الخميس، 3 نوفمبر 2011

الحقيقة الرابعة بيان حقيقة الانظار الالهي من كتابنا حقائق كونيه


الحقيقة الرابعة بيان حقيقة الانظار الالهي من كتابنا حقائق كونيه

الحقيقة الرابعة بيان حقيقة الانظار الالهي من كتاب حقائق كونيه للشيخ رحيم الاسدي

لاحظ ان الشيطان لعنة الله عليه ادرك ان حقيقة الخلافة الالهية ليس هو محلها فابى السجود للخليفة استكبارا لما كان يرى نفسه ان هو اهل لها لاغيره.

وادرك ايضا ان اخر عدد الانسان الكامل ( الخليفة) هو الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف حيث علم ان هذا الخليفة سوف يكون منظرا.

فعندها طلب الانظار من الله تعالى فانظره الله جل شانه قال (انك من المنظرين) ولكن انظاره كان عرضيا حيث اوكله الله تعالى الى نفسه وطرده من ساحة قدسه فكان انظارا بالشر…

اما انظار الامام فقد كان انظاره ذاتيا حيث اوكله الله تعالى الى جنابه جل شانه ولم يوكله الى نفسه فكان انظارا بالخير ، اذن الامام عجل الله فرجه الشريف منظرا بالخير والشيطان منظر بالشر.



مع التفاته بسيطة تدرك هذه الحقيقة التالية:

وهي مامن تمكين (قدرة) للشيطان الا والامام له تلك القدرة وازيد مع ملاحظة الفارق حيث الشيطان في خندق الشر والامام في خندق الخير واليك بعض التطبيقات لذلك:

1- الشيطان عليه اللعنة له القدرة بالاتصال بكل النفوس لاغوئها (ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى دم في العروق) فاعلم ان الامام عجل الله له القدرة بالاتصال بكل العقول لاهدائها وقد كان برغبتي ان اشرح كيفيةانقداح الافكارالالهامية لكنني رايت ان هذا المختصر لا يناسب الاسهاب في شرح ذلك.

2- الشيطان عليه اللعنة يرانا هو وقبيله من حيث لانراه بسبب التمكين الموجود عنده كذلك الامام اولا : له قبيل وثانيا يرانا هو وقبيله من حيث لا نراه لكن الاول رؤيته بالشر والثاني رؤيته بالخير. حيث ان رؤية الشيطان لمحض الشر ورؤية الامام لمحض الخير ولكن الفارق ان الشر مخلوق بالعرض والخير مخلوق بالذات فالله تعالى خلق الخير اولا وبالذات وبكائنه المحدود بحد الامكان كان الشر ثانيا وبالعرض اذن اذا رفع الشيطان من الوجود يرتفع مع وجوده كل وجود الشر ولايرفع وجود الخير بل يكون مطلقا وان رفع وجود الامام عج يرتفع وجود الخير وهنا لزاما يرتفع وجود الشر كونه مخلوق عارض عليه

3- الشيطان يوحي لاولياءه كذلك الامام عجل الله فرجه الشريف يوحي لاولياءه الا ان الشيطان عليه اللعنة يوحي بالشر والامام عجل الله فرجه الشريف يوحي لاولياءه بالخير

4- الشيطان قد تجلى لبعض الاشخاص ممن لهم الاستعداد بالتسافل وكذلك الامام تجلى لبعض الاشخاص ممن لهم الاستعداد للارتقاء نحو الله سبحانه.

5- الشيطان عليه اللعنة له اولاد وذرية لما لهذا الامر من مدخلية في اغواء النفوس كذلك الامام له اولاد وذرية لما له من مدخلية في هداية النفوس .

وغير ذلك من اللوازم لمن تتبعها.

وهكذا نستطيع ادراك تمكين الامام من خلال تمكين الشيطان حيث تمكين الاول كان تمكينا بالخير اما الثاني وهو الشيطان عليه اللعنة كان تمكينه عرضي وبالشر فهل يعقل ان تكون هناك هذه التمكينات للشيطان ويخلو منها الامام ؟ ولكن مع فارق ارادتها فالامام تمكينه بالخير والشيطان تمكينه بالشر.

ان الشيطان عليه اللعنة وكما قلنا يوحي لاولياءه فاذا له فاعلية الايحاء وثانيا له اولياء ولكن بالشر، كذلك الامام عجل الله فرجه الشريف يوحي لاولياءه فاذا للامام فاعلية الايحاء وثانيا له اولياء ولكن بالخير ، من هنا ندرك كيفية الارتقاء الى هذه الولاية ومن ثم التحقق بحقيقة الايحاء المقدس ( للامام عجل الله فرجه الشريف) وذلك من خلال الخروج وبالكلية من كل الموارد النفسية التي هي تجليات الشيطان الاغوائية.

فنقول

(الارواح قداسات والنفوس نجاسات والعقول مسسات ان ماسست الارواح تقدست وان ماسست النفوس تنجست) ، فالروح مقام الامام عجل الله فرجه والنفس مقام الشيطان عليه اللعنة والعقل مساس وله الخيار اما بالتحقق الروحي (الامام) او التحقق النفسي (الشيطان).

لاحظو ان عصيان الشيطان لم يكون باغواء الشيطان بل باغواء النفس فاول ماخلق الله تعالى الروح وهي حقيقة النفخة فالروح محل الاهداء والنفس محل الاغواء والروح فعل وامر الله تعالى وحقيقته خير مطلق وكل شيء فعل الله وامره اذن كل شيء بذاته خير محض ولكن لاغلاق دائرة الامكان ومحدوديتها لزم لهذا الفعل الالهي( الروح) رد فعل يساويه بالمقدار ويعاكسه الاتجاه ورد الفعل هو كائن النفس فهو رد فعل الروح فيساوي الروح بالمقدار أي الروح فيها تسع وتسعون اسم علوي احسني (وعلم ادم الاسماء كلها) والنفس فيها تسع وتسعون اسم سفلي اسوئي وهذا واقع الاتجاه المعاكس واقع الشيطان الاول والتمكين للشيطنة والتسافل بها فعندما نبأ بمعصومية الخليفة الالهي وعلميته وحكومته والتنبأ هناك حضوري اعترض وادعى استكبارا ان هذا المقام يليق به واعتراضه هذا يلزم امرين الامر الاول: اما ان يجعله الله هو المعصوم بالخير وهذا باطل كون الله جعل خليفته كما يجب ويستحق اذن لم يبق امام الشيطان الا الامر الثاني ليثبت فاستوجب واستحق العصمة بالشر لذا نطق بها قال انظرني أي اجعل لي المقام الوظيفي الذي يقابله والرتبة التي تقابل رتبته وانا اتمكن بها من اغوائهم اجمعين الا هؤلاء المنظرين منهم الاعلون رتبة والارفع مقاما والازكى وظيفة, كونهم من المنظرين بولاية الخير وهو منظر بولاية الشر ولا شر يوجد الا بوجود الخير لعروضه على ذاتيته. اذن وجود المعصوم بالخير متعلق بوجود الروح النفخة الالهية والامر والفعل الالهي الذي هو محل لتعلم الاسماء كلها والمسجود له من الملائكة كون مقام الروح هو شرط السجود فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (1) . فالواقع ان الروح مقام تكامل كل شيء تكاملا ذاتيا وكل شيء يجب ان يدور مداره بالتكامل الفعلي فالروح مقام المعصوم بالخير لتكامله الفعلي به ، ولذا نرى ان الشيطان عليه اللعنة اقسم بالاغواء لكل النفوس الا من خرج الى رحمة ربه قال قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (2).الاعبادك منهم المخلصين (3)

(والمخلصين) هم الذين خرجو من امارية النفس السوئية الى امر الرب الروحي فاستخلصهم الله تعالى وهم على مراتب متفاوته في هذا الاستخلاص .

_______________

1.الحجر:آية29

2ص:آية82.

3.الحجر:آية40

ليست هناك تعليقات: