بالاخرة تجارتهم )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق