المحاضرة الثالثة
الأسرار والأخبار في دعاء يوم الاثنين
من أدعية الصحيفة السجادية للإمام
علي أبن الحسين السجاد u
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
المقدمة:-
للأدعية واقع خارجي
في البدء نشير إلى ملاحظة مهمة عن دعاء يوم الأحد, فهو المعبر عنه بالتوحيد ,لذلك حينما بيناه كان فيه معالم التوحيد وكيف يسير الإنسان إلى التوحيد في عباداته ومعاملاته ,حيث يقول المعصوم خلقكم من نفس واحد, فبعد أن كانت الأشياء مكنونة وسابت في عالم الذر وهو المراد من يوم السبت فيما بينا قبل شرح دعاء يوم الأحد,واليوم نحن بصدد شرح دعاء يوم الاثنين الذي فيه معالم العدل الإلهي لذلك وردة في دعاء يوم الاثنين معالم العدل الإلهي لأنه في دعاء يوم الاثنين يبدأ بالتمجيد والتحميد ويبين فيه أوصاف العدل الإلهي في الكون (أي الإثنينية في الكون)
وقفة في بيان الإثنينية في عالم الإمكان
وجود الله ملكٌ له بلا تمليك من احدٍ لذا لزم أمرين ليس له شريك في الملك بمعنى وجوده , وليس له منازع في الحكم , مالك الملك يعني مالك لذاته وحاكم على فعله , وجود الشيء بوجه عام واحدي الوجود إثنيني التكوين ثلاثي التمكين , من جهة واحد الوجود فكل شيء واحد بوجوده ولكل هذا الوجود ملكه الواحد يعني الإنسانية وجود واحد وملك واحد بتمليك, وجود بإيجاد من غيره , مما اقتضى أمرين , أن يكون له شريك في الملك وهنا بدأت الإثنينية مما صار منازع على الحكم فتتنافس الكثرة الأفراد المكونات الإنسانية على ملك الإنسانية وحاكمية الإنسانية فيما بين أفرادها , فأي منهم يملك الإنسانية ويحكمها , أما الصلاحية التمكين روحا وهو الوجود الواحد الملك الواحد , والعقل التكوين الذي هو الحكم المتنازع عليه في نيل الملك , المتنازع عليه بحكم العقل الإنساني , والبدن الأدوات والآلات الموصلة للملك والحاكمية , فتكون الصورة مجسمة ثلاثية الأبعاد , (الرحمن=1) (علمه القران=2) (خلق الإنسان=3) فيكون علم البيان ثلاثي الأبعاد , أحب أن يعرف فخلق , إذن الداعي للإثنينية هو الخروج من سبات (الطاقة الكامنة) وما يظهر بالبدن طاقة حركية ,والطاقة الكامنة الطاقة السابتة التي لم تكن شيء مذكورا , لا تبدو لها حركة إلا بالمادة 0مثال قرآني , الخط الأفقي التمكين :- ومكنا لذي القرنين ومكنا ليوسف انه رسول مكين , ذو قوة :- الخط العمودي التكوين (نظام الإثنينية) , المحصلة الوجود الواحد والملك الواحد والمنهج الواحد
وقبل الشروع نأخذ مقدمة مهمة حول
(مراتب التوحيد) وهي من السنن الكونية وتكون طولية طردية وتبقى في هذا البيان الجديد لكم وللذين يأتون من بعدكم وتبقى من اليوم إلى أخر أدم كونها طولية وليس عرضية (إجرائية) لأننا حينما نعطي قاعدة تنطلق بها في قضائك وإجرائك0
إذن مراتب التوحيد المذكورة عن طريق أهل العلم والعرفان النظري وغيرهم هي كلها مرتب أفقية لم تكن مراتب متعامدة ,هناك مراتب في التوحيد متعامدة ,كل خط أفقي وكل وسط أفقي ما لم نصل به إلى الخط المتعامد عليه لا نصل إلى نتيجة أي لا نصل إلى محصلة عملية, ولذلك ترى أنه كل من يتكلم بالتوحيد تجد هو في بعض الأحيان يخرج عن التوحيد فلربما يشطح لماذا لأن سيره في التوحيد أفقي والتوفيق في التوحيد يتوافق مع التعامد والعدل يتوافق مع الخط الأفقي بمعنى أن العرفان النظري الآن عندما يتحدث عن التوحيد هو يصف العدل الإلهي من حيث لا يدري وهذا ما يجري حيث نعيش الإثنينية لان العدل الإلهي يتبرزخ بالإثنينية ويطورها إلى الوحدوية إلى التوحيد ونعرج الآن في بيان مراتب التوحيد في الخط المتعامد0
أولاً: المراتب الروحية :- وهي 1×99 أي تكون أنت و1 × 99 رتبة للتوحيد فالإنسان الذي يكون روحاني كل ما هنالك يبدأ بمبدأ أسسه من بُدء به الخلق محمد (صلوات الله عليه وأله) لله 99 خلق فتخلقوا بها أي كل واحد منا يضرب نفس × 99 ولنأخذ مثال على ذلك وقبلها قواعد معرفية 0
كل الملكات الروحية الاسمية الكامنة في النفس :هي التوحيد
مثال على ذلك (الرازقية) و(الخالقية) ومن حيث بدئنا نعدد الرازقية الخالقية أذن هذا هو العدل الإلهي لكن كيف أصل إلى وحدة الرازقية وحدة الخالقية فإذا وصلت عندي إلى مرتبة كون الله يخلق برزقه لان الله إن لم يكن رزاق لا يستطيع أن يخلق والله يرزق بخلقه وأخرى مثل الله يرحم بجبروته ويتجبر برحمته ,مثال على ذلك طفلك الصغير الذي تأخذه للطبيب وتزرقه إبرة (حقنة لغرض شفائه) فانك تتجبر عليه برحمتك وتترحم عليه بجبروتك تأخذه وتتعصب عليه وتجعله يبكي لكن في باطنك يكون عندك تكافأ عندك الجبارية والرحيمية متكافئة ,لأنك عندما أخذته لتزرقه الإبرة عندك قناعة بما تقوم به لأن لا رحمتك تسبق غضبك (الجبار) ولا غضبك (جبروتك) يسبق رحمتك أي بمعنى لو قلنا لك دعنا نضرب ولدك (نصفعه على خده) تقول قف عند حدك لا باس أن تزرقه الإبرة لكن تهينه غير مقبول كون الإبرة فيها رحمة فيها شفاء والصفع على الخد ليس فيه شفاء لأنها فقط جبروت ولو قلت لي لا تزرقه الإبرة نقل لك لا نزرقه نتجبر عليه كي نرحمه بالشفاء ونترحم عليه بجبروتنا فلو لم تتكافأ عندك الأسماء ولو على أقل تقدير 10×10 لكل أسم فلو كان الرحمة زادة عندك درجة عن الجبروت تقول لا أضربه وعلما أنه أدم هو جبار السموات والأرض ما دام هذه الصفة داخل الكون هي لأدم ممكن أن يكون أدم هو جبار السموات والأرض كما هو الحجة ابن الحسن (عج) ,فالذي يريد أن يزرق ولَدهُ الإبرة أذا كانت الرحمةُ عنده في زيادة درجة عن الجبروت تأخذه الشفقة على ولدهُ ولا يزرقه الإبرة ويؤذيه من حيث لا يشعر لأنه رحمته سبقت غضبه ,وبعد ذلك ترتفع الحرارة عند ولدهُ بسبب التفاوت في الأسماء الحاصل عند الأب , ولو كان الجبروت عنده فيه زيادة عن الرحمة لا يزرقه الإبرة بل يقل لهم دعوه يموت في فراشه فتكون عنده قسوت قلب لا يشعر بألم غيره وهو فلذة كبده لان الجبروت 90% والرحمة 10% فكيف لهكذا شخصية نريد منها أن ترحم ولِيدها فضلا عن البلاد والعباد0ة
حقيقة العصمة
فما هي العصمة وحقيقتها العصمة هي تكافأ الصفات, وفي الدعاء نقول يامن لا تتفاوت صفاته ما هو اختلافنا عن الله وما هو اختلافنا عن أولياء الله, أولياء الله لا تتفاوت عندهم الصفة فلو جئت الآن لأحدهم وصفعته على خده فيذهب ويصلي لك ركعتين ويطلب المغفرة لك لكن أذهب واصفع أحدهم على خده وهو من الذين تتفاوت عندهم الصفات عنده 90% جبروت والرحمة 10% فكم الفرق 80% فلا مجال للعدالة عنده فتأخذ لك منه 80 صفعة على أقل تقدير لكن لو كان الأمر بالعكس صفعت أحدهم وهو صفت الجبروت عنده 10% والرحمة عنده90% فلو ضربته حتى تتعب يداك فلا يرفع يده لماذا لأنه خجول جدا خجل مفرط ولو أخذت ماله من جيبه لا يتكلم من خجله علما هو غير راضي في داخله , أما لو تأتي لمن كانت عنده صفة الجبارية 90% وتقل له أعطني من مالك فيقول لك لن أعطيك لأنه لا أنت المعطي ولا الله المعطي فلماذا أعطيك , لذا وجب على الفرد منا أن تتكافأ عنده الصفات فلو تكافأت الصفات يكون الإنسان محموداً, ولنقل لكم مثال : كنت يوما في مديرية الهوية والأحوال المدنية ,وشاهدت شخص هناك وقد خرج من باب الدائرة وهو يدعو بدعاء عريض على احد موظفي الدائرة لأنه لم ينجز له المعاملة ,وكان دعاء هذا الشخص على الموظف هو (الله لا يوفقك) ,فقلت له لا ياحاج بل قل له (الله يوفقك) وسوف ينجز لك المعاملة ,فقال لي ماذا تقول هو لم ينجز لي المعاملة كيف أدعو له بالتوفيق ,فقلت له عندما تقول له الله لا يوفقك ومعاملتك بيده وأخذت بالدعاء لسلب التوفيق منه في هذه الحالة لن ينجز لك ولا لغيرك أي معاملة لكن لو وفقه الله فتكون أنت أول من ينجز لك المعاملة فدعاء بالتوفيق وبينما نحن نتحدث إذا بالموظف يقول أين هذا الرجل الذي أزعجنا بمعاملته لقد أنجزت له , فقال لي ياحاج والله قد شغلت ذهني بالتفكير ما هي قصتك , فقلت له نحن في بعض الأحيان لا نعرف أين نضع الدعاء فالذي حاجتي عنده كيف أدعو عليه وكيف يقضي لي حاجتي وكيف يتكلم معي ,هذه أثار الدعاء , فقول الدعاء للعاصي وأنت مغناطيس يؤثر فيه فمن كان مغناطيس لا تؤثر فيه الدبابيس ,وان لم تكن مغناطيس فلا تطعن بالدبابيس , فهل سمعت يوماً أن هناك مغناطيس جذب أحدهم إليه وآذاه لكن من كان دبوس له جهتين شكور وكفور وخذ حذرك من الكفور عند الدبوس لو أتاك لأنه عنده رأس محدب ورأس مدبب ونحن كذلك لدينا رأسين أحدهم محدب والأخر ومدبب فلو أردت أن تنصحني لا تأتيني على جهتي المدببة بل أقدم علي من الجهة المحدبة فلو جئتني هكذا تأخذني وتستثمرني كما هو حال المسمار لو جئته من رأسه المحدب تأخذه معك وتضعه في أي مكان أنت محتاج إليه فلو أردت النصح لأحد ما لا تأتيه على رأسه المدبب الكفور بل أقدم عليه من المحدب الشكور وأنظر كيف يكون مثمراً نافع تضعه أين ما تشاء ,لذا لزم منا عند النصح أن لا نأتي لأحد من نقاط الافتراق بل نأتي له من نقاط الاشتراك المحدب حين ذاك أطرق بالنصح بسندان فيكون طوع يدك وما تريد له من خير 0
التوحيد المتفاوت
ونأخذ مثال على التوحيد المتفاوت لأننا كلنا مبتلين بهذه المسألة ولأنه كل شيء عظيم , مثال :الله عظيم والعظيم عنده صفة العالي في مكانه والمنخفض للعباد كلها في حالة واحدة من الكمال المطلق عنده تساوي في الصفات لذا لا تخف منه ,لكن أنظر للوزير الآن تجده عالي ولكنه غير منخفض لا تستطيع أن تصل إلى بابه وكذا الأمير تجده عالي وغير منخفض لكن تعال ونظر إلى علي أبن أبي طالب أمير المؤمنين u رئيس الكون وكذلك الإمام الحجة (عج) تجده مثال هذه الشخصيات من حيث هو عالي هو أخفض واحد ومن حيث هو اخفض واحد رفعه الله فجعله أعلى فرد في الأمة فلكما انخفض الإنسان جناحه من الذل في الخط الأفقي أعزه الله بقدره, فلو الإنسان سار في الخط الأفقي ذليل إلى الله بنسبة معينة اعزه الله بقدر هذه النسبة فتكون المحصلة رؤيته فكلما زاد إستذلالاً درجة لله في الخط الأفقي زاده الله درجة في الخط العمودي, لذا قال الله للشيطان أنت لم تسجد أنت غير منخفض وتريد هكذا مقام من العلو (قالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ )(1) أي هل تعتقد انك أنت بالفعل كبير , لأنه لو كان بالفعل كبير فهو غير متكبر , الله متكبر لكن كبريائه كذب أم صدق فلو كانت صدق فهو المطلوب أنت الأن كن متكبر لكن أجعل كبريائك واقعي ليس بخيال فكبرياء الخيلاء هو المذموم لكن الإنسان كلما ينخفض ويذل نفسه في نفسه يرفعه الله في الأفاق حتى تكون عنده رؤية يرى الله في الأفق المبين, الله موجود كالشبكة, الشبكة الأن في الأفق المبين الأن أنت من أي جهة تلفت تجد الله فلا بد من التحرر من مسألة التكبر في الخط الأفقي0
التوحيد المتفاوت الذي نقع فيه أنا وأنت هو عندما نصل إلى الخالقية نقول الله خالق وهذا جيد المشكلة عندما نأتي للرازقية كل واحد منا يذهب في طريق لا نقول الله خالق كل واحد منا يتفاوت نبحث عن رزاقين كثار , للمثال الموظف الأن الوزارة تُعطيه راتب ومستحقات أخرى جراء عمله لكن كن شاكر لله واجعل الوزارة سبب اجعل الوادي سبب واجعل الجبل سبب واجعل المزرعة سبب لا تعلم رزقك أين في وادي أم في جبل أم في بر أم في بحر واعلم إن الوزارة التي أنت تعمل بها من أين جلبت لك هذا الرزق فلربما خمسة عشر ألف عامل يعملون لك في الجبال والوديان ليوصل لك ما تريد ولربما الأن من جنوب أفريقيا يحصد لك ما يزرعون ويرسلوها لك وهكذا أنت لا تعرف هذه الشبكة كيف تتحرك فلا تقل براتبي وراتبك هذا أين ستذهب به ستوزعه وبعد توزيعه تأتيك الأشياء من هذا شيء ومن الأخر شيء أخر وهكذا إذن الرازقية نحن غير موحدين فيها احدهم يقول ماذا أعطاني الله ومع العلم إننا نعترف بالخالق فلا نُبتلى بالخالقية لكن البلاء في الرازقية ,علما أن الرازقية من جملتها العلم كون الله يرزق بعلمه ويعلم برزقه فإذا رفع الرازقية من أين العلم كون العلم هو نوع من أنواع الرزق والرزق هو نوع من أنواع العلم والحكمة هي نوع من أنواع الجبروت والجبروت هو نوع من أنوع الحكمة لو وضعناها في محلها لا يكون الإنسان جائر 0
التوحيد طاقة في السماء
التوحيد هو {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }(1) الله يقول أنت لماذا تتفاوت عندك الصفات أنا جاعل رزقكم في السماء طاقة والسماء هي طاقة وحتى نبين التوحيد نقول أظهِر الوحدة المعانية فإذا أظهرت الوحدة المعانية تكون أنت واحد بمعناك وما معنى أن نظهر الوحدة المعانية هي أن نُظهر الإنسانية حيث الجامع والرابط بيننا جميعا هي الإنسانية فمتى ما أظهرنا نقطة الاشتراك بيننا نكون قد وحدنا الله فإذا أظهرنا الوحدة المعانية سيكون عندنا ظهور بالوحدة الزمانية وظهور بالوحدة المكانية ومثل ما عبرنا عنه انك ترى التوحيد في كل مكان وفي كل زمان ,فما المراد بهذه المسألة ؟ ولبيان هذه المسألة فلقد ذكرنا سابقا انه (د) يتحرك إلى (ج) و(ج) يتحرك إلى (ب) و (ب) يتحرك إلى (أ) و(أ) هي فيها وحدة زمان الروح حيث لا زمان ولا مكان ولا معان كون فيه وحدة المعنى ووحدة الزمان ووحدة المكان, فالإنسان الذي يصل هذه الوحدة يغيب ويحضر (الغائب الحاضر) النازح الذي ما نزح عنا كما هي أوصاف الإمام الحجة (عج) وهو يراكم من حيث لا ترونه ,أعملوا فسيرى الله يرانا بالوحدة الزمانية أي لا زمان كثير ليس لدى الله أحقاب نحن في حقب من الدهر أما الذي وصل إلى الوحدة الزمانية يأخذ 600 عام بل كما هو محمد وال محمد (صلوات الله عليه أجمعين) هم كل زمان وكل مكان وكل معان لا يغادرون صغير ولا كبير إلا أحصوها فيهم تبيان لكل شيء فهم عدل القرآن ولهم ما للقرآن من خصائص(2) فالزمان شيء أم ليس بشيء المكان شيء أم ليس بشيء المعان شيء أم ليس بشيء وكل شيء له الأبعاد الثلاثة له بعد معاني وله بعد مكاني وله بعد زماني ولكل منهما حقيقة إذ بالروح تتوحد كلها ,أي بالروح لا يوجد زمان كالمح بالبصر أو هو اقرب يقول للشيء كن فيكون أما الذي عنده علم من الكتاب فانه يحتاج إلى أن يقوم من مقامه وترمش عينه انتظرني قليلا وهكذا, إذن قلنا ما عندنا توحيد بالرازقية وعندنا توحيد بالخالقية إذن الله يعلم برزقه ويرزق بعلمه فإذا رفع الرزق لا وجود للعلم من الأصل كون العلم نوع من أنواع الرزق والرزق نوع من أنواع العلم وإلا يكون الرزق جاهل مثل الذي أنت تتمناه لماذا الله لم يعطيني الشيء الفلاني ولماذا أعطى فلان ولم يعطني لذلك الله يطهرك من الحسد ومن غيره حتى توحد الله 0
ثانياً : المرتب العقلية وهو أن يعرف الإنسان قدره وما هو قدره
{ فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا } (2) الإنسان سال بإنسانيته والحمار سال بحماريته والإنسان الذي لا يعرف قدره ويقع في قدر غيره قدر الحمار مثلهم كالحمار قدر الكلب مثلهم كالكلب وهكذا ولماذا مثلوا لفلان بالكلب لأنه تمثل ليس بشر سويا إنما تمثل لهم كلب سويا فقالوا هذا العبد مثل الكلب مثل الحمار وهكذا, ولكن هناك ميزان البداء والله أرحم الراحمين0
المراتب العقلية أن يظهر الإنسان الوحدة الإنسانية ولا يتفاوت في إنسانيته فكل واحد متفاوت في إنسانيته غير موحد الله عقلا أي إن عقله مشوش بالتوحيد وكل واحد يوحد المعاني والزمان والمكان هو روحاني ولا بأس بمداخلة حول كلمة روحاني فهو ليس على طريقة بعض الإسلاميين السائدة ولا على الطريقة المادية عند أصحاب بارات الخمور وتقرءا القطعة (مشروبات روحية) العجب هنا مسكر (خمر والعياذ بالله) يكون مشروب روحي نعم يوجد هكذا روحانيات مثل السلوكيات المنحرفة التي نضرب بها المثل في بعض الأحيان ,وهي مثل الخروف الذي يأكل النفايات يكون لحمه عند الطبخ ذو رائحة غير محببة وهذا لأنه أكل مما لم يرد ألله به أن يوصل فظهرت رائحة مقرفة وليس فيه روح الإيمان روح اليقين روح وريحان وجنت نعيم وأسألكم بالله سابقا عندما نذبح الخروف وكان قبلها يأكل النباتات المخصصة له فترى عند الذبح الرائحة الطيبة تخرج منه عند الطبخ وتصل حتى إلى الجيران ويسألونك هل ذبحتم خروف جلبت لحم جديد وطبختموه لأن الرائحة وصلتنا لماذا رائحته زكية ؟ كون الخروف عرف قدره وقدره يأكل حشيش أما تجعله يأكل نفايات فهذا ليس قدره فيقول لك مثلما لم تحترمني بغذائي فلن احترمك بعطائي فتسأله لماذا أنت هكذا فيقول أنا (معمل) كون الله أكرم بني ادم حتى لا يأكلون الحشيش جعل الحيوان الخروف معمل بيننا وبين الحشيش يحول الحشيش لمادة أخرى كي نأكله ونستفاد منه وأنت أيها الآدمي تقطع ما أراد الله به أن يوصل لك وتستنكف لا تعطي الخروف الحشيش تعطيه النفايات فاعلم إن الحشيش لنا والعاقول لنا نحن نأكل الحيوانات المحللة نعم نأكلها لكن الله كرمنا لا نذهب للبحار والأنهر ولا للسهول والبراري ونجلب الحشيش وغيره من أغذية الحيوانات ونأكلها بل جعل الله الحيوانات المحللُ أكلها تأكل كل هذه الأعشاب وغيرها فيكون الحيوان هو ذاك المعمل الجميل المصنع الجميل الذي يأكل ما لا نأكل وبعد أن يتحول الحشيش فيتامين ولحم في بدن المحللات فنأكله طيبا, لكن العبد البطر الأشر الظالم المفسد لا يعطي الحيوان سوى النفايات فيكون نتاج المعمل الحيواني النفايات , والله يضرب مثل جدا جميل يقول أنت تمشي على قدمين وغيرك يمشي على أربع مكباً على وجهه(1) أم الوقوف على طولك ولقد جعلتك واقفا على طولك وكرمتك وقال الله للعبد لا تأكله الحشيش لأني احبك لكني خلقت لك خروف يأكله لأنه في الأصل كل شيء فسلجتي وهذه معلومة لكم إن كنتم لا تعلمون فكل شيء بالكون فسلجتنا فإذا ذهبت للجنة غدا فكل شيء يكون معك , لكن ليس مثل بعض التفاسير فيقول هذا الحيوانات لا تدخل الجنة,بالتالي أنا كذلك لا ادخل في الجنة لأنه لا يوجد أنا هناك, كون الله خلق ادم وخلق منه كل شيء فلا بد كل شيء يدخل معه الجنة الطير والشجر ,وأنا إذا كنت لم ولن اعرف أسرار هذه الكائنات هنا لأنه قمة المعرفة هو التفتيش عن سر الأشياء مثل العصفور, فإذا هنا في عالم الدنيا لا أعلم به فهل من العدل هناك في عالم الآخرة لا أعلم بإسراره ,إذاً فما هي المعرفة في الجنة ؟ المعرفة في الجنة تجد إنك تعرف سر كل شيء بدائرة الإمكان الطير ما هو وما هي حقيقة هذه الأشياء هذه هي الجنة وإلا ليس القول إن أبني لك قصر في الجنة وأنت جالس فيه وحدك في وحشة فلا بد من أن يكون هنالك انس, في وحدة الزمانية , وليس فيه غش فتت الزمان وفتت المكان وفتت المعان صار غش فنقول لا تغشون يامؤمنون ولا تأكلوا الحرام وغيرهن إلى أن يصفر عندك الزمان والمكان ويصبح عندك الخلود 0
التوحيد في الكون معادلة رياضية
التوحيد في الكون هو
الكليات الروحية الـ 99 × الكليات العقلية (التي هي تفصيل لكل شيء )
وكل شيء ملأت أركانه التسعة والتسعين وقلنا انه الركن من قوله ملأت أركان كل شيء فماذا هي هذه الأركان لماذا هذه التسمية كون كينونة الشيء هي الركن فإذا هُد الركن هُد الشيء فبالتالي أركان كل شيء ال99 فإذا سلبنا من الشيء أركانه ال99 فلن يسمع ولا يرى ,ولذلك ترى الإنسان الغير متخلق بأخلاق الله ورسوله ووليه, ماذا يُعبر الله عنه ,بلا يرى ولا يسمع ولا يتكلم فهم لا يعقلون 0
العدل الإلهي هو الجزئيات العقلية البيانية ,
الجزء العقلي البياني(وهي اليد البيضاء التي تخرج من غير سوء) ×(الجزئي العيان المادة)
كل شيء أحصيناه في كتاب مبين ولم يقل مُعيَن عِياني الكتاب المبين هو الذي ورآك هو ما بعد حتى , وماذا تريد تسميتها سمها أو قل أعبر الطين تجد النور فإن رجعت بعد الطين تجد الظل أعبر بعد الطين (البدن) ترى الشمس 0
ونأتي ألان لنمر على دعاء يوم الاثنين ونبين معالمه ودعاء يوم الاثنين هو دعاء للعدل الإلهي يُمَثل خصائص العدل الإلهي 0
الحمد لله الذي
في دعاء يوم الأحد كان البدء من قِبل المعصوم بتوحيد الله حيث قال بسم الله الذي أي قول سبحان الله , لأنه ما ذكرت كلمة سبحان الله في القرآن إلا كاشفة عن التوحيد وما ذكرت كلمة الحمد لله في القرآن إلا كاشفة عن العدل الإلهي وما ذكرت كلمة لا إله إلا الله في القرآن إلا وهي كاشفة عن الخاتم وما ذكرت كلمة الله أكبر في القرآن إلا وكانت كاشفة عن الإمامة الصديق الأكبر أذن هذه الأربعة التسبيحات سمية التسبيحة الكبرى لأنها تمثل التوحيد العدل النبوة الإمامة ترجع أنت من الصديق الأكبر تكبر الله ولذلك تكبر الله في الأذان أربعة مرات رغم انه ليس موضوعنا الأذان لكن لا بأس ببعض النكات المعرفية لأنه كبرياء الله في الأربع تكبيرات الله أكبر عزرائيل والله أكبر ميكائيل والله اكبر إسرافيل والله أكبر جبرائيل وهؤلاء الأربعة سجدوا لمحمد وال محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) فبالتالي التكبيرتين الأخيرتين في الأذان محمد وعلي ومن جهة أخرى الكبرياء الأول في الكون الضياء والثاني الهواء والثالث الماء والرابع التراب وهذه الأربعة خلقت من نور محمد وال محمد أذن الإنسان في حالة من المعاد ,كون المعاد هو ليس كالأربعة السابقة بل هو كيف تعبر هذه الأربعة وترجع (وإنا إليه راجعون), المعاد هو أن تسير من الإمامة من علي إلى محمد النبوة إلى العدل ومن ثم إلى التوحيد وأيضا من الطين جسدك إلى الجزئي العقلي البياني نبوة لأنه اختار وهو سيد هذه الجزئيات إلى الكلي الإنساني إلى الروح وهي أربع مراتب فيك هي كينونة الأشياء لذا كانت بداية الدعاء الحمد لله الذي وليس بسم الله الذي
أول الخطوات في العدل الهي
لم يشرك أحدا حين فطر السماوات والأرض
هل هناك من احد شاهد كيف الله فطر السموات والأرض أي هل هناك من احد سابق على خلق السموات والأرض وراءا خلقهن, إذن أول شيء بالعدل الإلهي هو إن الله العادل في قضيته فكل واحد صاحب قضية من (الفطرة إلى البدن) إذا من كان عدله متفق مع عدل الله فالله يصف هذا المتفق بالعادل فهو مَثل عدل الله وإذا خرج عن هذا المسار ويقول إنا عادل نقول له أنت جاهل ولا ينال عهدي الظالمين وهذه أول الأشياء التي تلتفت بها إن الله عادل وتثبت به حقيقة العدل الإلهي انه العادل تصفه بالعدل وهو العادل بقضيته حيث هو لم يشهد أحدا حين فطر السموات والأرض, السموات الطاقة والأرض المادة بمعنى الذي جعل هذه المادة وهذه الطاقة مفطورة على هذا الشيء على هذا العدل على هذه الكينونة المتسقة المستوسقة فهو عادل ,إي الأمام يريد منك أن تكون منظم وفق منظومة الكون فهي في نظام فماذا تريد أكثر من هذه العدالة ولا يريد منك إن تعبر وترى كيف خلق الكون لان الله يقول في الأصل أنت لم ترى كيف خلقتك أنت لا تعرف ذلك فقط قلتُ لك كن فيكون والله يقول أنت أيها المكلف أنظر في هذه المنظومة فيها خلل فيها عوج فإن لم يكن فيها عوج فانا عادل وان كان فيها عوج فانا غير عادل 0
ولا اتخذ معيناً حين برء النسمات
أن الله غير محتاج إلى أي احد في ذلك فان احتاج إلى احد إما إن يكون اعدل منه أو الاثنين يتشاركون في العدل ويصلون إليه ففي بعض الأحيان تكون هناك امة عادلة أنت عادل وفي أمر أخر نطلب اثنين عدول للوصول للبغية ونسال لماذا ليس بشاهد واحد لأنه ليس بقضية تامة كونه يجري علينا السهو وغيرها لكن أجلب محمد (صلوات الله عليه وأله) شاهد فقط هو أتقبل شهادته أم لا فلو كان احدهم فعل أمر بجنب محمد وسكت عنه محمد يكون قد أقر هذه السنة أي إن سكوت النبي سنة وكذلك سكوت الأمام الصدق u عن فعل لفرد من الأمة يقر ذلك الفعل سنه وتأخذ مدارها في حيز التشريع لكن أنا أو كل فرد أخر من الأمة لو سكت عن فعل هل يقرر بكونه سنة قطعا لا إذن الله لم يحتاج إلى معين لكي يعين الله في صنع هذا النظام وانأ وأنت نحتاج أن نرجع إلى الوحدة أي نتعاون أنا وأنت حتى نرجع إلى الوحدة فنقول للشيء كن فيكون .
لم يشارك في الإلهية
أي ليس له شريك لكن إنا وأنت شركةُ في قضية واحدة وأثينية نرجع بها إلى التوحيد وقد بينا إن الله ملكه بلا تمليك لذا ليس له شريك ولا يضاده احد في حكمه .
ولم يظاهر في الوحدانية
ما المقصود من قوله لم يظاهر في الوحدانية المقصود أظهر غيره في الوحدانية أي ممتنع من الظهور في الكون, فلو كان لله ظهور وهو إما إن يكون قوة استناد أو قوة ارتكاز فإذا أراد الله إن يظهر ويقول إنا واحد فلو قال ذلك بماذا يصاب في أول الظهور له يصاب بالإثنينية فنقول له قف أنت ظهرت وعلى ماذا ظهرت على إي شيء ارتكزت فيقول على الكون فنقول له يلزم من ذلك إن الكون يساويك على اقل تقدير إي أنت أيها الإله والكون متساوين أقلاً فيصاب بالإثنينية فيقول إنا امتنعت من ظهور الإلوهية تثبيتاً للوحدانية لكوني واحد أي لا يصح ارتكازي على شيء هو محدود وانأ ممدود هو مغلق (إي الكون) وأنا مطلق إي الذات, والمطلق لا يستند على المغلق وبما انه إنا المطلق فمن أين له الواحدية أي الكون حتى يتحمل وحدانيتي لذلك الله أبا عن الظهور واظهر غيره وما التوحيد إلا غيره وما غيره إلا محمد وال محمد(صلوات الله عليهم أجمعين) لكون محمد وال محمد قد وصلوا إلى تمام الفعل الإلهي , فالتوحيد هو عندي وعندك لأنه في حقيقة الأمر هو أن الله خلق النفس الواحدة لتدير الكون ومن هنا لزم عدم ظهور الذات في المغلقات, لأنه لو ارتكز على الكون يلزم من ذلك إن الكون إما يساوي (الذات) على اقل تقدير أو أكبر من (الذات) وإلا ينهار ارتكاز الله وبما إن الكون لا يساويه فبالتالي الكون ينهار لو تجلى فيه الله, فأوكلَ الكون لمن هو كفأً له لذا في القول المأثور عن النبي(صلوات الله عليه وأله) وزنني الله مع كل شيء ففاق وزني ولنأخذ مثال بسيط ونقول نحن نريد السوق موزون أي سوق في الشرق أو الغرب أريد له ضابطة تجعله موزون فهنالك حالتين أما أتجلى بروحي على السوق وماذا يلزم لا أجوع فيها ولا أعرى وفي هذه الحالة لا احتاج إلى السوق لأنه لو كلنا تجلينا بالروح الروح واحد ادم واحد حمار واحد فنصير في وحدانية الله لا نجوع فيها ولا نعرى وفي ذلك لا حاجة لنا في السوق كونه ممتنع إن اظهر أدميتي فماذا أظهرت , أظهرت شيء من أشيائي موزون وهو كيلو الحديد فقلت له أنت مسؤول عن كل سوق في الشرق والغرب وأنت خليفتي تدير السوق فهل من الممكن لشيء يخرج من السوق لا يمر على صراط الكيلو لذا الله يقول من أقبل على كيلو الحديد قبل علي ومن لم يقبل على كيلو الحديد سقط في مزبلة التاريخ ومزبلة السوق ومن هذه النماذج كثير, أذن من وحده قبل عنكم(1) فكل من يريد أن يوحد الله ويصبح موزون يمر بكيلو الحديد يمر بفعل الله محمد وال محمد (صلوات الله عليهم أجمعين)وهنا ملاحظة كون الأشياء أنفة الذكر المقاطع الثلاث هي غير مرئية لنا فيما بينا سابقا فهُن بالروح والآن ما يخصنا نحن
يخص العقل0
كلت الألسن عن غاية صفته
الله لا يعبد باللسان ولا يكون في مسبحة وتسبح بالآلاف فهذا الشيء لا يغني لأنه لو عبد اللفظ غير المعنى صار كفر لأنهم أصبحوا اثنين الصفة غير الموصوف ونأخذ مثال واحد هو كريم بالاسم وليس عنده أي كرم وأخر يكرم بكرم الله أيهما اقرب للنفع أنت تريد أن تظهر بمظهر الكريم فتكون أنت مظهر لكرم الله لان هو الله الذي أعطاك الكرم ,أي كلت الألسن وعجزت الألسن من الوصف بمعنى يعجز القال لأنه يعرف بالحال متى ما كانت أحوالك حوله وقوتك قوته هنا تكون انت مظهرا للطاقة الكامنة وهي الصفات الفعلية لله تعالى وكما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام)(لنا مع الله حالات هو فيها نحن , ونحن هو ,وهو هو ,ونحن نحن)(1) بمعنى لنا حالات بالفعل نحن الله وهو بالفعل نحن ولكن بذاته هو هو رب ونعم الرب ونحن بذاتنا عبدا ونعم العبد.
والعقول عن كنه معرفته
العقل لا يصل إلى المعرفة لأن محله العلم لكن القلب محله المعرفة والذي يعقل بقلبه عارف والذي يقلب الأمور بعقله عالم يقلب بالأمر قد يكون مدة من الزمن حتى يصل إلى نتيجة أما الذي يعقل الأمور بقلبه لا يفكر بها كون وجههُ إلى رب العالمين لأنه تعرض إلى نفحة من الله ففي فعله لا يأخذ غير ما أمر الله, رضوا بذلك الناس أم لم يرضوا , ففي النفحة يقين من الله لا يشوبه شك فهناك فرق بين من يقلب الأمور بعقله هذه شك هذا ممكن هذا محتمل وبين من يعقل الأمور بقلبه, لذا الحكمة محلها الروح فمن تقلب الأمور بعقله العقل لا يدرك الكلي فهل شاهد أحدا من الذين يتحدثون عن الكليات قال لك الكلي بالخارج وقال كلية الإنسان لها وجود في الخارج لكنهم يقولون في العقل كونهم إلى الأن لم يصلوا إلى انه العقل ليس في الرأس بل ما في الرأس المخ (السيم كارت) الشبكة العقلية بالخارج فهل هذا يعقل بقلبه إن الشبكة بالخارج العارف يعقل إن العقل شبكة خارجية وفي الرأس سيم كارت فلو رفعنا السيم كارت لا نتصل بالشبكة فالعقل لا يدرك إلا الجزئي العياني والجزئي البياني أي ممكن يدرك خواصك الاتفاقية أما القلب يدرك الكلي مثل الكلي الإنساني الكلي الحماري وهكذا باقي الكليات فهو يرى الكليات في الخارج وليس في الذهن 0
وتواضعت الجبابرة لهيبته
ومن هنا نود أن نذكركم فيما ذكرناه في شرح دعاء الصباح إن الهيبة توصل إلى العلم والمخافة توصل إلى المعرفة (من ذا يعرف قدرك فلا يخافك ومن ذا يعلم ما أنت لا يهابك)(1) فمعرفة القدر أين والعلم بالقدر أين ولنأخذ مثال احدهم مرة من قرب مركز الشرطة وليس له قضية تجعله خائف منهم بل هو في هيبة من السلطان لكونه ليس عنده جناية ,فالعالم بنظم السلطان وصرامتها يكون عنده هيبة منه والعارف يعرف نفسه كونه مجرم في دولت الله حتى لو كان فعله من اللمم, فالمجرم بالجريمة السياسية ضد سلطان البلد الذي يعيش فيه يخاف منه بمجرد المرور بأحد دوائره المسؤولة فلو قُبض عليه فسوف يُسائل أنت معنا أم علينا ولو كان عليهم ماذا يقول أرجعوني لعلي أعمل صالحا وشتان ما بين هنا وهناك بمن خالف السلطان الإلهي هناك لا يرجع إلى الإصلاح حينما يدخل دوائره الحسابية وهنا في عالم الدنيا ممكن وهي أيضا من لطف الله 0
وعنت الوجوه لخشيته
الإنسان الذي عنده خشية ترى النور في وجهه لأننا قلنا سابقا الخشية مفتاح العلم ومفتاح الفهم ومفتاح البصيرة فأول ما يخشى الإنسان يظهر نور الله على وجهه إنما يخشى الله من عباده ,فمن العباد الذين يخشون الله هم العلماء ,والعلم ليس بهذا اللباس الرسمي الحوزوي فقط بل كل علم في الكون بالأصول بالفروع يكون الإنسان به يسمى عالم ومن قواعد العلم مثال على ذلك حديث أهل البيت كل من عقل ولايتنا فهو عالم وهذا نوع من أنواع العلم فالفلاح في بستانه الذي عقل ولاية أهل البيت (عليهم الصلات والسلام)هل نقل له أنت غير عالم قطعا لا فلربما فلاح قد أفنا عمره في بستانه وهو اعلم العلماء في يوم القيامة لأنه عندما يجلس في دار الضيافة في الريف (المضيف) لا يترك احد إلا وحثه وعلمه على الصلاة ويوجه الناس البسطاء هناك نحو مرضات الله بقدره العلمي البسيط , ولنأخذ مسألة وهي إن الشيطان حكيم بالشر ,عندما يأتي يوسوس للفلاح وهو في بستانه فانه لا يأتيه بشك أو شبهة عقائدية بل يأتيه من جانب العمل العبادات أو المعاملات يشككه فيهما يوسوس له فيهما لأنه قد لا يعرف أن يتوضأ أو لا يعرف الكثير عن الرسالة العملية فيغويه الشيطان بالعمل لكن فليأتي الشيطان إلى الفلاح ويوسوس له بالعقيدة ويقول له علي ليس ولي الله في تلك اللحظة لو كان الشيطاني عياني وبجنبه لقطعه بالمجرفة (المسحاة) التي بيده , لكن الشيطان حينما يأتي ويوسوس لطلبة العلوم الحوزوية مثلا أين يأتي ويوسوس له بالعقيدة كونهم في فهم وهضم للرسالة العملية وهم محرزين لتكاليفهم الإلزامية فالشيطان لا يأتي لهم بالعمل بل بالعقيدة فيطرح لهم شبهة مع العلم كل هذه رحمة كون من دخلت عليه الشبهة العقائدية سيكتب ويبحث بالعقيدة ومن دخلت عليه الشبه العملية سيبحث في حل لمسألتها الشرعية ويدبر أمره في السؤال عن مشاكله الشرعية وفي هاتين الحالتين ممكن أن يستفاد من هذه الابتلاءات كل إنسان لو حاصر الشيطان لو قارع الشيطان وهذين الأمرين لو لم يقارع ويحاصر الشيطان سيكون العبد في خسران مبين لو انتصر عليه الشيطان بهما حيث الشيطان يعرف ماذا يصنع كما قلنا سابقا فهو حكيم بالشر فالشيطان لا يأتي للطبيب بوسوسة الهندسة ولا العكس ولا يأتي لسائق التاكسي بالمشاكل الطبية ولا العكس كل فرد وصاحب تخصص يوسوس له بتخصصه وبقدره فالشيطان يبعثر الرزق ويبعثر الخلق يُكثر الوساوس على العبد لكي يجعله في شرود وكثرة ذهنية مانعة عن الاستقرار والقرب لله 0
وانقاد كل عظيم لعظمته
لماذا ختم لي هنا بالانقياد وهنا الإمام السجاد يحل لنا هذا الموضوع في دعاء أخر حيث يقول (وجعل لنا الفضيلة بالملكة على جميع الخلق، فكل خليقته منقادة لنا بقدرته، وصائرة إلى طاعتنا بعزته.)(1) فلو كان عندك ملكة الخالق فماذا ينقاد لك كل مخلوق لكن لو أنت ما زلت مع المخلوق ولم تصل إلى الخالق فأنت مع المخلوقين المنقادين لصاحب الملكة ففي الزيارة الجامعة من تعدى عليهم مارق تكون صفر لا يوجد احد غيرهم ومن تخلف عنهم زاهق أصبح تحت الصفر ومن تبعهم لاحق وهو المطلوب 0
وألان نعرج إلى هذه العبائر اللطيفة فيقول المعصوم بعد هذه الإقرارات ومشاهدتهن في الكون وقام الإمام بنقلها وليس بطريقة الوصف بل نقل فمن لديه الحكمة يرى بالروح لا يقلب بالعقل ولا يعقل بالقلب وإنما هو ولي الله أمر الله قد وصل إلى يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي فمن وصل إلى هذه النقطة يكون ولي أمر الله ياصاحب الأمر ياصاحب الزمان فإذا لم يكن عنده تصفير للزمان والمكان كيف تكون له الصحبة معهم , ثم يقول الإمام بعد هذا الوصف الإلهي يقول
لك الحمد
أي لك العدل قلنا كل كلمة حمد في القرآن تعبر عن العدل الإلهي واذهب وأبحث في القرآن وارفع كل سبحان الله وضع مكانها التوحيد بعدها ستفهم الكثير من الأمور وتنطلق بالقران وكل كلمة الحمد لله في القران ضع مكانها العدل لله ستفهم ماذا يريد الله منك
فلك الحمد متواترا متسقا
يطلب المعصوم منك أن تكون متواتر مع العدل المتواتر كون عدل الله متواتر ليس فيه انقطاع ولا شبهة ولا مرسل ولا ولا ولا الخ لأنه العدل الإلهي حقيقة متواترة 0
ومتواليا مستوسقى
التوالي والموالاة عندك في الوضوء شيء يتلوا شيء فالعدل الإلهي شيء يتلو شيء فالعدل الإلهي بالترتيل شيء يتلو شيء الله جل وعلى ولا يأتي بالطائرة قبل 1400سنة , فمثلا قبل 400سنة وأسأل شيء له أربعة أرجل ويجوب الأرض كلها باللحظة يتبادر إلى ذهن المتلقي الحديث عن البعير لكن الحقيقة إنها حاسبة وفيها انترنيت هل يتبادر ذهنهُ إلى هذا الشيء لكن لو فرضنا يتوجه السؤال إلى احدنا الأن بالمباشر يتبادر إلى ذهننا إلى الذي يجوب الأرض هو الانترنت كون الانترنت على كرسي فيه أربعة أقدام أذن الله يرتل عدله ترتيل توالي فكل معنى له زمانه ومكانه بعلم بفهم ببصيرة وهكذا 0
وصلواته على رسوله أبداً وسلامه دائما سرمدا
لماذا أبداً على محمد لأنه يقول هو العدل الإلهي ما دام العدل متواتر فحلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة إذن قضية الأمر الذي فيه تستفتيان فهذا العدل الإلهي ومظهر العدل الإلهي هو محمد وال محمد الحقيقة الأبدية التي لا تبديل فيها ولا تحويل كما إن العدل الإلهي لا تبديل وفيه ولا تحويل 0
كما جئنا بالبيان نزولا من فوق إلى ما دونه نأتيه الأن صعوداً
اللهم
نتحدث عن ميم اللهم واعتذر من أهل اللغة كوني أتحدث عن الحقيقة الكونية كونيا هذه الميم هي ميم المعقودية كل شيء معقود بهذه الميم الله خارج الكون فعندما تقول هذه الميم يعقد بها كل شيء يتوكل ويتوجه بها كل شيء وأحسن ميم عقد بها كل شيء هي ميم محمد (صلوات الله عليه وأله)
اللهم أجعل أول يومي هذا صلاح
هذه أول سمة لو كنت تريد أن تصبح عادل فلو كنت تريد أن تمشي عادل وتصبح مع محمد وال محمد (صلوات الله عليه وأله) الذي هو مظهر التوحيد مظهر العدل وتصبح أنت متفق مع الباطن الذي هو التوحيد والعدل إجعل أول يومك صلاح أي تمشي على قوانين محمد وال محمد (صلوات الله عليهم أجمعين)حينما يقولون في كذا ساعة صلي تصلي فلا تؤخر الفريضة إلى ما بعد ساعة من دون عذر مشروع ففي التأخير ساعة يكون التوحيد مرسل غير متواتر وفي التأخير أكثر يكون التوحيد خبر أحاد فيكون العدل الإلهي خبر أحاد وبعد ذلك نبحث في كونهم ثقات أو ليس بثقات وفي أخر المطاف الصلاة قضاء لنقل الرواية عن أبو هريرة أي العدل الذي تعتمده جاء عن طريق أبو هريرة هكذا القضية فلو كنت تؤمن إن العدل متواتر وهو بجانبك العدل كالذي يقف بجنبك والله عادل لا يفوته الفوت وأنت تبحث عن العدل ويفوتك الفوت فلو انتهت المُدةُ قبل التأهب والعدة ماذا تفعل ولنفرض أنت لم تصلي صلاة الصبح في وقتها وأنت قد كتب لك أن تموت بعد صلاة الفجر فهل تموت عادل أم جائر ؟ من صلاها في وقتها هو العادل وإلا فهو جائر, فأجعل في حساباتك انك تموت الفجر فالذي يفعل ذلك ستكون الصلاة التي يصليها مع هكذا حسابات وفق مطلب الحق سبحانه سيقول عنه الله هذا أعدل عبادي لأنه قال لا أمان من الموت والموت قد قرب والحديث يقول (وكفى بالموت واعظا)(1) اترك كل القيم التي في بالك وقل في نفسك أخاف أن تأتي المنية بعد ساعة فكل من يفعل ذلك يصلي الفريضة في وقتها وفضلها كي اذهب مصلي ولكن بأي وجه تقابل عزرائيل وأنت لم تصلي صلاة الصبح في وقتها وهو سيقبض نفسك بعد ساعة من وقت الصلاة فهل سيلاقيك ملك الموت مستبشر ممكن ذلك ولكن في الحقيقة يلقاك بلقاء ترتعد منه السموات والأرض لأنك بأي وجه تلاقي الله يلاقيك به الله فالإنسان لو يبدءا بداية صحيحة وهي صلاحا فسيكون 0
أوسطه فلاحا ونحن قلنا الفلاح ليس بشيء نظري لان القرآن يقول قد أفلح من زكها وقِبالها وقد خاب من دساها , الإنسان منا إما في فلاح أو فشل فالصلاح منظومة باطنية إن صلح الباطن كان الفلاح منظومة خارجية فالصلاح دين يدان به والفلاح تنظيم خارجي وسياسة خارجية للدين ألا أن حزب الله هم المفلحون
وآخره نجاحا وكم هو سعيد ذلك الإنسان الذي يُسجل له ذلك اليوم وهو ناجح فيه بدولة الله وأنقل لكم تجربة حدثت معي فقد عشت حال لمدة سنتين مع كتاب للإمام علي u وأسمه ألف كلمة مختارة لأمير المؤمنين فلمدة سنتين كنت أطبق كل كلمة على نفسي وكنت أصارع الألم والحسرات لسنتين أجد كلمات علي u تذمني من هنا وهناك سنتين أريد أن أكون أنا ألف كلمة مختارة لأمير المؤمنين وليس كتاب بين يدي سنتين بعدها وجدة أمير المؤمنين يمدحني في كل كلمة مطبقة من هذه الكلمات لأني لمدة سنتين كلما أقرأه أجده يذمني وبقيت أقراع نفسي طيلة المدة المذكورة فقلت في نفسي لابد أن أطبق هذه القوانين وأفلح وكلما طبقت وأقرءا إحدى الكلمات أجدهُ يقول من يأخذ الغيبة هو من غير أهل العدل وأرجع إلى نفسي وأبكي وأبقى الليل كله في تهجد ودعاء وأقول لم أنجح إلى أن جاء ذلك اليوم بعد السنتين ووصلت إلى حال إنه هذه الإلف كلمة ولا بها كلمة ذم تذمني ولله الحمد واعلم إن هذا الأمر ليس بالهين كوني بقيت سنتين للتصحيح فلو كان يومي قد بدأتهُ بصلاح وأوسطه فلاح وأخره نجاح فهل احتاج إلى أن أعرض نفسي على الروايات قطعا لأننا نحن فينا خلل نعتبر أنفسنا رواية نعرض أنفسنا على الإمام الصادق u ننظر هذه الرواية صحيح وأنت يوميا أجعل من نفسك رواية عن الإمام الصادقu أنت صحيح السند في السلوك للإمام وقل في نفسك أنا الرواية (وأختر ما يناسب خُلقك من ذم أو مدح) ولنخذ مثال (من عق والديه قصر الله عمره)(1) ففي هذه الحال أعرض نفسك على الإمام الصادق u فإذا كنت عاقا لوالديك تكون مرفوض كرواية واقعية لست وارد عن الإمام الصادقu والعكس صحيح كذلك ففعل كل ويوم بأن تختار رواية وتعرض نفسك على الإمام الصادق u أو تأخذ يوميا أية من القران الكريم وتعرض نفسك عليها وليكن الاختيار لا على التعيين ستجد إن هذه الآية تخبرك بحال إما موافق لها وبها ونعمة وإلا فعدم الموافقة للآية يعني المراجعة للنفس وما أسرفت وقصرت 0
منهج لطيف للعبد الظاعن إلى ربه
ولنذكر على عجالة لكم منهج لطيف وفيه كل الخير أفتح القران يوميا وضع أصبعك على أية آية منه وانظر هل الآية تلعنك نتيجة اشتراكك بالخواص مع الأفراد الملعونين فعيك بتغيير مورد اللعن في سلوكك كي لا تُشمل باللعن وإذا اخترت أية ووجدت إن أهلها من الممدوحين وكنت أنت تشترك معهم بالخواص اشكر الله وحافظ على ما أنت عليه بل زد عليه ولنأخذ مثال على ذلك فلو قرأت آية تقول وبشر الصابرين وتجد في نفسك أعجز العاجزين صلاة الفجر لا تستيقظ لأدائها فتقول الآية أنت ليس من الصابرين على العبادة في الله فتكون ملعون لذا تكون أنت ليس آية من آيات الله بل من آيات الشيطان ,حيث الشيطان يعتبر إن الصلاة في وقتها عبث بالنسبة له لأنه مشترك معك بالنصف خصوصا لو لم تكن مخمس فلا يرضيه تركك العمل معه في منظمته والذهاب للعمل مع غيره أي مع الله فتكون أخللت بالتعاقد معه , لذا وجب مراجعة النفس وعرضها على القرآن إلى حين أن تجد نفسك أنت القرآن الواقعي بلا مذمة عليك من أية آية من آيات القرآن الكريم ولو أطلعنا على بواطن العباد تجد أنهم ليسوا من القرآن في شيء بل تتقيأ حينما تطلع على بواطنهم بل هم حتى ليسوا بحرف من أحرف القران .
فأول اليوم صلاح وان أول شيئ مأمور به في يومك هو صلاة الصبح لذا ففريضة الصبح هي الصلاح أما الفلاح في وسط يومك هو صلاة الظهرين وأما أخره نجاحا هو الفريضة الأخيرة في يومك صلاة العشائين فهذا النجاح الواقعي والذي يؤدي فيه الإنسان كل ما عليه من واجب ويلتمس ما له من رزق وعطاء وكرامات 00
وأعوذ بك من يوم أوله فزع
وأنت ترى الإنسان الكاذب الذي يضحك على الناس (يستغلهم ماديا) منذو الوهلة الأولى للصباح يستيقظ مفزوع من فضيحته من احتمال قدوم الناس عليه لاسترداد حقوقهم منه فتجده مفزوع من جرى أعماله تجاه الناس ,وفي وقت الظهيرة حينما يأتون إليه الناس يطالبون بحقوقهم يكون في جزع يبحث عن مكان يختفي فيه, وأنت تسمع عن الثلاثة الذي هم ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ليس هناك أرض في قريش أو المدينة تؤويهم وقول الله بما رحبت دليل على وسع الأرض واقعا لكن لماذا ضاقت عليهم لأنهم خالفوا قوانين محمد(صلوات الله عليه وأله) ونحن حينما نخالف قوانين محمد نقع تحت طائلة هذه الفقرة من الدعاء ونحن نقرأ في دعاء الإمام الحجة (عج) كيف ضاقت الأرض ومنعت السماء فهذا الضيق وهذا المنع من أعمال العباد من سفك وهتك وكل ما هو مخالف للحق وقوانين الحق ونحن رأينا كيف إن أعمال الطواغيت كيف تؤدي بهم الى هذا الضيق والفزع والجزع والوجع ومن خير الأمثلة القريبة هو الطاغية صدام وكيف جرته أعماله الى أن ضاقت عليه الأرض بما رحبت ختمها في حفرة كالجرذان وهذا حال من يخالف قوانين محمد وال محمد(صلوات الله عليهم أجمعين) تضيق به الأرض بما رحبت وكذلك ننوه إلى انه كل ضيق (الضوجه) في الصدر اثر لمؤثر هو مخالفة قوانين الله والآية تقول ضاقت بهم الأرض , والأرض هي بدنك يضغط عليك من جراء سوء الفعل , ولننظر في المقابل كيف يخاطب الله المتقين بقوله {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } (1) ولا انشراح للصدر إلا بتطبيق الإسلام لأنه هناك مادة ثانية في القرآن من منهج الاستقراء يقول لي {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }(2) والله يقول هناك أناس أنا شرحت صدرهم للإسلام فالانشراح هو الدخول في الإسلام والتدين بدين الإسلام والتقنن بقوانين الإسلام وللموعظة نذكر لك حادثة حدثت معي كنت ماراً في احد الأيام على محطة توزيع الغاز السائل في أيام أزمة هذه المادة المهمة للمواطن وكنت أنظر حيث كان الواقف على توزيع الغاز رجل معمم (حوزوي) ومع كل الإجلال للحوزويين من السادة والمشايخ من أهل التقوى والصلاح والإصلاح وبعد ذلك جاء رجل معمم أخر وتقدم على الناس كلها من دون الالتزام بالنظام واخذ ما يريد من اسطوانات الغاز وذهب والذي قد رأيته في هذا المعمم المُستلم والله يشهد على ما أقول حيث رايته لا يمشي على الأرض بل يمشي على رقاب الناس ويردد أنا الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس وكنت انظر في صدور الذي هم موجودين في الطابور الكل يقول في صدره لعنة الله عليك (والمقصود المعمم الذي اخل بنظام التوزيع ) ومن الذي جعل هذا المعمم وغيره يغير الدين قطعا الشيطان هو الذي وسوس له ومن خلال هذا الحدث كأن الشيطان يريد أن يقول للناس هذا دينكم لا يحترم النظام والأسبقية, بالتالي كل من لم يحترم القانون والنظام كان من أتباع الشيطان والكل سواسية المعمم والطبيب والعامل حيث إن الشيطان لو ركب احدهم يجعلهُ من شياطين الجن والإنس مع إجلالي واحترامي لكل معمم عمامته الأخلاق أما الذي ليس عمامته الأخلاق يبقى هو يحمل قطعة قماش ممكن لأي احد لبسها وهو في هذه الحالة لا يقدم ولا يؤخر إلا ما فيه الضرر للبلاد والعباد 0
وأوسطه جزع
فإذا كان قد بدء يومه بفزع تمضي ساعات يومه مملة وبروتين قاتل وغبن بأن يتساوى يوماه وتكرار أحواله السيئة هنا يكون الجزع والاكتئاب والذي يذهب بحلم صاحبه الى التمني والتضني والحقد والحسد فيوقعه بشباك الشيطان .
وأخره وجع
هذا الذي يطلبونهُ الناس عصراً بسبب مديونيتهِ لهم ماذا يصنع في نهاية النهار قد يقع عليه ما لا يحتسبه ويكون عليه وجعة من غرامات وغيرها من عقوبات نتيجة الضحك على ذقون الناس فيقع في البلاء وهو بشيء من الخوف لتأديب القوى الباطنية العقلية والجوع لتأديب القوى الظاهرية البدنية أو الجزاء وهو نقص من الأموال والأنفس والثمرات والله ينقص الأرض من أطرافها وطرف الشيء ملكه وفعله فالسيئات تأكل الحسنات
فعدم أداء فريضة الصبح هو ما يجعل أول اليوم فزع وعدم أداء فريضة الظهرين يجعل أوسط اليوم جزع وعدم أداء فريضة العشائين يجعل أخر اليوم وجع
العدل الإلهي وتطبيقه العملي
وهنا فقرة مهمة وقبل قليل عرفنا كيف تصبح ادمي في يومك حيث اليوم هو قدحت الزمن وهو مفتاح دوران المحرك للسير في ركب الحياة فلو ابتداء يومه بالرحمة كان اليوم رحمة ولو ابتداءه بالنقمة كان اليوم نقمة فالإمام يريد أن يقول لو أردت أن تدخل في الوحدة الزمنية ضحي باليوم لله 0
أما العدل الإلهي وتطبيقه العملي ما بينك وبين الله ورسوله ووليه
ونحن الآن قد وصلنا إلى هذه الرتبة بغض النظر نحن عادلين أم غير عادلين نريد كما يقال في الحديث بين الناس نحسبها (حساب عرب)
أولا: العدل ما بينك وبين الخالق
اللهم إني أستغفرك لكل نذر نذرته
وكل وعد وعدته
وكل عهد عاهدته ثم لم أفي به
هذه الجرائم الثلاث بيننا وبين الله وبين رسوله وبين وليه فإذا كانت لديك هذه الذنوب لا تقول اللهم عرفني نفسك ونحن في محل أوقات معرفة النفس فيسألك الله لماذا أعرفك نفسي تقول له حتى أعرف نبيك ويأتي الجواب وإن عرفناك نبينا ما هي الفائدة تقول حتى أعرف وليك ويسأل مرة أخرى وإن عرفناك ولينا ما الفائدة تقول حتى لا أضل عن دينك فإذا كانت هذه الثلاثة موجودة وهي الوفاء بالوعد والعهد والنذر لله, وأضيف معلومة لا تقع النذور غير الشرعية أي التي لا يقصد بها وجه الله حيث لا تقع النذور التي يقصد بها المعصوم دون وجه الله وترى البعض يثقل نفسه بهذه النذور غير الشرعية والتي ليس منها سوى إثقال الكاهل لذا الشارع المقدس منع تأسيس النذور لغير الله لأنه يعلم كون الكثير يقوم بالنذر على أي شيء وباسم أين كان فيكون مؤداها الثقل على الكاهل فضلا عن مردوده النفسي السيئ من قول لَم أوفي للإمام أو للسيد الفلاني وغيرها 0
وكل نذر شرعي عدم الإيفاء به يكون هناك أول معطى خارجي تصاب به يقل الرزق والعمل يُعطل ولا تقل لماذا توجد بطالة بل قل ماذا صنعت من خلل في دستور الله وسلط الله علي فلان وفلان علما إن علاج المشكلات الشرعية يفك الأزمات وليس التوسل بفلان وفلان لجلب الأرزاق فلو كانت صلاتي تنهى عن الفحشاء والمنكر وتأمر بالمعروف في الواقع الخارجي لا يأتيني صاحب المنكر ويتحكم بي بل يأتي صاحب المعروف ويعطيني حقوقي لو كنت أمر بالمعروف والنتيجة هي بما كنتم تعملون 0
وأما الوعد نسجل فيه ملاحظة إن تتذكر انك في مقام ما بين يدي صادق الوعد وأنت وعيد فلو تذكرت هذه الفقرة في فكرك توفي بوعدك وكيف إن الرسول الأعظم محمد (صلوات الله عليه وأله) تواعد مع احدهم فبقي واقف في الشمس ينتظره ولا يقبل الجلوس أو الوقوف في الظل حينما طلب منه البعض فقال له أنا قلت له انتظرك هنا وسأبقى على الوعد وكذلك عيسى حدث معه نفس الحدث وقال لهم قلت انتظر هنا وسأنتظر هنا وكذلك في القرآن إن الصلاة كتاب موقوت لها موعد محدد في تمام موعد صلاة الظهر وقت الفضيلة أنت متواعد مع رب العالمين في بعض الأحيان وأنا أتحدث على الانترنيت مع بعض الإخوة ويحين موعد الصلاة أقول لهم أقول للذي أتحدث معه على الماسنجر ياحبيبي أنا وجدت أحد أخر أحسن منك كي أذهب وأتحدث معه فيقول الشخص الذي أتحدث معه سبحان الله من هذا فأقول له حان الأن أذان الظهر ولقاء الله والحديث معه أليس أفضل, فيقول مما لا يقبل الشك في ذلك خير لقاء لقاء الله وأداء فروضه لذا المواعدة الحقيقة لمؤمن منا هي الاختبار في مواعيد الصلاة فكل شيعي نختبره بها ونعرف من خلالها كم هو يحترم المواعيد والتي أجلها مواعيد الله جل جلاله فلو كان لم موعد مع الإمام جعفر الصادقu في الساعة الثانية عشر وتلاقي الإمام في هذا الوقت ماذا نقول عنه إنه صاحب وفاء أم لم يوفي في مواعيده والوفي في مواعيده من تتوفاه الرسول{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }(1) فلو كان ليس عنده وفاء تشمله الآية الأخرى{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }(2) بل يقبض عليه بالجرم المشهود حيث تأتي الملائكة لكي تلقي القبض على كل مجرم بعد الفوات قد أخللت قبلها بشرعة الله ومن هذه الجرائم عدم الوفاء بالوعود وأهمها موعد الصلاة والذين هُم صادقي الوعد حين ألوفات تتوفاهم الملائكة وتأتي إليهم بشربة ماء وتقول لهم هذه هدية من محمد وال محمد(صلوات الله عليهم أجمعين) يشرب الماء ويموت هنيء كالتي شربها علي الأكبر وهذا هو حال الخيرين الذين عاشوا في حياة ملأها المحبة والتسامح ينتقل إلى ذلك العالم بشرت ماء من النبي وننبه انه ماذا قال علي الأكبر حينما شرب الماء من يد جده قال بالكأس الأوفاء فلم يقل قد أماتني رسول الله بل قال له قد شربني من كأسه الأوفاء أي وافني كوني متواعد معه وجئت إلى المعركة وكذلك النبي وفاء بوعده جاء إلى المعركة وشربني من كأسه لكن ما حال ذلك الذي يواعد الذين يطلبونه يوميا ولا يوفي لهم بالوعد فحين الموت تمسكه الملائكة الغلاظ وبشكل مفاجأ في السوق فهل هذه ميتة خير؟ قطعا لا ,وتعتصره سكرات الموت إلى أن تُنزع الروح فليت شعري بكم غصة مرة وبكم شدة ,نستجير بالله من هكذا ميتة سوء, وعكس ذلك عيسى u يرفع من بين الناس إلى ربه بكل رحمة وهو من المرسلين ورفعناه مكانا عليا ولا يوجد مانع أن تكون في مقام عيسى فالرسول الأكرم محمد يقول إذا اشتقتم إلى عيسى أنظروا إلى أبي ذر حتى انه جبرائيل نزل على النبي محمد (صلوات الله عليه وأله) وكان أبو ذر جالس في مجلس رسول الله فقال جبرائيل يامحمد من هذا الرجل ويقصد أبو ذر فقال له النبي إنه أبو ذر فقال جبرائيل انه معروف عندنا في السماء أكثر من أهل الأرض وبالفعل من الذي يعرف في الأرض أبا ذر جاء وحده وعاش وحده ومات وحده وأهل السماء يقولون ماذا سيصنع بأبي ذر من قبل أهل الأرض ومن هذا الحادثة نعرف أن الخير كل الخير أن يكون الإنسان معروف عند أهل السماء وان لم يكن معروف عند أهل الأرض ولا يعرفك أهل السماء إلا بإتباع ما نزل من السماء وتطبيقه في موارده من الأحكام الإلزامية 0
والعهد: يقول الله Y ألم أعهد أليكم يابني أدم إلا تعبدوا إلا الله, فالعهد عهد العبادة وليس الولاية لكن الولاية خصصت بالعهد لأنها أشرف رتبة بالعبادة والنبوة الخاتمة هي أشرف رتبة بالعبادة (عبدا ورسولا) فلو رفعنا عبداً هل يصبح رسول محال إذن الرسالة والنبوة هي رتب من رتب العبودية فبما انه العهد عهد العبودية وأشرف مقام هو الجامعة فنقول هذا أوفى بالعهد من هو ذاك الذي بالجامعة وهي رتبة عليا أم نقول الذي بالابتدائية هو صاحب الرتبة العالية قطعا لا ونحن نتحدث عن العهد الكوني أما هذه العهود من العقود والإيقاعات كلها عهود لكنها صغرى والعهد بالعبودية كبرى تندرج تحته كل ما ذكرنا من صغريات 0
فالذي بينك وبين الله أن لا تعبد إلا إيها أن تحضر في الموعد نفسه كوعد الصوم في يومه ووقته وكوعد الخمس في يومه ووعد الصلاة التي هي كتاب موقوت
الصلاة قنبلة موقوتة
ولنتوقف قليلا مع كلمة كتاب موقوت فالموقوتة هي الصلاة وهي كالقنبلة الموقوتة التي لو انفجرت في وقتها حققت الغاية ولكن لو كنت أنت قد وضعت القنبلة والجلاوزة والشياطين قد ذهبت وهي المخصصة في هذا الوقت لهم لا يوجد فائدة منها لأنها لم تُفجر في الوقت المطلوب بل ستكون وبال على الناس وعلى البشرية كون الصلاة في وقتها تكون ذات قانون تملا الأرض العفاف والمعروف وفي غير وقتها فضلا عن تركها تملا الأرض الفحشاء والمنكر فلو صليتها في الساعة الثانية ظهر حتى خارج وقت الفضيلة أسقطة الواجب ولكن هل قتلت الشياطين الذين يعلمون وقت الصلاة في وقت الفضيلة وجاءُ في وقتها فتفجرها عليهم بل العكس ستفجرها على الذي هم يجلسون بجنبك في الساعة الثانية ظهرا وسيعم ما لا يحمد عقباه بسبب تأخيرك لأداء الصلاة في وقت الفضيلة 0
ثانيا :وبعد أن أخذنا الأمور الثلاثة التي بينك وبين رسول الله وولي الله نأخذ الأن الأمور التي بينك وبين العباد ومضمون الأمور لكل ما فصلنا وسنفصل هو لجعل وجود خطين خط عمودي هو العلاقة بينك وبين الرسول والولي وخط بينك وبين العباد وهو الخط الأفقي لتكون المحصلة الاتصال بالله فإن لم يكن عندك الخطين العمودي في الله ورسوله ووليه والأفقي في العباد ستمشي منكبي على الأرض لكن لو وجد الخطين ستمشي في محصلة ترى فيها الأفق المبين0
ونأتي الأن إلى العبد فيما بينه وبين المخلوقات فلو كُنتَ تريد أن تدخل في عدل الله وتُتم تصفية كل الأمور بينك وبين الله وبينك وبين رسول الله فهنا التوحد قد تم صفائه وهو الخط العمودي الخط القضائي ونأتي الأن للخط الأفقي وهو العدل ما بينك وبين خلق الله الخط الإجرائي 0
وأسألك في مظالم عبادك عندي
السؤال والمسالة فلنوضح ما المقصود من السؤال أي سؤال الله Y هل تتذكرون الشهود الأول فإن لم تتذكروا نذكركم بهذا القول, نحن في الشهود الأول شاهدنا أنفسنا وأي نفس هي النفس الواحدة وعندها شاهدنا أنفسنا ماذا شاهدنا بها شاهدنا النفس الواحدة وشاهدنا بها أسماء الله كلها ما خلا الإلوهية وكل الأسماء ما دام ليس فيها الإلوهية فهي عبد فرأينا النفس محض العبودية لم نجد الإلوهية لم نجد الرب لذلك الله لم يقول شاهدتم الربوبية لكن الله سأل ماذا سأل قال الستُ بربكم, أي أنا المربي لكم أم لا فماذا قلنا, قلنا بلا إذن الأن عندما نريد أن نسال كيف نسال الله؟ نسأل الله بما سأل الله بالربوبية ,فيكون الجواب بالعبودية ,فلو كنت عبداً تكون قريب فليستجيبوا, وبالمقابل للذين لم يستجيبوا يقول لهم الله ,أما أنت لست بعبدي فسأعطيك بمنة أعطيك بتفضل, فالله منان ومتفضل على العاصي يأكل برزقه ويشرب من مشرب وينام في فندق الله (الأرض بما رحبت) ومع ذاك فالأعم الأغلب يعبُد غير الله, فالسؤال نفسه ذاك الذي سؤلنا به هناك مطالبين فيه هنا, لذاك أذا سألك عبادي عني هي نفس المسألة التي سؤلنا بها ,ومنها في المنهج الاستقرائي يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي, فلو سأل العباد ماذا تقول لهم إني قريب أجيب دعوت الداعي إذا دعاني, وإلا لو لم يكن هناك إجابة لله تكون قطع من خلال ذنوب تهتك العصم ,خارطتك أنت قد مزقها العبد فيكون حقك النقم وهزيل النعم ,ولكن إذا دعاني تكون فليستجيبوا ,أجيبوا بنفس الجواب بلا وفي احد الأيام سألني احدهم ما المقصود من كلمة بلا في القران التي أجابوا بها العباد لله ,فقلت له إنها أقصر كلمة في القرآن وأطول معنى , حيث إلى الأن لم نتمم تفسير معناها في الواقع الخارجي لذلك ليس هناك إلا القليل ممن أكمل بلا واقعاً بل ستأتي هناك أناس من بعدنا تكملها إلى ظهور الإمام الحجة (عج) حين ذاك نرى بلا بعيوننا ونسال الله أن تروا بلا في حياتكم, إذن كلمة بلا هي الجواب فليستجيبوا لي فليقولوا بلا أنت ربي أنت المربي لكن لو كنت أنا غير متربي بتربية ربي كيف أجيب 0
وأول ما أسألُ الله في مظالم عبادهُ عندي وليس عباد الشيطان كون عباد الشيطان ممكن ظلمهم بما يرونه من ظلم ونراه من حق ,العبارة تقول ليس لك على عبادي من سلطان وأما الذي يعبد الشيطان ما له من مظلمة عند الله فلننتبه لذلك 0
فأيُما عبدٍ من عبدك أو أمةٍ من إمائك كانت له مظلمة ظلمتها إياه في نفسه أو في عرضه أو في ماله أو في أهله وولده
أي المطلوب حرمة المؤمن وحرمة المسلم ثلاث تحترم ماله وعرضه ونفسه ,وهذا هو عين العدل الإلهي وليس التصور البعيد للعدل فهو عين التعامل مع الآخرين فلو صارت هناك حرمات وعِرفان للحرمات فيما بيننا لاستحضار كون الله فوق الشيء وتحت الشيء ومع كل شيء0
وقول المعصوم أو في أهله وولده تتبع عرضه
أو غيبةٌ اغتبتهُ بها
من الأمراض الشائعة والتي باتت تسري مسرى سلوك المجتمع اليومي وتجري مجرى دم في العباد هي الغيبة
والغيبة تتأتى بأمرين:
الأول : المرض الإنسان يكون مريض بهذا المرض الخطير وهذا المرض أيضا على نوعين:
الأول : الإدواري بمعنى مرض طارئ غير مزمن يمر بالإنسان حين من يومه يفسد أعماله بهذا المرض .
الثاني : الاطباقي بمعنى المزمن وهذا خطير لأنه يعدي وكما ورد بهذا المعنى إن سوء الخلق يعدي(1) ثم انه يولد أمراضا نفسية أخرى في المريض نفسه وفي الجليس معه وأيضا المغتاب يكون في مقام الذي يوسوس في صدور الناس لأنه عندما يتكلم بكلام الغيبة تكون هذه الكلمات سموم تلقى في صدور المستمع والجليس وهذه الكلمات عندما تدخل صدر الإنسان تأخذ حيزا فكريا وشغلا ذهنيا منه باحثا عن أسباب ما قاله المغتاب ( أ ) عن (ج) ويأخذ (ب) يقلب كل الأثار والمؤثرات في الكلام الذي قاله (أ) عن (ج) , واعلم إن الغيبة صُنفت قرآنيا بمعنى وفق استقراء القران لها أبعاد بينها القرآن بأحسن بيان : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}(2)
وهذه الأبعاد هي كالأتي :
البعد الأول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم(1) الغيبة من الظن الاثمي حيث أن الظن يقسم الى قسمين الظن العلمي وهذا ما يسير عليه العلماء في فهم الواقع بهذا الظن العلمي يامن قرب من خطرات الظنون فخطرات الظن الحسن هي علم يصنع العلماء, والقسم الثاني هو الظن الاثمي وهو كل العقد التي تنفثها النفس الأمارة بالسوء .
البعد الثاني : وَلَا تَجَسَّسُوا(2) أي أن الغيبة من التجسس, والتجسس هو أن تنقل أخبار المؤمنين سرهم وعلانيتهم للشيطان عدوهم فالغيب فهو من التجسس للشيطان في حكومة الرحمن فالمغتاب مخبر سري يفشي أسرار رعايا الحكومة الإلهية الى رعايا الحكومة الشيطانية المتمثلة بالعقد النفاثة والأمارة بالسوء .
البعد الثالث : وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ(3) الغيبة أكل لحم أخيك وجنسك وهذا ما لا يكون في الكائنات الأخرى فكل الكائنات لا تأكل لحم جنسها .والغيبة تلزم التصحيح لأنها هتك حرمات المؤمن الثلاث نفسه وماله وعرضه ولتصحيح الغيبة تأخذ جانب الطريق الشرعية
الثاني :الغيبة تأتي من الغرض وأيضا الغرض له بعدين:
البعد الأول : الغرض لمصلحة المغتاب ويأتي هذا من أمور
الأمر الأول : الشعور بالنقص لذا يأتي بنفس المشاعر التي يشعر بها يلقيها على غيره المقصود حتى يجعل من نفسه هو أحسن منه وأكمل منه وأفضل منه فيلقي بنقصه على الكامل لينقصه
الأمر الثاني : عدم الثقة بالنفس تكون داعية لصناعة الغرض لدفع هذه الصفة المذمومة عنه فتغطيتها إعلاميا فيكون الغيبة إعلاما يشير به الى أن غيره فيه كذا وكذا ويذكر مكاره الأخلاق ومذامها .
البعد الثاني : الغرض لمصلحة غيره فيكون مرتزق يعتاش على انتقاص الناس والتقولات عليهم لتقوية غيره الذي طلب منه هذا الغرض كالمتنفذين وأهل المال والجاه والرياسات والمناصب نرى بطانتهم مصابة بهذا الغرض وهو مُدارات مصالح الغير لان مصالحهم متعلقة بها أو لخوف من سلطان أو سلس الانقياد للشيطان .
أو تحامل عليه بميل
معنى الميل نبسط له بمثال لو أنتم إخوتي المؤمنين أثنين فأترك احد وأميل إلى الأخر من دون وجه حق هل هذا هو العدل فالعدل الإلهي أن أكون أنا بيضة ألقبان فيما بينكم ,والموجود الأن هو من ميل للبطانة مثلا لفلان لأجل مصلحة دنيوية وهناك غيرها من الأمثلة الكثير ,ذلك فقدنا العدل الإلهي, فالميل يخلق الباطل حتى لو أعطيته نوع من الحق ,مثال فلو كنت مسؤول عن عطايا تقوم بتوزيعها وأعطيت احدهم بميلك إليه أكثر من الباقين فإن أول من يتحدث عنك بعد حين نفسه المعطى إليه ,ويقول ليس لديه تقوى (بخت) لأنك طلبت رضاه وأول ما يُسأل عمن أعطاك هذه العطية يقول الذي أعطاني هذه العطية هو فلان وهو ليس لديه وجدان كونه أخذ الحق من فلان وأعطاه لي وفي مثل هذا لا يلوم فاعلها إلا نفسك 0
أو هوى
ما معنى الهوى هنا , نحن لدينا شريعة تؤخذ من الوحي ولدينا هوى يؤخذ منه لشريعة الشيطان وأتباعه والرسول محمد (صلوات الله عليه وأله) ينطق عن الوحي ولا ينطق عن الهوى فأنت أخي المؤمن لا تنطق عن الهوى فلا تأتي بكلام تُشرع به على هواك نحن نقول يجب أن يكون فعلك فعل رسول الله وغير هذا يكون فعلك هوى وتكون ناطق عن الهوى فتقول أنا احرمهما وهذا الأنا أنانيتك فبالتالي يكون هذا الفعل أنت محاسب عليه فيما لو كان الكلام ليس بوحي ومثال على ذلك فالإمام أمير المؤمنين u يقول (إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه لكن أتاه من ربه فأخذه)(1) فلا تأتي وتكذب على الشريعة وللأسف هناك مثل يقول الكذب المصفط (المرتب )أحسن من الصدق المخربط (غير المرتب )كلا وألف كلا فأهل السماء لا يقبلون بهذا الكلام لأنهم فقط يستقبلون الصدق وينبذون كل أشكال الكذب لان أهل السماء فقط لديهم الصدق(مرتب ومنتظم) لان الكون بكل تفاصيله منتظم فلا تتكلم بما هو غير مقبول عند الله ورسوله ووليه 0
أو أنفة أو حمية:
وهاتين الخصلتين من صفات الجاهلية كأن يكون هناك أثنين جالسين أحدهم أسدي والأخر كعبي فمن جملة الحمية لو أصبح ميلي للأسدي (لأني من قبيلة بني أسد) دون إحقاق الحق فيما بينهم فبميلي هذا فعلت عين الحمية وترك قول الحق هو شر خصلة والحق هو أشرف نسب ممكن أن ينتسب به المؤمن فالمقصود في هذا المقطع أن لا تعيش حالة من الجاهلية وهذا العمل هو جور كون حميتي دفعتني لإنصاف من هو من نسبي دون وجه حق لأن الحمية هي نوع من أنواع العنصرية والعنصرية نوع من أنواع التزاحم في العدل الإلهي.
أو رياء (كتب القوم مفصلة في هذا المضمار نترك التفاصيل لمحلها ولا باس بالوقوف على شيئ من البحث فالرياء هو الشرك الخفي لان العبد فيه يعبد الله بالعنوان الظاهر ولكن في الخفاء انه يخفي غير الله مثلا الإنسان يصلي لله بالعنوان الظاهر وهذا عبادة الاسم دون المعنى لان المعنى الخفي هو يصلي لأجل الناس حتى يقولون فلان صلاته كذا أو وضوءه كذا وهكذا تكون هذه الأعمال نعبد الله بها بالاسم دون المعنى فهذا شرك لان المعنى ذهب الى انه اتخذ إلههُ هواه أو غيره من أهل الجاه والمال والرياسات والمناصب .
أو عصبية
العصبية جنون لأن الإنسان عندما يتملكه الغضب والعصبية يفقد صوابه ويكون مجنون فهي نوع من أنواع الجنون كما يصفها أمر المؤمنين فلذلك هدوء النفس عدل الهي أما تحريكها وغضبها وجعجعتها عصبية (جور) لكن الغضب في الله هو العدل الإلهي والرضا في الله هو أيضا من العدل الإلهي والغضب في غير الله هو الجور والرضا في غير الله جور وأهل البت (عليهم السلام) يقولون الرضا رضانا أهل البيت , كونه عين العدل الإلهي .
غائباً كان أو شاهداً وحياً كان أو ميتا فقصرت يدي .
قصر اليد لا يعني التعمد في ترك رد المظالم ففي بعض الأحيان يكون الإنسان ليس بوسعه رد كل المظالم لكن مع ذلك نرجع للحاكم الشرعي لبيان وجه حقيقة الأمر واخذ الأذونات الشرعي وبراءة الذمم .
وضاق وسعي عن ردها إليه والتحلل منه
إن أي فرد منا حينما يتحصل على براءة ذمته من الآخرين فان هذه براءة الذمة سترافقه في كل منازل الآخرة وحتى في الحضور يوم القيامة ومنازل الآخرة وهذه الرواية الجميلة التي تذكر إن احدهم قال لأخيه المؤمن ليس بنية خالصة مبري الذمة وإذا في يوم القيامة الرجل الذي لم يكن صادق في براءة الذمة لأخيه المؤمن يوم القيامة يطالب بحقه مما براه الذمة عليه في عالم الدنيا وان لم يكن قد كان صادق في براءة ذمته له فيبعث على فلان المطلوب لصاحب الدعوى ويؤتى به وان كان من أهل الجنة ويقال له مصيرك النار من لم تقدم الأعذار فيُسأل المدعي هل أبرئة الذمة في الدنيا للمدعى عليه فيقول لا أنا لم ابرءوه الذمة كانت فقط لفظية فيقال للذي بُرء الذمة اللفظية, إذهب للجنة ,وأنت الذي أبرء الذمة فقط لفظا لنا حديث معاك فيأتي السؤال من رب العزة كالأتي 0
أولا :عبدي لماذا لم تُأخر أخذ حقك إلى من لا يضيع عنده الحق فليس لك حق بعد الأن معه 0
ثانياً : تحاسب على جريمة منافق على فعلتك التي تقول فيها ما كان مني من لفظ لم يضمره قلبي فهذا نفاق وتدخل النار بسبب في الدرك الأسفل ولنكن جميعا صادقين في أعطى براءة الذمة للمؤمنين وفي الحث الشديد لأخذها ممن له علينا حق كونها ستوضع في أضبارة العبد حينما يساق في البرزخ والأخر في المُسائلة على ما أسلف في الدنيا علما إن كتاب براءة الذمة في البرزخ والآخرة من ذمم المخلوقين سيكون عبارة عن مخلوق جميل يسير معك في البرزخ والآخرة يدافع عنك ويقول هذا العبد ليس في ذمته شيء يحاسب عليه في كل متعلق 0
الإرادة في حقيقتها المعرفية
الإرادة لا تختلف ولا تتخلف عن الملك كون الله ملكك الإرادة تمليك حيث قال الله خذ هذه الرحمة هذا الصبر لان الله لم يعطي الأسماء ألفاظ لكن لمحدودية هذا العالم اتخذنا الألفاظ جمل للمعاني وكل من العدل والإرادة هي سمات للعدل الإلهي مثال المالك العادل المريد ماذا يريد؟ أن يتصرف بالملك بالعدل 0
فالإمام يقول في المقطع الأتي 0
فأسألك يامن يملك الحاجات وهي مستجيبة لمشيته ومسرعة إلى إرادته
من هو مشية الله ؟ هو الخليفة ومن المستجيب ؟ هُم الخليقة ونحن بدورنا لم نصل ونكون في رتبة المشيئة (الخليفة) فلنكن في المستجيب وهو الخليقة ياجعفر الصادق أنت الخليفة ونحن الخليقة (أحب أن يعرف فخلق) فإن كُنا لم نصل إلى مقام أن يعرف ولم نصل الى مقام أحب بالعمل علماً أنه لم يصل إلى مقام أحب إلا محمد ياحبيبي يامحمد حيث لم يقلها الله لأحد ولم يقل الله لأحد سيد العارفين إلا لعلي أبن أبي طالب u فالاتصال بمحمد وال محمد يضمن أن تكون أنت من المريدين والمتنعمين في ملكهم .
آثار الصلاة على محمد وال محمد
أن تصلي على محمد وال محمد وان ترضيه عني بما شئت وتهب لي من عندك رحمة ,إنه لا تنقصك المغفرة ولا تضرك الموهبة يا أرحم الرحمين.
فالإمام يريد أن يبين معنى الصلاة فان لم تكن عندكم إرادة وليس لديكم ملك فلو وصلتم للملك ملكنا ملك محمد وال محمد (صلوات الله عليه وأله) تتصفون فيه ولكن أن كان ليس عندكم إرادة تتصرفون بها أو تسرع لكم الأشياء فدعوني أبين لكم معنى الصلاة على محمد وال محمد وما الفائدة المرجو منها .
أولا : قيمة الصلاة على محمد وال محمد أن ترضي عن من في ذمتي حق له بما شئت بالاتصال بمحمد واله وإتباع قوانينهم في السعي لبراءة الذمم وعدم التمكن منه في الدنيا فان الله مطلع في حُسن الإتباع وحُسن السعي ببراءة الذمم لذلك سيرضي الله الخصوم بما شاء الله ومشيئته وسعت كل شيء .
والثانية :هي أن يهبك الله منه رحمة فمن صلى على محمد وال محمد وهبه الله رحمة من عنده ومن صلى على محمد وال محمد رضي الله عنه وأرضا العباد منه بما شاء الله ومن صلى على محمد وال محمد لا تنقصه المغفرة (أي العبد في زيادة من مغفرة الله ببركة الصلاة لمحمد واله) ومن صلى على محمد وال محمد لا تضره الموهبة فالله عندما يهب الموهبة لا تضره بل من الكمال أن يهب المتصلين بالخليفة وكذلك هبة الله لا تضر من وهِبت له وصاحب الموهبة لا يتكبر بما وهبه الله فبالصلاة على محمد وال محمد (الاتصال بهم علما وعملا)هي رضا الله ورضا العباد وهي الموهبة وهي الرحمة وهي المغفرة .
وفي الختام ما هو النوال في رحمة الله وهي محصلة هذا العدل وهذا التطبيق
اللهم أولني في كل يوم اثنين نعمتين منك ثنتين سعادة في أوله بطاعتك ونعمة في أخره بمغفرتك 0
بالتالي من طبق ما ذكرنا من فقرات الدعاء أول ما ينال هي السعادة التي تقابل الطاعة فلا سعادة بلا طاعة 0
والنول الثاني من نتائج تطبيق العدل الإلهي هي نعمة في أخره بمغفرة الله , فخير نعمة هي نعمة المغفرة
فأول النهار انشراح الصدر في الذكر والشكر والصبر والفكر بالتطبيق العملي وأخر النهار هو أن تعرض نفسك على ذاتك على فطرتك على دينك على القرآن على الآيات والروايات فهل انت شاكر هذه النعمة نعمة أول النهار ونزول الأقدار والأرزاق والتدبير الإلهي حتى الحول والقوة والتي تجعل الإنسان سعيدا ولا سعادة إلا بطاعة الله وهي شكر المنعم والنعمة الثانية هي الحساب في أخر النهار وكيف يكون الإنسان في عرضه لنفسه على الآيات والروايات يجد انه في نعمة المغفرة والتي بها يصحح شأنه وأخطائه ويكون صالحا قبل أن يأتي يوما أخر وهذا ما يجعل الإنسان يوميا يقرأ كتابه صحيفة أعماله اليومية {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }(1) وورد هذا المعنى في قول أمير المؤمنين u حاسب نفسك قبل أن يحاسبك غيرك وحتى لا تتراكم الأعمال دون حساب ومراقبة مما يُثقل ظهر العبد من ردود مظالم وما في الذمة من واجب قد فاتة .
لذا كان الختام يامن هو الإله ولا يغفر الذنوب سواه0
فمن سوى الله يغفر الذنوب ببركة الصلاة على محمد وال محمد فهي التي ورد في الخبر تحت الذنوب حتى .
اللهم وفقنا لمرضاتك وفهم آياتك والاتصال بأوليائك اللهم ربي ارزقنا إتباع محمد وال محمد والسير مع محمد وال محمد حتى نلقاك وأنت عنا راضي والحمد لله رب العالمين
(وصلى الله على رسوله كمال الدين وعلى أل بيته تمام النعمة الطيبين الطاهرين)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق