مقامات التوبه
كثيره هي الشواهد على مقامات التوبة التي دلت عليها الايات والرويات ومنها
ماورد في دعاء كميل لامير المؤمنين عليه السلام حيث يقول في هذا المقطع من الدعاء
( وَقَدْ اَتَيْتُكَ يا اِلـهي بَعْدَ تَقْصيري وَاِسْرافي عَلى نَفْسي مُعْتَذِراً
نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً
لا اَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّي وَلا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ اِلَيْهِ في اَمْري
غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري وَاِدْخالِكَ اِيّايَ في سَعَة (مِنْ) رَحْمَتِكَ
في هذه المقام الكريم بيان لمطالب منها :
المطلب الاول : الايتاء وَقَدْ اَتَيْتُكَ يا اِلـهي وقد ورد في الاستقراء
القراني له ابعاد كثيره منها ايتاء العلم وما اوتيتم الا قليل ومنها ايتاء الحكمة ومن
اوتي الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ومنها اتيناه فضلا وغيرها المهم ان مانريده ان الايتاء
اوله ايتاء الفضل من الله ان يهدينا الى التوبه ثم ايتاء العلم القليل وهو اول مراتب
الاستراط ثم الوصول الى ايتاء الحكمة والحضوة بالخير الكثير
المطلب الثاني التقصير بَعْدَ تَقْصيري وهو مايقابل التمام وياتي الامرين
على العمل اما تقصير في العمل او تمام العمل والعمل هو النعمة التامة التي تقابل كمال
الدين حيث كمال العلم 0
المطلب الثالث الاسراف وَاِسْرافي
وهو مايقابل الاقرار وياتي الامرين على الايمان والعقيده فاما مسرف عقائديا
او مقر عقائديا 0
لذا فهذه المطلب الثلاثة كانت مقدمات التوبه والتي هي الايتاء اولا بالعلم
والعمل حتى نزيل التقصير ونستبدله بالتمام العملي وهو ثاني واما ثالثا ان صلاح العمل
دلاله على صلاح العقيده والعلم وهو كما ل الدين حيث الاقرا ر ليكون بدلا من الاسرف
0
المطلب الرابع مقامان التوبة هي
فاول المقام : الاعتذار مُعْتَذِراً ان يعتذر الانسان عن كل خطئ وذنب
ارتكبه
المقام الثاني : الندم نادِماً
ان يندم عليه وان لاياتي بمثله بعد
المقام الثالث : الانكسار مُنْكَسِراً
ان يؤدي ديته ان كان مستوجبا لديه او رد مظلمته ان مستوجبا لرد مظلمة
او أي حق له عنده 0
المقام الرابع : الاستقلال مُسْتَقيلاً
ان يستقيل العبد من دائرة السوء والشر والباطل ليباشر عمله بدارة الحسن
والخير والحق
المقام الخامس الاستغفار مُسْتَغْفِراً
بتمام المقامات الاربعة التي سبقت يكون العبد من المستغفرين ومعاني الاستغار
خمسة كما بينها اميرالمؤمنين عليه السلام لكميل في وصاياه له في نهج البلاغة حيث ان
الاستغفار واي مفهوم له ابعاد ثلاث :
البعد الاول : التحريك وهو ماكان الاستغار واي مفهوم باللسان والشفتين
أي مفهوم لفظي 0 كقولنا استغفرالله وهذا القوم في مقام التحريك لايلحق بالحقيقة
البعد الثاني : الحقيقة وهي ماكان المفهوم في القلب لان المعاني شعور
وحس 0ومع علو هذا المقام لانه فيه حضور القلب وتسليمه واخلاصه لكنه لم يبلغ الاصل بعد
0
البعد الثالث الاصل وهو اصل المعاني ومعادنها 0
الى هذا المقام يكون العمل قد وصل للتمام مما ازيل التقصير ومن هنا جاءت
السير في المقامات الاخرى الباقيه لازالة الاسراف وهو الخلل العقائدي
المقام السادس الانابه مُنيباً
وهي الواعز الباطني والضمير الحي الذي يمتلك الرؤية الايمانيه التي تجعلة
منيبا واواب وهذا مايجعله في صحوة ومراقبة ومحاسبة
المفام السابع : الاقرار مُقِرّاً
وهو بيان العقيدة ووضوع الايمان وعدم الميل العقيدي والشفعيه العقيديه
بل الاستراط الوتر 0
المقام الثامن : الاذعان مُذْعِناً
وهو محق الهوى وتحقيق الوحي كا يدلوجيه ورؤية كونيه سيرا وسلوكا وفق المنظومة
العقيديه الكونية
المقام التاسع : الاعتراف مُعْتَرِفاً
وهو الوصول الى المعرفة الحقة اعترافا بالالوهية والربوبيه ومعرفة النفس
التي هي محل التربية الالهية والفعل الالهي ومحل الخواص الذاتيه لكل شيئ
والمرحلة الاخير هي باب حطة ومحطاته العظيمة
المحطة الاولى الفرار منه اليه لا اَجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّي من
وجدك ماذا فقد ومن فقدت ماذا وجد كما هو دعاء الحسين عليه السلام في عرفة
المحطة الثانيه : الفزع وَلا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ اِلَيْهِ في اَمْري
الفرار ينظم الباطن والفزع ينظم الخارج والظاهر مما يجعل توجه العبد بكل اموره توجهه
صحيحا 0
المحطة الثالثه القبول غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري القبول هو تاشيرة السفر
بعد اكمال الاجراءات الاداريه والنفسيه والصحيه والتي تلزم المسافر 0
المحطة الرابعة الادخال وَاِدْخالِكَ اِيّايَ في سَعَة (مِنْ) رَحْمَتِكَ
الرحمة الالهية محمد وال محمد صلوات الله عليهم اجمعين ولايدخل مدينة العلم محمد ومن
بابها علي عليهما وعلى الهما الصلاة والسلام الا من تم تاشير قبوله ثم الادخال هو حصول
الاقامه في رحمة الله
اللهم ياستار العيوب استر عيوبنا يغفار الذنوب اغفر ذنوبنا يامقلب القلوب
ثبت قلوبنا واقبلنا عندك وادخلنا في رحمتك يار ارحم الراحمين
من محاضرات الحاج الشيخ رحيم الاسدي في شعبان
L
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق