ا لسنن
الكونيه
اولا
: ان الحـوادث لا تحدث من فراغ
ومن فوضويه بل
يلازمها امور منها :
الامر
الاول : أن لكل حادث منها سبباً
الامر
الثاني أن الأسباب المتماثلة تؤدي إلى
نتائج متماثلة سواء في عالم الطبيعة، أو عالم المجتمعات، أو عالم النفس وفي المعالم الاخرى 0
الامر
الثالث : ان هذا الاطِّراد في الأسباب والمسبَّبات وجريانها على نسق واحد أمكن ان
تكون هناك خصصه مثل
01 علوم
طبيعية و اجتماعية و نفسية ، وكذا سائر العلوم
02
استفاد الناس من دراسة للتاريح
03
استفاد البعض من تجارب بعض الاخر والاتعاظ بها
04 استطاعة الناس أن
يتعاملوا مع الطبيعة والناس من حولهم
مع أنفسهم.
الامر الرابع : لايمكن هذا إذا كان من الممكن
للحادث أن يحدث من فراع، أو إذا كان السبب الواحد يؤدي إلى مسببات مختلفة بل
متضادة بحسب الزمان والمكان؟
مثال
إذا كان الماء الذي رش على النار فأخمدها بالأمس
يُرَش عليها اليوم فيزيدها اشتعالاً؟
ثانيا :
القاعدة تجري لمستقر وتطبيق
الناس بها يجري لممر لذا
نبين امور مهمه منها :
الامر الاول : الإيمان بها لا يعصم الناس من الخطأ في تطبيقها
الامر
الثاني لا يلزمهم بعزو المسببات إلى
أسبابها الحقيقية التي يعلمونها، بل بعزونها زوراً إلى أسباب يعلمون أنها ليست
أسباباً لها. فالناس مخيرين: من شاء اعترف بالحق، ومن شاء كذَّبه.
الامر
الثالث هذا الايعاز والانحراف عن
السبب الحقيقي ياتي
من ثلاث :
الجاهل فعلموه
الغافل
فنبهوه
الاحمق
فاجتنبوه
الامر
الرابع : العالم فاتبعوه أولي الألباب منهم لا يكتفون بالإيمان
بصدق القاعدة، بل ينظرون في دعاوى الربط بين المسبَّبات المعينة وأسبابها
المدَّعاة: هل قام دليل على صدقها أم لا؟ وبهذا تميزت الامور مناه
01 كذَّب
الناسُ السحرةَ والدجالين والمخرفين
02 و
عرفوا الفرق بين النبي المرسل ومدعي النبوة
الامر
الخامس : الصدق لا يعصم من الخطأ. فقد يظن الإنسان صادقاً أن هنالك رابطاً
بين نتيجة معينة وسبب معين، ويكون مخطئاً في ظنه. يحدث هذا حتى في أكثر العلوم
الدنيوية انضباطاً كعلم الفيزياء أو الكيمياء، ودعك عن علم الطب وعلم النفس
والاجتماع!
ثالثا : أن
الإسلام إنما يخاطب العقلاء من الناس فإنه يستعمل هذه الحجة التي يسلِّمون بها،
فيدعوهم الى
01
الاعتراف بالنتائج التي عرفوها والسنن التي اكتشفوها تؤدي إلى النتيجة نفسها في
حالة أخرى
02
يعرِّفهم أسباب يجهلونها، ويخطِّئ ظنهم في أسباب ظنوها أسباباً لمسببات معينة وما
هي بأسبابها الحقيقية
وهذه
امثله من الاستقراءات الكونيه
{فَهَلْ
يَنظُرُونَ إلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً
وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر: 43].
{قَدْ
خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الْـمُكَذِّبِينَ} [آل عمران: 137].
{
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ
تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 60 - 62].
خامسا :
هذه الاستقراءات الكونيه في الامثلة التي مرت وغيرها بأنها لا تتغير ولا تتبدل إنما
هي سنن كونيه وسنن ذاتيه لذا لايمكن تسميتها 01 بالسنن الاجتماعية لان
علم الاجتماع الان علم متحرك القيمة
الى ان يصل في نهاية الامر الى
عالم الاجتماع بقيمه الثابته فالعلم الاجتماع اليوم ترتيلي وتفصيلي ولم يكن علما اجتماعيا تنزيليا .
02السنن
الطبيعية والسبب لان علوم الطبيعه اليوم ترتيليه وتفصيله لذا فقيمها
متحركه وتتحرك الى علومها بقيمها الثابته
سادسا :
لايمكن أن تُخرَق السنن الكونيه
فالذي ذهي الى ان فلق البحر ونار ابراهيم وغيرها هو خرق للسنن الكونيه
فهو اوعز الاسباب الى غير اسبابها
الحقيقيه
فالنار
لم تحرق سيدنا إبراهيم، والبحر انفلق لسيدنا موسى، والقمر انشق لسيدنا محمد، صلوات
الله وسلامه عليهم أجمعين.
كلها سنن كونيه
وصل الانسان الى اسبابها فكان هو سببا
فيها منها
01تحول
الانسان الى طاقة يكون متصرفا بالماده
كالنار والبحر والقمر
02 هذه الامر
هي سنن ثابتة لا تتغير.
ثم إن
الخرق إنما هو خرق للسنَّة التي اعتادها الناس لان علمهم قليل ، وليس خرقاً لقانون
السببية؛
أن الخرق نفسه الذي يعتقدونه يكون بأسباب أخرى ليست معهودة للناس.
معرفة السنن الكونية مطَّردة لذا أمكن أن نعرف حقيقة
الدين؛
أن اطراد
التشريع مبني على اطراد السنن الكونية وهذا ماجعل التشريع سنة ثابته لاتتغير
يذكِّرنا
الله ـ سبحانه وتعالى ـ بسنَّة تكرار النتائج إذا ما تكررت الأسباب؛ فإنه يرشدنا
أحياناً إلى أسباب لم نكن نعلمها.
إن
القرآن الكريم ليدلنا على أن هذه العلاقة بين الظاهر والباطن سُنَّة عامة
ثبات
التشريع وعدم تغيره من زمان إلى زمان أو من مكان إلى مكان دليل على أن من شرع لهم
لا تتغير فطرهم وطبائعهم التي بني عليها التشريع لانها خصائص ذاتيه ، وانما تتغير
الخصائص العرضيه
سابعا :
سؤال افتراضي ما علاقة الأسباب بالخالق سبحانه وتعالى؟
الجواب
ان الناس
افرقت الى ثلاث فرق :
الفريق
الاول : وقف عند حدود الاسباب وذهب الى
الاعتقاد بانها هي التي تفعل بنفسها فلا
حاجة لافتراض خالق لها فركبو الجهل او الغفلة او الحمق عن
الاسباب ومان شيئا لا ندعوه سببا 0 وهذا
الراي عقيم
الفريق
الثاني : أن فاعلية الأسباب تتناقض مع خلق الله، واعتقدوا بأن الله ـ تعالى ـ يخلق عندها لا
بها، أي إذا رأيت الورقة أُلقيت في النار فاحترقت فلا تقل: إن النار أحرقتها، ولكن
قل: إن الله أحرقها عند ملاقاتها للنار وهذه
الراي سقيم
الفريق
الثالث: إن الله ـ تعالى ـ هو الذي خلق الأسباب وجعلها أسباباً؛ ففاعليتها لا تدل
على الاستغناء عنه، كما أنها لا تتناقض مع خلقه لها، بل إن من عادته ـ سبحانه ـ أن
يخلق بالأسباب، ولذلك استعملت باء السببية في وصف كثير من الحوادث الطبيعية: لان الشيئ مركب من عوالم
ثلاث روح وعقل وبدن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق