من كتابنا قصصي الواقعية مع الوهابية
قصة (
العدس وعلاقة بالنبوة والامامة)
عندما كنا في غياهب
السجن وبين دهاليزه المظلمة وكان السجن
يحتوي على اعداد كبيرة تعد بعشرات الالاف
وهذه الاعداد متباينة العقول تباين فكري وعقائدي وثقافي
وكان الفكر الوهابي
هو المسموح به في اروقة السجن السوداء
لانه يفي بالاغراض السياسية للسلطان
وهذا السماح جعل لهم النفوذ الفكري والثقافي والمادي
فاصبحت لهم قيادات تحمل هذا
الفكر وتتشبث به وتدفع الاموال الطائلة قياسا بدائرة المكان الذي نحن فيه لغرض تلوث العقول وبث فيها
افكارهم المسمومة واهداف هذه الحملات الفكرية هو القضاء على
الفكر الشيعي في دائرة ذلك
المكان ذلك الفكر الذي حكموا عليه بالسجن
مدا الحياى وكان كل ظنهم الخائب انهم
يملكون حياتهم حتى يعتقدوا بملكية حياة
الاخرين وها هو الفكر الشيعي يقضي محكوميته
مع اصحابة وكان من اقطاب ذلك الفكر الاستاذ جلال
وهذا الاستاذ وفق ماقاله لي
بعد مرحلة التعارف والتقرب الفكري انه
يحمل الفكر الشيوعي وكانا باحثا عن الحقيقة حتى ذهب الى شمال البلاد وكان
الشمال في وقته منفصل عن حكومة
السلطان وكان يعج بالافكار والحركات
السياسية الاسلامية منها والعلمانية
والتي تخندقت ضد السلطان وكان الاستاذ
من اقطاب الفكر الشيوعي هناك وهذا
ماجعله في تماس مف الفكر الاسلامي المختلف الحركات السياسية الشيعية التي تحمل الفكر
الشيعي والحركات السياسية السنية التي تحمل
الفكر السني فضلا عن الحركة الوهابية والحركات العلمانية حتى جائت اللحظات التي اخذت افكره
تميل للفكر الشيعي السياسي فعمل مع
احد الحركات السياسية الشعيه وبحكم ذلك الارتباط اخذ يذهب الى ايران ويعود
لمرات كثيرا وهذا ماجعله في مساس مع الفكر الشيعي ولكن صاحبنا
بقى على هامش الفكر الديني الشيعي ولم يتغلغل في اعمقة حتى
يعرف الحقيقة كما يدعى واخذ الفكر السياسي
الشيعي ماخذه من مساحات عقله المتقلب في عقائده لهشاشتها وافكاره لعدم ارتكازها على ركائز
صحيحة وبعد فترة من الزمن التقى مع
اقطاب الفكر الوهابي في شمال البلاد حتى تاثر ت عقائده وافكاره بهذا الفكر
واخذ يميل له كل الميل لانه كما
يدعي وجد الحقيقة مع هذا الفكر 0
هذه حياة الاستاذ اجمالا كما رواها لي اما
كيف كان التعارف بيننا مع اننا
افكارنا متباينه0
كونه قطب من اقطاب ذلك
الفكر وكون انا من الذين
يلتقي في مجلسه اصحاب الفكري الشيعي وهذا المجلس الذي يلتقي به اهل الفكر الشيعي كان من
الاهداف المهمة التي تتحرك عليها
الاقطاب فكان مجلسنا من مهمة الاستاذ جلال فاخذ يتصيد الفرص للحيلولة دون اجتماعنا مستعينا
بعلاقته بامن دائرة السجن
التي تعتبر القول بان
لقاء لاصحاب الفكر الشيعي قضية والقول
الفصل فيها لايفصل الا باروقة المحاكم
الامنية الخاصة ولكن لم يجد صاحبنا
الاستناذ وزمرته الا اصرارنا على اللقاء والزيادة في الايمان لان هنالك لذائذ في العمل والعقيدة في زمن الممنوع و عندما بدأ
الياس في حيل صاحبنا والفشل في مكائده والخور في مكره اخذ سبيلا اخر
مع مجلسنا وهو محاولاته
لدخول المجلس لاغراض النقاش والجدل
0
فجائني احد
السجناء من مذهبنا وقد عرض
علينا ورقة مكتوب فيها سؤلا
0 وجواب فقلت له ماهذه
وماقصتها؟ قال ذهبت الى الصلاة
يوم الجمعة الى جامع السجن وكما تعرف
ان الصلاة فيه جمعة وجماعة
لاصحاب الفكر الوهابي لانهم الفكر
المسموح به قال فصلينا
وجماعتي فرادا وجائنا الاستاذ جلال وهو يقول في وجهه كل منا ليس لك جمعة
وليس لك صلاة 0 فلم نرد عليه خوفا من
سلطته الامنيه ونفوذه الامني مع دائرة السجن الامنية 0 ولكن كتبت له هذا السؤال 0 في
مذهبنا حرمة شي ما وفي مذهبكم حليته فهل يجوز
بيع الشئ المحرم في مذهبي على مذهبكم المحلل فيه ؟ وماهو الوجه الشرعي
للمال المكتسب فيه ؟
فكان جواب صاحبنا الاستاذ
يجوز ذلك والمال حلال فيه وذمة ذلك برقبتي الى يوم الدين ( هذا نص جوابه )0
فهذه القصة وانا غير مقتنع
بهذا الجواب فقلت له هو اجاب بهذا الجواب وفقا لحلية ذلك في مذهبهم ويرى ان مذهبه هو الحق ومذهبنا باطل 0 فقلت له
دعني اكتب له سؤالا في نفس الورقة وهنالك
نبين بطلان افكاره
ومدعاه ثم نفتح له بابا لدخول مجلسنا
كما هي رغبته حتى نقتل في نفسه
الكيد الامني لنا ونفتح له باب اللقاء معنا ومجالستنا بغية الوصول الى هدف الجدل الحسن كما امرنا الله تعالى وجادلهم بالتي
احسن فكان السؤال هو ( ياساذنا
العزيز في الدين الاسلامي حرمة الخمر وفي الدين
المسيحي حليته فهل يجوز
بيعها على المسيح
المحلل عندهم وما هو الوجه الشرعي للمال المكتسب فيه ؟ فجائنا الجواب
لايجوز والمال حرام 0 فكتبت له سؤلا اخر لماذا المال حرام وانا بعت على اهل حلية ؟ فجائنا
الجواب لان الخمر محرم عندنا 0 فكاتبته سولا اخر بغية توسيع دائرة النقاش
والجدل الروحي السؤال 0 فاذا كان سبب الحرمة هو كون
هذا الشئ حرام في في الدين الاسلامي ولم تنظروا
واقع حليته في الدين المسيحي كون
الحكم متعلق بالمسلم ولم يتعلق بالمسيحي
لماذا حكمتم على ماهو محرم في مذهبنا مثل
حرمة سمك الجري بجواز
بيعه وحلية ثمنه
على مذهبكم المحلل فيه والحكم يتعلق
بتكليف عبد يتعبد الله بمذهب حرم ذلك عليه كما هو مذهبنا ولم يتعلق الحكم بتكليف عبد يتعبد الله بمذهب حلل ذلك عليه
كما هو مذهبكم ؟ فكان الجواب من سنخ
اهل الجهل وخرج عن الموضوعية وافق
العلم والجدل الاحسن الجواب 0 من حرم
الجري في الدين الاسلامي فهو ليس
حرام بل هو حلال ؟ فكاتبته ان
الجري حرام وقد ورد بحرمته نص من
السنة النبوية وهي احاديث الرسول واقوال
اهل البيت وتقريراتهم وافعالهم وفي مذهبنا قول الاما المعصوم حجة فكان رده
لايوجد معصوم الا الرسول الاكرم
وعصمته في الشريعة والرسالة التي جاء بها
يعني عصمة تبليعية 0 اما
الامامة انتم جعلتم منهم ائمة
والدين ختم بمحمد صلوات الله عليه
واله فالسنة سنة الاصحاب من بعده
لم اجد اهمية للامامة التي تدعوها
في الدين الاسلامي ماهي
الامامة ومادورها ؟ فكاتبته ياصحبنا واستاذنا الجواب على سؤالكم لايسعة القرطاس فانتم راغبون لقائنا منذ فتره طويلة وها انا ادعوكم لهذا اللقاء فحدننا
اليوم والزمان والمكان 0
وقد اجتمعنا انا
واصحابي في المكان والزمان الذي اتفقنا عليه
وهو ضامن الموقف الامني لان الاجتماع
الذي هو فيه لايراقب ولايسائل لنفوذه الامني في دائرة السجن
وكان اللقاء في
مكان من السجن تنتشر فيه الباعة
( البسطيات كما يصطلح عليها
في مجتمع السجناء واحيطكم هاما ان الذي معي اثنان وليس كما تتصوروا انهم عدد كبير
من مفهوم الاجتماع اما اصحابه الذي
جاؤا معه فهم تسع واما الذين عقدوا عليه الامل في الغلبة فهم
كثر ويحدوا بهم الامل في الفوز
في هذا النقاش وهم يشدوا على ايدي
استاذهم وكبيرهم الذي يريد النصرة لمذهبهم 0
وبينما نحن
جالسين ننتظر قدوم
الاستاذ جلال واصحابه للقائنا
وبعد لحظات من الانتظار جاء
الاستاذ جلال واصاحبه وبعد لحاظات السلام والترحيب بدأ النقاش 0
انا واصحابي على علم
ومعرفة ان اصحاب الفكر الوهابي
حافظين لاغلب ايات القران عموما وبوجة خاص الايات التي تختلف المذاهب في تاوليها وتصريفها لان فيها ميدان نقاشي واسع وكل مذهب يرى ان
حجته با لغة ومن هذا المنطلق اعتمدت في نقاش مناحي
عرفانية ورؤية اخرى في النقاش ليكون
الجدل احسن كما امرنا الله ()ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
(النحل:125) 0
من جانبنا بدأ
النقاش فقلت لصاحبنا قبل ان
ندخل بالنقاش اود ان تجلب لنا كمية من
العدس من احد ( البسطيات ) وهو مفهوم شائع بين
مجتمع السجن مع انني متفق مع صاحي
البسطية حول هذا الطلب فاستغرب صاحبنا ولكن
اعتمد طريق الهدوء وقام بجلب كمية العدس من الرجل الذي اشرت اليه وعندما جائنا به فقلت له انا
لم اطلب كيسا من النايلون بل طلبت
عدسا فقط فقال لي وكيف اجلبه بدون الكيس ؟
فقلت هذا اقرار عقلي بانك لاستطيع جلب كمية العدس
دون كيس تضعه فيه 0 وهذا دليل على انك عاقل وصاحب عقل يميز
الخبيث من الطيب 0 فقاطعني الاستاذ جلال
متسائلا هل تهزأ ؟ فاجبته
قطعا لامجال للاستهزاء كون الموضوع في ميدان الجد وليس في
ميدان اللعب وكما ورد عن امير
المؤمنين عليه السلام في مضمون قوله الكريم اذا غاب الجد في الدين حضر اللعب ) اذن نحن هنا لسنا في ميدان اللعب لان
حضوره غيبا للدين فقال صاحبنا اذن ماذ ا تقصد ؟ فقلت له
نحن نقصد ان النقاش له ثلاث وجوه
الوجه الاول نقاش العقلاء وهو النقاش الذي تكون نتائجه مرضية للطرفين ونافع لاهله ولايضر والوجه الثاني
نقاش الجهلاء وهو النقاش الذي تكون
نتائجة مسخطة للطرفين ويضر باهله ولاينفع او الوجه الثالث نقاش ما بين العقلاء والجهلاء
وهذا نقاش يفحم الطرفين في فيض نتائجه
وهذا كله ترجمه قول الامام علي عليه السلام في مضمونه ( كلمت العاقل فافحمته وكلمني الجاهل فافحمني )
لان الجاهل لايرضخ للحجة لجهله وهذا
مايحدوا بنا الى الامل بان يكون نقاشنا
نقاش العقلاء فقلت مواصلا لمذا وضعت العدس في كيس النايلون ؟ فقال حتى
احافظ عليه ؟ فقلت اذا كان الكيس يحافظ على كمية العدس الكيس وحده لماذا جعلت فيه هذه العقده ؟ فقال لنفس الغرض عقدته لان الكيس وحده لايمكن ان يحافظ على كمية العدس
بدون ان نعقده ؟ فقلت له اذن انت
تقرر وهذا اقرار العقلاء بان الكيس موضع
نزول العدس وحافظه الاول ولغرض
اكما ل الحفاظ وتمامه يكون العقده هي الحافظ
الثاني 0 فقال نعم فقلت له العدس اية
الالهية ام لا ؟ فقال نعم اية
الهية فانا قلته بالعدس في نقاشنا كون مذكور في القران وهو من اهل الظاهر القران فلا يمكن نكرانه بانه اية قرانيه فسالته
هل العدس اية قرانيه ؟ فقال
نعم فقلت له هذه اية واحدة من القران
وكونك عاقل لم تنزها في فراغ لان الفراغ
لايوصلها لنا ونعرفها
بل انزلتها في كيس وهذا الكيس رسولك الذي جائنا باية العدس ثم لم
يقف عقلك هلى حد رسولك الذي بلغنا باية العدس بل جعلت له خليفة من اهله وهو وليه (
العقده ) حتى تحافظ على هذه الاية وهذا كله
فيض عقلي من سنخ الفطرة الالهية
التي فطرنا عليها حيث انك
بفعلتك هذه كنت الترجمان لواقع
الاية الكريمة ()إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
(الحجر:9)
فقوله ( انا ) يد ل
على ان منصب الرسول اختيار الهي فوقي ولم يكن اختيارا تحتيا يعني
باختيار الامه او الناس
وقوله (انزلنا ) يدل
على رسول الله كونه هو المخصوص بالتنزيل
0
وقوله ( الذكر ) يدل
على القران الكريم وكن على علم مفهموم الذكر
له دلالة بان كل منا علمه القران تعليما حضوريا والتعليم الا لهي هو
احصاء الكتاب في اسماءه الذي علمها لادم
تعليما حضوريا وهذا يعني ان الله
تعالى جعلها ملكات باطنية في ذات
الانسان وهي من الرحمن الى الصوره وكن على علم ان كل هو اشران من اسمائه اذن الله بهذه الملكات
ملكنا علم كل شي فكل احصيناه في كتاب مبين
ولكن نحن نسياه في عالم
الماده والجسم والرسم هذا لذا
قال ( الذكر ) لان الرسول جائ ليذكرنا
بالقران الذي هو في باطننا وهو
الفطره
اما قوله ( انا )
هذا التكرر يدل على ان هناك وظيفة اخرة غير وظيفة الرسول والنبي لكون ال( انا ) الاولى حكت لنا واقع وظيفة الرسول
اما هذه ال ( انا ) الثانيه تحكي
لنا وظيفة الولي حيث وظيفة الولي ابدية الحفاظ على الذكر وامتدادا للرسول وهذا كله ترجمته في فعلتلك التي فعلت من حيث تحتسب او لاتحتسب فانك
على حدك المكن قلت مترجما
لواقع الاية في فطرتك وهو فيضل الفعلي بها حثت فعلك قول حضوري ( انا انزلنا العدس ) هذا دال هلى ارادتك
واخيارك في تنزل العدس يعيبة علمك الكيس
حتى ياتي القوم يبلغهم اياتك ثم قلن وانا لهو لحافظون مدار الحفاظ على العدس يدور حيث العدة التي
عقدتها والتي عبرت عنها ب( انا ) مستقله
دلاله على اختيارك وارداتك في تنصيب العقدة وليا لرسولك الكيس وكل ذلك وكل ذلك باختارك وارادتك 0
ثم جعلت من وليك
العقدة معصوما كرسولك الكيس ؟ فقال كيف
ذلك ؟ فقلت لوكان الكيس غيرمعصوم لوجدت
فيه منفذا يسقط منه تشريعك العدس ولم يصل كله
في واقع التبليع وانا كيسك
معصوما وفيه كمال الحفاظ على العدس وجعلت من وليه العقدة غير معصوم ايضا لوجدت
تصاقط الكثير من تشريعك العس ولم
يكن في وبيك تمام الحفاظ على تشريعك
العدس اذن انت جعلت من وليك العقدة وليا
معصوما كما مقام رسولك الكيس ولكن
الاختلاف فقط في الرتبه هذا رسولا وهذا وليا 0
وجعلت من عقدة وليك عروة وثقى لاانفصام لها 0
هذه اية واحدة اجريت عليها
ماجريت فكيف باياتك ربك
التي انزلها على رسوله الكريم كيف
لايجعل لها وليا يحاقظ عليها في كل زمان ومكان
فرايت صاحبي قد افحمته
الحجج ولكن ماهو ماسف اكله قلبه الغيض وتخندق في صدره جنود العناد وبهذا ختمنا جلسة اليوم النقاشية الى جلسة ثانيه حسب طلب صاحبنا ليكون مهيئا بها تهيئه تمكنه الانصار لمذهبه
وكل منا ذهب الى ربه الذي يعبده ()يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ
مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (يوسف:39)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق