الحب حضارة
والبغض احتضار الحب بحد ذاته امر كمالي وصفة كمالية ذاتيه فالله سبحانه وتعالى
بهذه الصفة الذاتيه تجلى بصفاته المعرفية والتي عرف بها نفسه وعبر بها عن ذاته المقدسه
(ان الله تعالى احب ان يعرف فخلق ) كما هو معنى الحديث القدسي فالحب صفة باطنيه هي
حقيفة صفات الذاتيه كلها والمعرفة صفة ظاهرية وهي واقع صفاته الفعليه كلها وعليه
فالمعرفة تدور مدار صفات الفعليه والتب يصل بها السالك الى الحب وهو العروة التي
تعلقت بها المعرفة اذن الله في صفة الفعليه تقابل اجرائي مع صفته الذاتيه وهي سر
المعرفة ومدارها والسؤال الافتراضي هو ماعلاقة الممكن بهذا الحب وهذه المعرفة 0
الجواب : ان الله جعل خليفته المعرفة وهي واقع صفاته الفعليه كلها لذا جادل في
خليفته ادم الملائكة والشيطان وكل المقامات العاليه في سيرها الفعلي الى الله
تعالى وقال جعلت في الارض خليفة وهو ادم وكل المجادلين لم يعرفو سر الخليفة فمن من
اعترض وجادل بالجدل الاسوء كونه ناضر الى الجنسيه والانا الماديه فقال في جدله انا
خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين لذا كان هذا المجادل هو اول من اسس المذهب
المادي لانه لم يخرج بجدله من حدود الماده اما الملائكة جادلوا الجدل الاحسن لانهم
يريدون السر في خلافته حتى يطيعوه ويعملوا عن علم بمقامه كون مقامهم عالي عن الله
وهو مقام السبوح والقدوس وهذه صفات عاليه ومعصومه فلما عرفو ان السر في خلافته انه
علمه كل صفاته الفعليه بمعنى اعطاه كل معرفته التي يعرف بها وهو واقع النفخه والتي
كانت هي شرط السجود له )فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي
فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر:29) فمن عرف الخليف عرف روح الله تعالى وهي محل
صفاته الفعليه وروح الخليفه هي محل تعليم هذه الصفات كلها فقالوا بعد ان عرفو السر
سبحانك لاعلم لنا الا ماعلمتنا فهم في مقام السبوح والقدوس وهو في مقام الرحمن
ففقارق السير المعرفي كبير لذا في الاسراء والمعراج توقف جبرائيل في سيره الاسمائي
مع الرسول الاكرم لمنهى اسمه القدوس اما الرسول الاكرم سار في معرفته والتي ظاهر
السير ليتعلق في باطنه هو الحب احب ان يعرف فواصل الرسول الاكرم سيره المعرفي فوصل
الى معرفة الملكيه بما ملكه لها الله تعالى اسمه الملك وبالملك له سيرين سير
الملكيه الرحيميه ( الملك الخاص ) والذي وصل اليه كل الانبياء والرسل والاوصياء
قبله و الملكيه الرحمانيه ( الملك العام ) وهذا ماوصل اليه محمد صلى الله عليه
والله والذب تعلق بعروة الحب الالهي فكان حقا حبيب الله لانه المفرة الالهية
العامة والتي تقابل اجرائيا الحب احب ان يعرف فوصل الى الحب الالهي ومن هذا المقام
كلمه الله بصوت احب الموجودات الى قلب محمد وهو علي عليهما السلام وهذا يعني ان
عليا هو الحبيب الثاني للله تعالى اذن مقام الرحمن هو مقام محمد وال محمد صلى الله
عليهم اجمعين وهو مقام الرحمة العامة والرحمة العامة هي التي وسعت كل شيئ حبا
ومعرفة اذن الحب صفة كمالية والمعرفة صفة جمالية فظاهر الكمال هو الجمال وباطن
الجمال هو الكمال ولكن يمكن ان يتغير الموقف حيال الحب بالشكل الذي نصفه بالقبح
والحسن وذلك من خلال متعلقه فان كان متعلقه حسنا صار هذا الحب حسنا وكذلك ان كان
متعلقه قبيحا صار الحب قبيحا والمتعلق ينضح به المنشا فان كان المنشاء للافعال
روحي يكون قد فاضت به الاسماء الحسنى كون الروح هي محل التعليم الالهي والذي تعلم
ادم الخليفة كل الصفات الاسمية الالهية الفعلية ، الحب والبغض اصطلاحان تحدثت عنها
النصوص كثيرا واشارت الى ان الحب في الله والبغض في الله من الكمالات الايمانية
فالمؤمن الكامل هو ذلك المؤمن الذي يحب في الله ويبغض في الله ، واعتقد ان الحب
والبغض في الله كان اطروحة حضارية اكثر من ان تكون عقيدية وكما نجد في اكثرالعقائد
المؤسسه تترتب عليها ابعاد حضارية واخذ في تاسيسها البعد الحضاري حتى في القضايا
العملية كقضية الجهاد ، فالجهاد امر حضاري ولكنه صار فقره عملية وصار عنصر من
عناصر النظام العملي 0 البغض في الله في الواقع بغض حضاري ، ولكن كيف يمكن ان يكون
البغض في الله له بعد في الامة ؟ اقول اذا كنت انت تبغض في الله وانا ابغض في الله
وذاك يبغض في الله وهكذا تعاصر الكل بعمل معين وجهة معينة وطاغوت معين وسلوك معين
فمعنى ذلك اننا سنتفق بطريقة واخرى لازالة وتغييرها لقاء ذلك الطرف 0 دائرة ذلك
البغض دائرة غير ضيقة فهي تتسع لشمل السلوكيات ، الملذات ، العقائد ، الانظمة ،
الصفات ، العادات 0 وكل مامن شانه ان يكون مذموما عند العقلاء وعند العقل وعند
الدين مثلا: يشترك معا في بغض النظام الحاكم والحزب الحاكم هذا بعض في الله ، بغضل
لمطرب او مطربه فنان او فنانه لانهم فسقة هذا بغض في الله ، بغضك لاشخاص بسبب
اعمالهم الخسيسة هذا بغض للشيطان ، الاشياء التي يحبها الله يبغضها الشيطان
فالشيطان عندما يراك تصلي يتالم ، اما اذا راك ابليس تغني فهو يرتاح 0 اذن حب
مايحبه الله في الواقع يقرب الانسان الى الله ،فحب العولمه الطاغوتيه وحب ماتعطيه
هذه العلومه هذا خلاف مايحبه الله ، فالله لايريد الجبارة والطواغيت ، هل ان الله
يحب المتكبر بغير استحقاق للكبرياء ؟ كلا والدليل عندما ادعى الشيطان العلو
والكبرياء استفهمه الله تعالى قائلا استكبرت ام كنت من العالين ؟ فالكبرياء دون
اتسحقاق او استيجاب تكوب تكبر والتكبر من هذا النوع مذوم وحب هذا النوع يوصل الى
انك احببت مالايحبه الله فانك اذن بعيد عن الله وكثير من الناس يتمنون ان يبقى الطاواغيب
والجبابره لان في بقائهم لهم ترف وراحة وفساد ، الذي يحب الرهط السيئ هذا لايحب في
الله ، لان هؤلاء يعدون الارضية لابليس لوكانت الناس لم تصفق لصدام ولم تحب اعمال
البعثيين، فمثل هذا البغض يعجل بسقوط صدام 0 الحب والبغض له متعلقان المتعلق الاول
ذات الاشخاص ، المتعلق الثاني : اعمالهم فمثلا بعض الشيعة الذين سلوكهم سئ فانا
ابغض سلوكهم لاذواتهم وكذلك الوهابي والمخالف والمشرك والملح كلهم نكره فيهم
اعمالهم المفترقه عن ذواتهم لان الذوات فعل الله تعالى وصفاته فلا يتعدى الكره الى
الذات فيكون كره لفعل وصفات الله تعالى فكل ذات ممكنه هي فعل الله لكن فعل الذا
الممكنه ان كان حسن نحبه في الله لافي ذاته الامكانيه لان ذاته من اين لها الحسن
لو لم يعلمها الله اسمائه وصفاته الحسنى فالذي يعايد ميرض مثلا لذاته او لذات غيره
كان يكون ابن فلان او هو التاجر او أي عنوان شخصي له فهذا حب العمل الحسن في غير
الله وهذا مالا يوصله الى حب الله وان كان الفعل قبيح سيئ نكرهه في الله لا نكره
ذاته لان ذاته حسنه وهي محل تعاليم الله لمحاسنه كلها ، ولابد من اظهار الحب
والبغض لكي يتعالج الخطأ والسكوت خطأ وكثير من التيارات الفاسده انتشرت بسبب السكوت
عنها 0 اذن لابد لنا من اراده عملية فعلية يترشح منها الفعل الخارجي وهي مثمره،
فنحن اذا اردنا الحياة واردتنا فعلية خارجية فلا بد ان يستجيب القدر لان سلوكنا
بين محوواثبات وفقا للقوانين الكونيه ام الكتاب وعليه لابد من ان نلتزم بكثير من
الاعمال الحضارية والا سوف نخسر فالذي لايعامل الكهرباء وفقا لقوانيها الحضاريه
الكونيه بقدير واحترام لاينال الا عدم تقدير القوانين الكربائيه واحترامها له
فيصعق بين ايديها لذا الحذر من عدم تقدير القوانين الكونيه لها هي علل المحو
والاثبات في السير بين محاسن التوفيق ومساوئه 0 واخر دعوانا ان الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين 0 والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق