المحاضرة الرابعة
الأسرار والأخبار في دعاء يوم الثلاثاء
من أدعية الصحيفة السجادة للإمام
علي أبن الحسين السجادu
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله بيته
الطيبين الطاهرين
المقدمة :
قلنا أن في دعاء يوم الأحد الإمام يتكلم عن التوحيد ولذلك بدء بقوله بسم الله الذي ,وفي كل الأدعية أدعية الأيام التي ما بعد يوم الأحد يتكلم عن العدل الإلهي ولذلك فهي تبدءا بالحمد لله الذي .
أما الأن فنحن في دعاء يوم الثلاثاء وفي هذا الدعاء هناك معادلة الإمام u يريد أن يبينها وقلنا أن الأدعية الصادرة عن المعصوم هي خطط إجرائية للتنمية الأخلاقية كون السياسات التي كانت مزامنة للمعصومين وضعت خناق في ذلك الوقت على الآيات والروايات لهذا وظفَ أهل البيت (عليهم السلام) كل علومهم من علم وعرفان وحكمة كلها تم توظيفها بشكل صحائف منشرة لا يفهمها إلا سفرة كرام بررة(2)كالصحيفة العلوية والصحيفة السجادية والصحيفة المهدوية وفي أدعية هذه الصحائف مطالب عالية المضامين ولذلك لم يفهمها أهل السياسة كونهم اعتبروها دعاء ومرت مرور الضوء حتى صارت بين أيدينا, والرسول (صلوات الله عليه وأله) يُقيم أهل آخر الزمان من خلال رواياته لأن الرسول وأله (صلوات الله عليهم أجمعين) هم أدرى بنا من أنفسنا ونذكر هذه الرواية للرسول حيث كان يقول (صلى الله عليه وآله): متى ألقى إخواني ؟ قالوا: ألسنا إخوانك ؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني، أنا إليهم بالأشواق(2) لأنه في أخر الزمان يصل المستوى المعرفي والعلمي بكل مجالاته لأعلى المستويات وفيه يكون مستوى اكتشاف القرآن غير ما هو في زمن الصحابة ونفهم ذلك من خلال هذا الحديث الوارد عن أهل البيت حيث وسُئل الإمام زين العابدين u عن التوحيد فأجاب: إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله عز وجل (قل هو الله أحد * الله الصمد) والآيات من سورة الحديد إلى قوله: (وهو عليم بذات الصدور) فمن رام ما وراء هنالك هلك(3).
نرجع الأن لبيان العدل الإلهي في دعاء يوم الثلاثاء
وفي دعاء يوم الثلاثاء يعطي الإمام معادلة هي كالأتي ,ثلاثة في ثلاثة , وهو العدل الإلهي وما هي هذه الثلاثة , نقول , الإمام يقول
الحمد لله والحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا
الأولى :هي الحمد لله
الثانية :والحمد حقه كما يستحقه
الثالثة :حمدا كثيرا
ونضع مكان كل الحمد لله كلمة العدل لله فيكون كالأتي
الحمد لله = العدل لله وهذا واقع الروح النفخة الروحية من روحه والتي هي حول وقوة كل شيئ فان الله لم يجعل فيها عوجا بمعنى جعل فيها عدله لأنها قضيته وهو عادل في قضيته فابتغى العوج فيما يقابله النفس الأمارة بالسوء تلك النفخة الشيطانية .
والحمد حقه كما يستحقه = العدل حقه كما يستحقه وهذا واقع العقل فان العقل عاجز على أن يحمد الله إلا بما يستحق الله وبالتالي فالعقل هو العدل المركوز في الشيء وبه بهذا العدل يكون عاقلا وكل عاقل محمود السلوك وكل محمود السلوك عادلا .
حمدا كثيرا = عدلا كثيرا وهذا واقع الأبدان والكثرة والأعيان .وهذا ترجمانه في هذه الآية { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }(1)
الحمد لله = خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فالنفس الواحدة هي الحمد لله وعدل الله في الشيء لتكون وسعاً وتكييفاً له وإرادات ثابتة يرجع إليها في حركته الفعلية.
والحمد حقه كما يستحقها = وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وهو نظام الإثنينية في الكون الحسن يقابله السوء والحق يقابله الباطل والخير يقابلها الشر لذا في عالم الإثنينية فالسلوك والحركة المحمودة هي قدر الشيء وحقه واستحقاقه فلا تكون حامدا لله بحقه وكما يستحقه إلا بتعلق سلوك العبد المحمود بالله تعالى فهو واهب الحول والقوة .
حمدا كثيراً = وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء لان العدل هو دائرة تدور مداره الكثرة لتكون حركته واحدة وهنا يكون التوحيد ووحدة الفرد ووحدة الأمة والتوحيد هو دائرة توحيد الكثرة المقصود بها الجزئيات العيانية كما نراها أو الجزئيات البيانية التي هي خلف هذا البدن وهو البدن الشفاف كما يُعبر عنه في الروايات, ونأتي الأن الى الثلاثة الأخرى التي هي قِبال الثلاثة الأولى .
الحمد لله يكون قبالها أعوذ به من شر نفسي أن النفس إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .
فالنفس تقابل الروح والروح الحمد كله في الشيء والنفس هي الذم كله
قاعدة كل من دخل في الحمد خرج من الذم وكل من خرج من الحمد دخل في الذم .
والحمد حقه كما يستحقه = العقل الإيحائي والذي يكون قباله العقل الأهوائي لذا رصد له وأعوذ به من شر الشيطان الذي يزيدني ذنبا الى ذنبي
كل لوذ بالروح عوذ من النفس وكل لوذ بالرحمن عوذ من الشيطان وبالعكس
وحمداً كثيراً يقابل حمد الأعيان الكثرة وهذا لا يتحقق إلا بالاحتراز به من كل جبار فاجر سلطان جائر وعدو قاهر وهذه الثلاثة
الجبار الفاجر هو كل من أسس سلطان تشريعي قبال سلطان الله التشريعي .
السلطان الجائر هو كل سلطان قضائي يقضي وفق السلطان التشريعي للجبار الفاجر .
العدو القاهر هو سلطان إجرائي تنفيذي يدور مدار السلطان التشريعي الفاجر والسلطان القضائي الجائر .
ولنأخذ الاستعاذة الأولى ونقول
(أعوذ به من شر نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي)
فكل واحد منا يريد أن يكون مَثل العدل الإلهي عليه أن يتخلص من النفس الأمارة بالسوء فيقتل كل الشر والسوء لان الشر هو مفتاح كل سوء فبالتالي إذا قتلنا الشر فمن البديهي نتحول الى الخير لان العقل دائرة تساوي دائرة الإمكان كون العقل فيه نجدين شكور وكفور(تقوى,فجور) (نور,ظلمات)0000ألخ , ولكل من النجدين مدارجه الخاصة وفي لحاظ أخر نوضح أن العقل فيه 50% خير و50% شر لكن أول ما يخلقنا الله ونأتي للدنيا يعطينا عقل 100% خير لأنه مفلوق من الروح لكن عندما تأتي وتضعه في المادة سيكون من جهة يسلط عليه نور الروح والجهة الأخرى يكون ضل البدن فيصبح مثل الكرة الأرضية لان نصفها نور والآخر ظلمة نصف شكور ونصف كفور لكن لو توقف العقل عن الدوران حول الروح فهو أما نور سرمد وهو الاحتراق أو ظلمة سرمد وهو الاختناق فهي كالأرض لو توقفت الأرض بمجرد الوقوف ترمي ما عليها وتخلت فيكون نصفها ظلمات يختنق والنصف الأخر يحترق بالشمس لكن في دوران الأرض العظيمة حول الشمس يجعل الأرض لا تحترق ولا تختنق في سيرها حول الشمس . والعقل كذلك فهو سَيار في فضاء الروح ويشبه في سيره مراتب ظهور القمر والتي هي خمسة عشرة مرتبة فمرة تجد العقل ظهورهُ كالهلال في خيط رفيع وبقية العقل في ظلمة لأكثر من ثلثيه وهو عقل ذاك الذي عِلمهُ قليل جدا الذي لا يكاد يبين ,لا نرى عنده الإنسانية ويبقى يتدرج الى أن تنعكس الروح عليه في المرتب الخامسة عشرة انعكاس تام فيكون العقل بدر ليس فيه ظلمة وكما يقولون عقل أربعة عشر وعقل الأربعة عشر سائر الى ولاية محمد وال محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) وحتى الزهراء هي في مقام الأربعة عشر أعلى مراتب العقل,وهنا التفاتة أبينها إن معرفة أهل البيت تكون على شكل مراتب كمراتب القمر فمنهم من عرف أهل البيت معرفة الهلال وغابت عنه جُل المعرفة فجهل حقهم وخسرهم مثال على ذلك أغلب الذين زامنوا الرسول الكريم محمد (صلوات الله عليه وأله) نعم لم يعرفوه حق معرفته ولم يعرفوا القرآن حق معرفته ولقد كان الأغلب عِلمهم بالقرآن في مرتبة المحاق يعلمون شيء من الظاهر وغابت عنهم أشياء كثير فضلا عن الباطن للقرآن ,غير أن أهل البيت (عليهم السلام) يعلمون تمام ظاهر القرآن فظلا عن بواطنه لأنهم في مرتبة البدر, وإن الليلة الأربعة عشر هي الليلة العاكسة لنور الشمس والليلة الأربعة عشر هي ليلة الإمام الحجة (عج) , ونحن معرفتنا الأن بالإمام الحجة قد تكون معرفة محاقية لا يُعرف منه إلا قليل ,وقد يعرف أخر الإمام معرفة الليلة السابعة وقد يكون أحدنا يعرف الإمام معرفة الليلة الثالثة عشرة وما أعظمها من معرفة , إذن انعكاس الروح على العقل والعقل قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم , نعم وهذه المنازل أنت تتحكم بها ليس مثل القمر قدرناه منازل ومنازله في مقادير التبرج أي يتبرج من الشمس ويعكس ,ولقد قلنا سابقا إن النسب في عقل الإنسان منا في أغلب الأحيان هي 50%شكور من العقل و50%كفور ,فلو زادة نسبة الخير الى 60% يكون الشر 40% ولو أصبح الخير 90% كان الشر 10% ,والإمام المعصوم هو في حال 100% ليس عنده شر ,وهذا هو العقل الطولي الذي هو في كل زمان ومكان (أي الشبكة التي نحن تحت تغطيتها) وكل عقل من عقولنا هو هكذا العقل ليس المخ ,مثل المخ في داخلك مثل (السيم كارت) من الشبكة كون العقل في الخارج وأنت وأنا هنا وأي فرد وأي شيء في الكون كلنا فكرة في العقل الخارجي فلو مشينا الأن في بغداد ترى أنك تسير في عقلك فالبناء عقلك والسيارة عقلك والشارع عقلك وهكذا فكيف العقل الأم الذي خلق الله منه كل شيء (1) فأول ما خلق العقل من الروح (من علمه) كون علمه هي الروح خلقنا من مكنون علمه وعلمه الروح التي فيها كل الأسماء ملكات فبتالي أول ما خلق العقل وخلق من العقل كل شيء أي إن الروح هي (كبس ) كبس فيها كل شيء والعقل هو المسح الضوئي وهي كالماسح الذي في القنوات ما لم تكون القنوات مكبوسة في الداخل ممكن يمسحها العقل فالعقل مهمتهُ ماسح ضوئي أطلب منه أن يمسح أي قناة الأن يمسحها لك(2) ويخزنها لك بمجرد الطلب وكل شيء في الكون له قناته الخاصة (كالسيم كرت المتصل بالشبكة وله رقمه الخاص) إذن العقل عقلنا الشخصي هو في منازل من الخير الى الشر ومن الشر الى الخير مراتب متشكك متبدلة ارتفاع في الخير وهبوط في الشر والعكس ممكن أيضا وفي بعض الأحيان يصل الإنسان الى بدر تام 99,99% لكن لن يصل الى ال100% لان السابقون السابقون هم من وصل 100% و ونأتي الأن لبيان ملاحظة مهمة أين هو عقل الشيطان نقول عقل الشيطان فيه 0% خير 100% ليس فيه ذرة خير أبداً ولذلك هيمن بالشر على كل نفس يتصل بكل النفوس التي هي 60% فيها شر ة70% شر و90%شر لأنه مهين على كل النفوس الشريرة التي هي ما دون نفسه الأشر فالشيطان هو النفس الشريرة الكلية وأهل البيت هُم النفس الإلهية الكلية لأننا يسبقنا نفس نورانية التي خلقها الله وهي الروح وبعدنا نفس ظلية فلولا البدن لما كانت, وترى كيف لو كنت واقفاً تحت الشمس أنت هناك لا ترى ضوء الشمس المسلط عليك لكن في الحقيقة أنت بقدر الظل مكتسب نور فإذا كان صغير فاكتسابك عمودي واذا كان الظل كبير فاكتسابك أفقي فلو اكتسبت من الناس يكون سيرك أفقي ويكون ظلك طويل اكتسابك أفقي من الناس فيه حقد وغضب وبغض وغيرها واذا كان اكتسابك عمودي من الله تصل الى حال ليس لك ظل كما هم محمد وال محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) كان لهم ظل فرفعوه لأنه جعلوا أجسادهم شفافة وكما يقول الإمام( قد براهم الخوف بري القداح)(1) فلو كان بدنك زجاجة هل فيه ظل فالزجاجة تأخذ النور وتعطيه لغيرها بلا ممل بل هو خير العمل فالمصباح ليس له ظل بل ظله نور كما هو الله فكل شيء ظل الله الأشياء هي ظل الله وأية أشياء هي الروح والعقل فبتالي قول الله من شر النفس ,من شر ما خلق ,من خير ما خلق , الأشياء مفطورة على الخير لان الله لا يفيض إلا بالخير ليس في الله شر ليس في الله ضد وملكه بلا تمليك لذلك لا يُضاد في ملكه ولا ينازع ,كل شيء بذاته محمود وهذا ما يجعل العبد في تكليفه يتجرد من كل ذم .
وأعوذ به من شر الشيطان الذي يزيدني ذنبا الى ذنبي
وفي قوله يزيدني قلنا سابقا كلما زاد الفعل المخالف للذات الآدمية زاد الفعل المذموم زادة الذنوب زادة الخطايا كلما زادة نسبة الشر تصاعديا 60%70% 000 الخ والعكس كذلك كلما زادة نسبة التقوى صار الأمر تصاعدي في الخير 60% و70% 000الخ
وكلمة كما يستحقه لماذا تقابل الشيطان , لان الشيطان أستحق على كل شبر من الأرض من عبادة ولاية على الأرض ولا ولاية له في الآخرة ولاية الشيطان في الدنيا قال أنظرني الى يوم يبعثون قال انك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم بل وقتك وحدك الى المادة , والأن نبحث كيف تكون صاحب استحقاق في العدل الإلهي وكيف نتخلص من الشيطان نتخلص منه بعمل الواجب وترك المحرم يقتل النفس في الأنفس وعمل المستحب وترك المكروه يقتل الشيطان في الأفاق ونقول في جواب أخر أن الإنسان الذي يعرف الواجبات وتارك للمحرمات وصالح في نفسه ولا يؤثر على غيره إلا بالخير ومتى يؤثر الإنسان منا عندما يكون قدوة حسنة وكلما زاد في فعل المستحبات وترك المكروهات كان في دائرة ذات سعة وتأثير أكبر دائرة مغناطيسية تجذب الآخرين وهذا الجذب يؤثر لأنه صالح في نفسه ويصلح الآخرين , وبعد أن قتلنا النفس وقتلنا الشيطان نأتي الى المسألة الأخرى الثالثة ,وفيها خطوات
واحترز به من كل جبار فاجر وسلطان جائر وعدو قاهر
على الجميع إحراز التكاليف الإلزامية كما هو مبين في كتب الفقه, فالإمام السجاد u في أحد أدعيته يقول أول ما عليك هو التكليف والخطوة الثانية هو نريد الأخلاق من عندك وليس فقط نظريات تتحدث بالفتوى وأنت غير مطبق لها كن أنت الفتوى قبل أن تتحدث بها فالمطلوب من كل فرد منا أن يكون هو الرسالة العملية في المجتمع وليس كلما سألناك قلت لنا دعون أرجع للرسالة ونعرف الجواب بل كن أنت الرسالة وكذلك حينما نسألك عن آية في القرآن لا نريد منك أن تذهب للقرآن وتتصفح به بل كن انت القرآن ومن كان هو القرآن كان هو عين القدوة الحسنة بين الناس وآية تدعو للحق وكما فعل الإمام علي u حينما رفع جنود أمية كتب القرآن على رؤوس الرماح بكل تلك الكمية من المصاحف وبكل تلك الكثرة اللفظية من القرآن قال لهم الإمام علي u أنا القرآن الناطق أنا القرآن الواقعي على الأرض فلو لم يكن الإمام كذلك لم ينطق بهذا الشيء وكما هو أحدهم لو رفع كيلو الطماطة في السوق وقال هذا هو الكيلو الذي يوزن به كل ما في السوق أجباه العقلاء من أهل السوق بل كيلو الحديد المعيار هو من توزن به الطماطة وغير الطماطة في السوق ولا وحدة وزن غيره تقبل في السوق لأنها مع طول الزمن ستبخس المعيارية حقها بالتلف وغيرها ,
المحصلات التفاعلية
ثلاث × ثلاث
من كل جبار فاجر = من كل متشرع وضعي
وهو يقابل الجبار المتقي وهو كل متشرع الهي
ومن كل سلطان جائر = من كل قاضي وضعي
وهو يقابل السلطان العادل وهو كل قاضي الهي
ومن كل عدو قاهر = من كل إجرائي وضعي
وهو يقابل كل صديق ناصر وأخ مؤمن وهو كل إجرائي الهي
المحصلة لكل الشر والجور والظلم والباطل والسوء
الخط الأفقي (العدو القاهر) × الخط العمودي (السلطان الجائر) = المحصلة (الجبار الفاجر)
المحصلة لكل خير وعدل وقسطاس وحق وحُسن
الخط الأفقي (المؤمن الناصر) × الخط العمودي (السلطان العادل) = المحصلة (الجبار المتقي)
اذن المحصلة الأولى هي الحركة المذمومة في الكون والتي لا أصل لها لتكون ثابتتا تتحرك نحوا شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض .
والمحصلة الثانية هي الحركة المحمودة في الكون والتي أصلها ثابت تتحرك نحوهُ بحركة وحدوية عادلة.
وهنا لا تَقُل لي كيف ومن أين جاء الجبار الفاجر وأقسم بالله لو إننا عندنا احتراز وتطبيق لتكاليفنا وموفقين في الدين والله لا يتسلط علينا أحد من الجبارين الفاجرين ,فلو كان عندنا تقوى كيف يتسلط علينا جبار فاجر لو كنت شكور كيف يأتي إليك الكفور فكل تسليط للجبار الفاجر يكون بشرط رفع الاحتراز ,فلو كان كل أحد منا يُقلد على هواه ويفتي على مزاجه وما يوائم مطامعه ألا إسلامية , لكن لو كنا كلنا امة واحد نمثل جعفر الصادق u وقمنا بإلغاء العناوين وأخذنا المضامين هل بعد ذلك يأتي كفور ويتسلط علينا , وحتى السياسات الأن لا تقل فلان أعوج بل أنظر في نفسك كم هو العوج عندك تجدها بالتساوي مع العوج الخارجي فلو كنت أعوج بينك وبين نفسك حينما تضعها في المكيال فلا تقل لماذا جاءني السلطان أو السياسي الأعوج بل لأنك أعوج سُلط عليك الأعوج بما قدمت يداك ,لكن لو كنا في صلاح في عدالة لا يسلط علينا سوى العادل , فلو رفع الرسالة العملية عن العمل كان الجبار الفاجر والسلطان الجائر موجودين يسحقون على رقابنا , ولو انك قد فلتة من الجبار الفاجر والسلطان الجائر ولم تكن في قبضته يأتيك العدو القاهر وللعلم إن ما ذكرنا مرتب الظالمين الثلاثة قد عاينها العراقيون بشكل واقعي في زمن السلطة المقبورة الماضية وذلك لم يكن إلا بالابتعاد عن الاحتراز بالتكاليف الإلزامية فجرى علينا ما جرى , وللأسف بعد هذا الانفراج الكبير من الخلاص من الطاغية وأعوانه لا نزال في الأعم الأغلب ننظر بلا تطبيق وما يزال خطيبنا يرتقي المنبر ويعلمنا الخرطات التسعة لإهمالنا للرسالة العملية وبالمنسبة إن الخرطات التسعة في وجها الأخر هي خرط وتطهير للثقوب التسعة التي مطلوب منا أن نطهرها (ثقبي الإذنين والمنخرين والفم والعينين وثقبي القبل والدبر) فلو طهرنا ثقوبنا التسعة من كل ما لا يرضي الله كنا في طهارة , طهارة الأذنين من كل سماع محرم مثل الغناء وسماع الغيبة والعين في النظر لما لا يحل لك وهكذا البقية في الامتناع وتنزيه هذه الثقوب عن ما لا يوائم الإنسانية الذات الآدمية , أذن يامولاي لا تقل ما هي الخرطات بل قل ما هذه الأشياء التي هي بي أنا وهي تسعة فلزم الخرطات التسعة , وكذلك نقول لماذا التكبيرات أربعة في أول الأذان فقل ماذا بي من أربعة وجعلوا التكبيرات أربعة ,فالله ليس فيه لا تسعة ولا أربعة كونه واحد, ويأتي الجواب أنت الذي تتكون من جزئي مادي البدن وجزئي عقلي خلفي يدير البدن وبعده كلي عقلي الذي فيه إنسانيتك ومن ثم الكلي الروحي أنت كل شيء وأنت أيضا الضياء والهواء والماء والتراب كلها فيك , وحتى نعرف كبرياء الله أولا علينا أن نعرف ما فينا من الكبرياء من صنع الله فلو عرفناها وعرفنا أنها من صنع الله لا تكون لنا كبرياء أبدا لأنها لا شيء قِبال الكبرياء الإلهي وكما خاطب الله الشيطان استكبرت أم كنت من العالين ,فكل أحد أدعى العلو وهو ليس عالي لا يقبل منه ذلك ولكن لو كان العبد هو عالي بنفسه بسعيه وفق موازين الله نقول له نعم مولاي انت كلمة الله العلياء فصاحب النفس العالية لا يدعي ما ليس له, فلو وجدت تشريعك فيه رقم فهو عندك في ذاتك والمرأة التي تأتي للإمام جعفر الصادق u ويتحدث معها عن الحيض تقول هذه المرأة لولا إني أعلم أنه جعفر الصادق لقلت إنه امرأة لأنه هناك أمور في المرأة لا أعرفها وهو يعرفها , السؤال لماذا يعرفهن,وقول القرآن رجل كثير ونساء فإذا كان الإمام مخلوق قبل المرأة ألا يعرف من أين خُلقت المرأة ,فنحن لا نشتبه ولا نخلط , فالتكليف جاء وفق التكييف ,الله كَيفك بشيء وكلفك به ,فهل من الممكن أن يكون أحدنا عنده سيارة سعة أربعة راكب ويكلف ستة راكب ولو كنت واقف في مرآب السيارات كي تأخذ الركاب ممكن أن تأخذ ثلاثة؟ لا بل تنتظر لأنك تعرف قابليتها أربعة وهو تكييف السيارة لذة لا تخرج من مرآب السيارات إلا بأربعة ركاب فقابلية السيارة أربعة ركاب تكون الفاعلية أربعة ولا تقبل الزيارة لأنها خارج القابلية ,والله لا يكلف نفس إلا وسعها ,لكن لماذا لا يكون أحدنا أمة و يأخذ السيارة على نفقته الخاصة ويُركب الناس معه مجاناً مثل إبراهيم u كان أمة ومثل نوح u حينما ركب في سفينته وهو أمة وحمل الناس معهُ كل الناس بلا ثمن يُذكر وللعلم نحن لا نعرف السفينة سفينة نوح كم عدد الناس والمخلوقات التي حملتها , ومثل هذه المقامات لا ينالها إلا ذو حظ عظيم , ومن أين يأتي الحظ ؟ يأتي الحظ لو عرفنا أروحنا لو عرفنا حقيقتنا يأتي الحظ , أما لو نحن في تيه عن أروحنا فنحن في الحضيض حضيض النفس الأمارة بالسوء , وكما هو مبين في كتاب الله المجيد لا يُلقاها إلا الصابرون ولا يُلقاها إلا ذو حظ عظيم , وما أصبح أي احد ذو حظ عظيم إلا صابر فمن مقدمات الصلاة التكوينية الصبر فأول من يقدم الصبر نقول له قُم وصلي وكلمة استعينوا بالصبر تعني الاستعانة كل عمل أي هل لديك عمل في الخارج الإجرائي عمل موافق للسنن الإلهي قُم وصلي لكن لو كنت قد سرقة في الميزان وأخذت من هنا وهنا حرام لمن تصلي والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر لكن لو كنت محمل فحشاء ومنكر لماذا تصلي فالاستعانة بالله عمل .
وهذه الثلاثة حمدا كثيرا وهي بمعنى لكل مكلف من الكثرة أن يحرز تكليفه فإذا لم يوجد احتراز في التكليف من فعل الحلال وترك الحرام لا يكون هناك احتراس أخلاق لان الذي يكسر ظهر الشيطان هي الأخلاق ولا أخلاق إلا بخاصية الأخلاق وهي الفقه والإنسان المتفقه يكون خلُوق بالاحتراز وليس بالاحتراس أي ممكن أن يخطأ لكن الإنسان بالاحتراس الذي فيه المستحبات وترك المكروهات وبعد هذه المرتبتين يأتي الحفظ (كل نفس لما عليها حافظ) ولا تحفظ من الشر ما لم تصل الى الحافظ في نفسك فإذا وصلت الى الحافظ في نفسك تكن انت من الحافظين (وإنا له لحافظون) وهؤلاء بقِبال محمد فالمخصوص بالتنزيل محمد (صلوات الله عليه وأله) كما هو الحال في كيلو الحديد الذي لا يفارق كيلو الطماطة وإن فارق كيلو الحديد كيلو الطماطة فقد كيلو الطماطة الموزونية والحافظية لأنه تخلى عن الحافظ في نفسه معياره الداخلي ,فالعقيدة لا تفارق العمل المعيار العقيد والمكيال العمل , فلو كان العمل غير مساوي لعقيدتك يكون النتيجة صفر إلا الذين أي أن هناك استثناء للخروج من أسفل سافلين وهم ,إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات , فإذا كانت العقيدة تساوي العمل يكون النتيجة أجر غير ممنون
فإذا كانت العقيدة × العمل يكون النتيجة = أجر غير ممنون
العقيدة (أمنوا)×العمل (عملوا الصالحات) = أجر غير ممنون
لكن كيف بالذي يذهب الى الآخرة مع كثرة المنة عليه من قبل الآخرين وهو يتوسل للخلاص ألم يكن من الأجدر بنا أن نأخذ أعمالنا معنا من هنا الى الآخرة أعمال منشئها عقيدة صحيحة والاثنين في خلوص وإخلاص .
والأن نأتي ونقول لو تحققاً الثلاثة في ثلاثة آنفات الذكر نأتي الأن الى ذكر الآثار الوضعية لهن ,والمعصوم يريد أن يقول لو ضمنتم لي هذه الثلاثة في ثلاثة اضمن لكم هذه الآثار الوضعية ,
الأثار الوضعية لتطبيق منهج الثلاثة في ثلاثة
اللهم اجعلني من جندك فإن جندك هم الغالبون
ملاحظة أود أن أبينها للجميع لا يأتيكم أي احد ويخبركم أنا من جند الله ما لم يكن عنده ما ذكرنا من شروط سابقا ونعيد للتذكير ,
هي الرسالة العملية (الفقه) فإن كان متفقه يكون بحسب تعبير العسكر عندنا جندي أول ,ومن لم يتسلح بالفقه فهو ليس من جند الله , (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) (1) فلربما نملة متفقه قد علمت صلاتها وتسبيحها , فنحن عندنا الأسد مفترس ولكنه يفترس لأنه يرانا أكثر افتراس منه ويقول لي أنت تأكل يوميا أشكال اللحوم من دجاج ولحم غنم وبقر وسمك وغيرها وتريد أن تحرمني أكل لحم الغزال في الغابة ويقول أيضا حينما تصل أيها الآدمي الى حال لا تجوع فيها ولا تعرى حين ذاك أتعهد لك بأن لا أكل أي لحم أبدا ولا أفترس أي أحد أبدا , ولذلك في دولة الإمام الدولة التي لا نجوع فيها ولا نعرى يجلس الأسد بجنب الإنسان والاثنين في أمن وأمان ولا يبحث الأسد عن الغزلان , بل يقول لي الأسد أنا بسببك أصبحت مفترس لأني أرى خليفة الله يأكل كل أنواع اللحوم علما أن الأسد في أكله للحوم ضمن تكليفه بحيث لو أتيت للرسالة العملية للأسد تجده مكتوب له يأكل الغزال وأنت في رسالة العملية تأكل السمك وتأكل الغزال وهو أيضا يراك مفترس وأنت تراه مفترس لكن الحقيقة لكل فرد من الإنسان والأسد يأكل وفق رسالته العملية وهذا الشيء هو قمت المنظومة الكونية , فهذا نظام الحياة فكل شيء يأكل وفق رسالته السماوية لكن أنظر لابن أدم حتى الحرام يفترسهُ ,لذا يأتي السؤال أيهما أكثر افتراس أنت أم الحيوان ,لذا قال الأسد سأكل اللحوم وأول ما أكل هو خليفة الله الذي تسافل ,لكن أنظر لحال الإمام الهادي الذي جلس بين الأسد كيف سجدت له سجدت للخليفة ,لماذا لأنه عنده فقه لأنه مطبق كل ما يلزم تطبيقه فلا مجال كي يفترسهُ الأسد , بدن المعصوم كله حلال وأنا أقسم بالله لو كانت أبداننا كلها من لحلال لجلس الأسد مجلسنا الأن وكما هو الحدث مع الإمام علي u حينما دخل الأسد الى مسجد الكوفة ففر الجميع إلا علي u بقي يسمعه ويجيبه ,لكني أريد أن أسأل الأن لو دخلت على احدنا قطة سوداء في الليل هل نبقى أم نرتعب ونفر , ولنجيب كلٌ عن نفسه ,فلو دخل علينا عفريت من الجن الأن ماذا نقول له تفضل مولاي بخدمتك مع العلم هو أول الساجدين لي (أول الساجدين لأدم خليفة الله) فالنتيجة لهذا المخاوف هو أنه ليس لدينا فقه ,فأجسادنا لو تبنى من الحلال ما يمسها شيء وإن بُنية من الحرام تكون أجسادنا عصارة حتى النملة تتكالب عليه ,والإمام يقول لا تتعجب من موت الفجأة في المجتمع بل تعجب من النمام في المجتمع(1) ,هذا الذي يأتي بالأخبار ليُفسد بها كل دار يدخلها فالإمام يريد أن يُعالجنا علاج نفسي من ترك مثل هكذا خصال ,فلو كنا جالسين في مجلس فيه ذكر أهل البيت(عليهم السلام) في زمن نظام الطاغية صدام ودخل علينا احدهم وقال الأمن في الباب ماذا يحدث الاضطراب للجميع فضلا أنه لو كان أحدنا فيه مرض مزمن مثل السكر والضغط لانهار ومات, والحديث يقول لا أدرك النمام ثار ولا غسل عار(2) ,بل هو أي النمام يجعل من الناس في عراك وهو يخرج منا وكأنه ولا شأن له , والمعصوم يقول في أمر أخر لا تتعجب من الزنا الظاهر بل تعجب من الغيبة في المجتمع(3) وما هي علاقة الغيبة بالزنا ,العلاقة لقد رضيت بأن تأكل لحم غيرك بالغيبة وما هو الزنا هو عبارة عن لحم يأكل لحم والعياذ بالله , وفي الغيبة يأكل أحدنا الآخر ,
اللهم أجعلني من جندك فإن جندك هم الغالبون
النتيجة إن جند الله لا يُغلبون , فالنتيجة كل جندي مُسِك في المعركة وخسرها السبب إنه غير متفقه وهكذا ,فالحوادث والمشكلات الاجتماعية عندما لا نستطيع حلها المشكلة لأننا ليس لدنيا فقه في ذلك , ولا تقل السبب في عدم حل كل المشكلات المجتمعية والسكانية والبيئية هو عدم وجود الكادر المختص بل الحقيقة هو عدم الفقه لقد كان في معركة بدر وفي معركة الحسين u الأعداد قليلة لكن أظهرت ما عندها من طاقات فقد أظهر أصحاب الحسين ما عندهم من فقه وطاقة موزونة بتشريع الله فكان كل واحد منهم بعشرين كمل يترجمها القرآن {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }(1) لكن أذا لم يكن عند المؤمن حصانة فقهية من كل ما لا يرضي الله يدخل له الفايروس من كل جانب .
واجعلني من حزبك فإن حزبك هم المفلحون
أن حزب الله غير خائبون لأنهم من لا يدسوها , والقرآن يقول قد افلح من زكاها وخاب من دساها , وفي أيامنا هذا لو وجدت الأحزاب في خيبة قل أنها ليس لديها فقه ,ولا تقل لماذا يفعلون بنا كل هذا الذي لا يرضي الله بل قل ذلك بسبب أنهم ليس لديهم فقه يتعاملون به مع الناس ,فالذي لديه فقه محمد وال محمد لا يشبع ويُتخَم والفقير في ضنك , يأخذ لهُ راتب فيه من الفرق الفاحش ما يصنع الطبقية الظالمة في المجتمع ويبقى الفقير لا يوجد ما يسد رمقه أو يُهيأ له العيش الكريم , علما إن في عصر الخلفاء الثلاثة تأسس الرتب للحاكم وكان يأخذ أربعة آلاف درهم من بيت المال إذن هناك تأسيس لما يفعله الأحزاب والساسة الأن وإلا فلا نقل لماذا يأخذ البرلماني الأن هكذا مبالغ طائلة من غير وجه حق ما لم تكن لها التأسيسات التاريخية لمن يعتقد البعض أنهم حقا أولي الأمر في المجتمع الإسلامي , فلو كان البرلمان في صدر الإسلام موجود ويأخذ كل واحد منهم أربعة آلاف درهم ستكون هي عينها الأربعين مليون التي يأخذها البرلماني الأن , إذن حزب الله هم المفلحون وفي آية أخرى أفلح من زكاها وخاب من دساها ,نعم فلو وجدة أحد أفراد الأحزاب في مقام خاب من دساها فهو الذي ليس لديه تفقه عملي, فلا تأمن له ولا تعتب بأي عتب عليه , فالإمام علي u يقول كل من ملك هذه الأربعة أقصده واطلب مِنهُ حاجتك , وهن
ياسيدي ,ومولاي ,ومعتمدي ,ورجائي ,ولبيان ذلك نقول إنك لا ترجو من احد شيء ما لم يكن معتمد (يعتمد عليه) , ولا تعتمد أحد ليس عنده ولاية , ولا تعتمد أحد ليس عنده سيادة , فلو كتبت الأن عريضة لأحدهم ووصلت العريضة (الرجاء) الى معتمد فلو كان لا يعتمد عليه أرمي طلبك في أول سلة مهملات فلو كان يعتمد عليه نأخذ به ويقول نعم هذا الطلب لأخي المؤمن ويسلمها من بعده لمن عنده الولاية والتصرف أي الذي لا يعتمد عليه لا يستطيع أن يتصرف بولايته , كما كان العراقيون في زمن بول إبريمر ليس عند الأحزاب العراقية المشاركة في السلطة سيادة والقرار ليس بأيديهم بل إلا بموافقة بول إبريمر ,ففي مثل هذه الحال يكون الفرد لا يُأخذ منه رجاء لطلب معين ولا اعتماد ولا ولاية ولا سيادة ,وهذه الأربعة لا تتفكك عن بعضها البعض مهما حصل ,ألم يكن العراق في مرحلة من تأريخه لا نرجو منه شيئاً ,فلا استقرار واضح لا في السياسة ولا في الاقتصاد فضلا عن هتك الحرمات وما عنته البلاد ,وذلك بسبب عدم وجود سلطة تشريعية فلم يؤسس البرلمان بعد أنا ذاك وهو السلطة التشريعية للاعتماد ,فلقد بقي قانون البعث يحكمنا فخلف من ذلك أنه لا ولاية للحكام الجدد ونتج عن ذلك أنهم بلا سيادة , ولكن لو أرجعنا السيدة للعراق والعراقيين بالمباشر يكون له الولاية ويعتمد عليه ويؤخذ منه ما نرجو ومن هنا يؤسس أهل البيت إدارة الدولة من أربعة كلمات , لذا فالرجاء عند الله يُعتمد عليه لأنه المولى والسيد المتصرف ,إذن فلنضع حاجتنا فيمن يعتمد عليه , والاعتماد يكون فيمن يقول ولا أعتمد إلا قولك , فمن اعتمد قول الله في العلم والعمل تكون عنده السيادة والولاية والرجاء ,وحتى لو كنت أنت أصغر نفر في المجتمع تغير بما أعتمدة قول الله في حركتك اليومية , والله يقول في محكم كتابه الكريم { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }(1) فمن أراد التغير في الآخرين ويكون معتمدا عندهم فليغير نفسه التغيير الذي يكون فيه مُعتمدهُ قول الله في كل شيء , من هنا نستلهم المعرفة في كيفية تأسيس الحكم وهي الجندية للدولة أي تأسيس الجيش وبعد ذلك تنظيم جند الله تنظيم الجيش وبعدها الولاية والتصرف السيادة في الجيش
واجعلني من أوليائك فإن أوليائك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون
الأولياء لا يحزن على منصب إن فاته ولا يخاف إن أخذوا منه المنصب ,فأولياء الله لا خوف عندهم ولا حزن , والحزن دواعيه الطمع والهلع والجزع فالذي ليس لديه هذه الثلاثة يكون خالي من الحزن, وهل سألنا أنفسنا ما هو السبب للحزن الذي عندنا ,الجواب هي هذه الثلاثة أنفة الذكر,
فالذي تحصل على ثلاثة أعطوه ثلاثة
جعلوك جندي وترقيت فجعلوك في حزب الله وهو أشرف حزب وتنظيم ومنظومة على الكرة الأرضية كون هذه المنظومة هي العدل الإلهي في عالم الإمكان وفي ختام المطاف كانت الترقية أن تكون ولي من أولياء الله , متصرفا بالذي قبلك من منظومة (حزب الله) وجنود الله (الغالبون) ,ذلك مثل عزرائيل u وهو من أشرف جنود الله بما يمتلك من منظومة الفلاح وولاية تصرفية , ومن كان عنده الثلاثة ماضيات الذكر أعطوه ثلاثة أخرى وهن
اللهم أصلح لي ديني فإنه عصمة أمري
إصلاح الدين لان فيه عصمة الأمر , وكلمة الأمر فيها المدلول على أولي الأمر , فالسؤال يطرح نفسه من عصمة أمرك الجواب يأتي , ياولي الأمر (ياصاحب الزمان) فالإمام الحجة (عج) هو عصمة أمرنا الأن , فالذين عاشوا في زمن الإمام علي u عصمة أمرهم هو u, والذين عاشوا في زمن الإمام الحسن u عصمة أمرهم هو u ,هكذا الى الأن حيث نحن في زمن الغيبة الكبرى عصمة أمرنا هو الإمام الحجة أبن الحسن (عج)
فعصمة الأمر =صلاح الدين
فلا صلاح للدين إلا بعدم الغلبة وبالفلاح وبلا خوف ولا هم يحزنون , فالذي يخاف يتنازل عن دينه والذي يحزن ,والذي يخاف يعطي من دينه ,نصل الى نتيجة أن صلاح الدين بقتل النفس {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }(1) وأية نفس ,أنفسكم وليس النفس التي أعطاها الله (النفس الواحدة) أي ليس المقصود نفخة الله فينا {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }(2) وللتوضيح أكثر المقصود قتل النفس التي تكون هي ظل البدن تكونت من وجود الجرم المادي فينا أبداننا , والسؤال كيف نقتل هذه النفس ,يأتي الجواب إذا جعلنا هذا البدن كما خلقهُ الله زجاجة ,فكل شخص منا يكون خلفه بدن زجاجي , لان الروح مشكاة والعقل مصباح في زجاجة فكل منا له جزئيته العقلية زجاجة ونحن الأن يامولايي ظل لكن لو رجع هذا الى ذلك الجسد وهو {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }(3) فلو كانت يدك زجاجيو كموسى ستفلق حتى البحر بإذن الله ,وتأتي كذلك بعرش بلقيس , لكن لو بقيت أيدينا سودا مادية لا تدرك ما الذي هو ورائها ,فلن تحرك ساكن ولا حتى تأتي لك بالماء لو هرمت , تكون اليد التي تُثلم , إذن صلاح الدين بالاحتراز والاحتراس والحفظ , أما الحفظ فمقام العلماء بدليل قول الإمام العسكري عليه السلام u«مَن كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه فللعوامّ أن يُقَلِّدوه»(1)ودليل أخر في دعاء الفرج للحج (عج) (اللهم كن لوليك الحجة أبن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا 0000 الى أخر الدعاء) فكلمة حافظا تعني المرتبة الثاني من خَدمَة الإمام (عج) في زمن الغية بعد الأولياء وهم الحفظة من العلماء ودليلنا هذا مستقاة من منهجنا في تفسير الآيات والروايات وفق المنهج الاستقرائي,(2)وهؤلاء أي الحفظة مقام من مقامات الشيعة العاملين للإمام في زمن الغيبة ومن ثم تأتي بعدها بقية المقامات في زمن الغيبة من قائدا (قادة تحت أمر الإمام ومتصرفين بأمره) وناصرا (أنصار ينصرون الإمام على الخير) ودليلاً (أدلى يدلون الى الخير ) وعينا (عيون للإمام على الخير)فلربما تكون أنت دليل على الخير أفلم تقرأ في دعاء العهد (والمسارعين إليه في قضاء حوائجه) فما هي حوائج الإمام (عج) وحاجته هي أن يجعل هذا الكون كله خير مثلما خلقه الله بالتالي كل عمل خير تقضيه لأخيك تكون به ومنه قد قضية حاجة للإمام (عج) وأيضا كل خير تقدمه لأي أحد من الإنسانية تكون فيه عند الإمام من الخيرين ومن الباعثين على الخير ومن الموسعين لرقعة الخير ,لكن لا تأتي وتكون من الذين يستأصلون شيوع الخير بين الناس فهؤلاء من قاضي حوائج الشيطان (لع) , ولنا في شرح دعاء العهد بيان وتفصيل أكثر لهذه المراتب ومن خلالها نعرف دورنا في كيفية خدمة الإمام في زمن الغيبة ,
وأصلح لي آخرتي فإنها دار مقر
فصلاح الدين يوصل الى نتيجة سنأتي عليها لاحقا لكن كيف إذا أصلحت الدنيا خربت الآخرة
صلاح الدنيا = خراب الآخرة
وصلاح الدين = خراب الدنيا
ولا نعني هنا أن تُخَرِب الدنيا إنما المراد أن ترى الدنيا خربة ليس لها قيمة قبال الآخرة مهما كان فيها من بناء وعمران وتطور لأنه هذا كله محصور بين قوسين متاع قليل وما هو المتاع القليل ؟ هو أنك لا تدري بالمدة التي أنت فيها في الدنيا فأنت محكوم بالقلة بصريح قول الحق سبحانه ,كالذي يسكن في فندق ولا يعرف متى تنتهي مدته كون السكن في الفنادق قليل مهما طال المدة وعظمة الأمر في كون المتاع قليل هو لا نعلم بوقت حضور ملائكة الموت كي يأخذوننا الى عالم الآخرة, لذا لزم منا نحن المحكومين بالقلة أن نتزود وخير الزاد التقوى ,وللموعظة نذكر لكم خيار الزهراء (عليها السلام) لكل مؤمن محكوم بالقلة حيث سُألت الزهراء(عليها السلام) ما هي التوبة , فقالت , أن تتوب قبل أن تموت ,وبما إنك لا تعلم متى موتك فكن تائب(1) فلا نغفل عن الآخرة بربح الدنيا, ومن ثم نفهم أن
صلاح الدين = صلاح الآخرة
وأصلح لي آخرتي فإنها دار مقري وإليها من مجاورة اللئام مفري
صلاح الآخرة = دار المقر
كل هذه المسافة من هنا الى الآخرة نتحرك بالدين ,فالمُحرك الدين وأنت المتحرك , لكن لو صار العبد هو الدين تكون أنت المُحرك وغيرك هو المتحرك كما هو مقر في الآية التالية { لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }(1) وإذا صار العبد هو الآخرة لا حركة فيك تجري أنت لمستقر كالشمس وكل شيء يجري حولك ولربما تشفع لمليارات من البشرية من خلال عمل في الدنيا قد قدمتهُ تشفع لك هذه المليارات , ولربما بعمل قبيح تدخل أنت ومعك المليارات الى جهنم وبأس المصر
واجعل الحياة زيادة لي في كل خير " والوفاة راحة لي من كل شر
نستفاد من هذا الكلام قاعدة , وفق منهج منطقي
الموت حق
وكل حق يفصل ما بين الخير والشر
إذاً الموت يفصل ما بين الخير والشر
فلا يَموت أحدكم وعندهُ ذرة خير ,فمَلك الموت عزرائيل u لا يأتي لأي أحد منا ويقبض روحه وعنده ولو قيراط خير في الدنيا وهذه من محاسن الموت كون الله يعلم أن عبده لا يفعل الخير قط فيرفعه ولو بقية هذا الإنسان في الدنيا لفعل الشر وذهب خيره ولذلك كل الناس الخيرين من علماء وغيرهم من طبقات المجتمع وصلوا الى قمت طاقتهم في الخير ,فلو أبقينا الفقيه (000) بعد هذا العمر الطويل مثلا لكان خَرِف ونأتي ونذمه فالله في مثل هذه الحالة لا يريد لهذا العبد أن يرده الى أرذل العمر لان في بقية العمر الرذيل عقوبة له ,ومثل الفاكهة تقطفها من شجرة حياتها وهي في قمة نضوجها فإذا بقية ساعة بعد النضوج تتلف وليس كما يفعل البعض منا حينما يقطف الفاكهة قبل نضوجها وفيها ضرر كلا بل ملك الموت يقطفك الفرد منا من شجرة الحياة في قمة نضوجه ويخاطب ذوي المتوفي لم تبكون هل أذنبنا بحق حين قطفناه أم له الحق بالبقاء فسلبناه هذا الحق ,لقد نضج صاحبكم وآن قطافه ,ولن يتصعد له الماء لانقطاع رزقه فلو أعطيناه رغيف خبز ستؤذيه لأنه فائض عن حياته ,وكان عزرائيل u يخاطب أهلهُ لماذا هذا الحزن لحق سلبنها أم لظلم ظلمناه أم لرزق قطعناه إنكم في غفلة كم من رجعة لنا لأخذ غيرهُ وغيرهُ وغيره , فنحن لا نخلوا من أن نكون بواحد أما سدرة المنتهى وهي منتهى الأشياء رآها النبي محمد (صلوات الله عليه وأله) ورأى من خلالها كل شيء مثمر وغير مثمر في الحياة ,والثانية هي شجرة طوبى وهي ولاية أهل البيت وكلها مثمرة , فسدرة المنتهى الكون كله وشجرة طوبى هم الشيعة ,فالإمام يدعوا أنه لو كان له خير في الحياة اجعلني باقي (وهو أن نفعل الخير) أما لو بقي من عمري فقط الشر خذني إليك كي أحافظ على ما عندي من خير , علما أن أهل السماء لا يُميتون الفرد منا بسبب فكره بل ينظرون فيك هناك باقي خير على نحو كفالة يتيم غداً أو تصنع مدرسة بعدها فالله ناظر لطول بقائه وما فيه من نفع للأمة ولو أن الفرد منا قال في نفسه لو يُبقني الله للأمد الكذائي لبنية مدرسة ,كلا كلمة هو قائلها حتى لو أبقيناك لا تبنيها لعلم الله المسبق بانقطاع خيرك في الدنيا , لان الله يعلم ما في أنفسنا ولا نعلم ما في نفسه , فكل صاحب ولاية تصرفية في الكون من قبل الله من جبرائيل وعزرائيل ميكائيل وإسرافيل ومحمد وال محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) كلهم من أصحاب الولاية التصرفية يعلمون ما في أنفسنا ولا نعلم ما في أنفسهم , لان علمه في نفسه يُميت الكل وكيف يُميتهم هذا علمه في نفسه وكيف يأتي للذي يُريد أن يُميته لا نعلم فعلم هذا الشيء في نفسه ولا أعلم ما في نفسه , ولو سألنا أنفسنا من أين هذا القرار صادر بموت زيد الجواب القرار صادر من الله Y وهذا القرار ليس فيه أي ذرة للشر أبداً لان الله كله خير وهو منبع الخير فقط , ونصل الى نتيجة بأننا نبحث عن الزيادة في كل خير بهذه الحياة فلو كانت هكذا الحياة فالنعمة بها وإذا كانت في كل شر فلا نريد هذه الحياة ,
توضيح وتنبيه
ولعل البعض يعتقد أن مقولة الإمام علي u
(( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا))
فلا يعتقد البعض أن هذا الأمر لعمل الدنيا حسن باعتقاد البقاء فيها الأبدي فلا أبدية في الحياة الدنيا وإنما يريد الإمام أن يقول
أعمل لدنياك كأنك تعش أبدا , مراده أعمل الأعمال التي تبقيك أبدي وليس المقصود أن تجعل من نفسك لاهث وراء حطام الدنيا بحجة الفهم الخطأ للحديث وتريد من خلال هذا الفهم أن تجني وتكنز كل شيء , بل المقصود أن تأخذها معك العمل الحسن حتى تخلد هناك في الآخرة أبدا,
واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا , عَمِر الدنيا ما دمت فيها بالخير والصلاح فالغد هي الآخرة
فالموت غدا = متاع الدنيا وهو قليل
والعيش أبدا= متاع الآخرة وهو كثير
ولتوضيح أكثر
أعمل لدنيك بالخير لان الموت غدا
وأعمل لأخرتك لان فيها العيش أبدا
فأعمل لدنياك بالخير لطلب العيش الأبدي ولا أبدية في الدنيا فهي المتاع القليل وإنما الآخرة هي الحيوان وفيها العيش الأبدي 0
واعمل لآخرتك في هذه الحياة القليلة المتاع لأنك لا تعلم متى موتك وهو يغدو ويروح عليك في كل لحظة ,
فأعمل لدنياك لطلب عيش الآخرة الأبدي
واعمل لآخرتك لنفاذ عيش الدنيا القليل
فخذ كل شيء من الدنيا يبقيك أبدي في الآخرة فلا تعمل أي عمل في هذه الدنيا لا يبقيك أبدي بالخير بالآخرة , فالمحصلة عملك بالخير وعلمك بالموت غدا حاجز عن أي عمل يبقيك في جهنم أبدا , فمن أخذ معه أبديات الخير من الدنيا الى الآخرة فلن يموت غدا لأنك حيٌ ترزق ولكن أهل الدنيا لا يشعرون .
كل ما ذكرنا سابقاً هو لأجل الاتصال بمحمد وال محمد (صلوات الله عليهم أجمعين)
اللهم صل على محمد خاتم النبيين وتمام عدة المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين 0
وتمام عدة المرسلين :- المرة المتزوجة ويطلقها زوجها ولكن عدتها غير كاملة لا تستطيع الزواج الشريعي من آخر كذلك دين ما قبل محمد عدةٌ غير كاملة , فبمحمد كمال الدين واله محمد تمام النعمة الطيبين الطاهرين ففقد كَمُلة وتمت عدة الأنبياء والمرسلين.
وأصحابه المنتجبين :- المقصود من الإنتجاب هو الاختيار أي (المختارين) ولا يختار الله ما لم يختاره العبد لنفسه الاصطفاء الإنتجاب .
أثار الصلاة على محمد وال محمد في يوم الثلاثاء
وبعد أن انتهينا من ذكر أثار العدل الإلهي نأتي لنذكر أثار الصلاة على محمد وال محمد وكما ذكرنا سابقا أن للصلاة على محمد وال محمد في كل يوم لها أثارها الخاصة حسب ما ذكره الإمام السجاد في كل دعاء من أدعية الأيام
وهب لي في الثلاثاء ثلاثا
لا تدع لي ذنبا إلا غفرته 000ولا غماً إلا أذهبته 000ولا عدواً إلا دفعته
الذنب الذي لا يغفر هو الشرك بالله والشرك بالله هو أن تتخذ غيره في سلطانك التشريعي أي تتخذ الجبار الفاجر لذا فكل مادون ذلك تحت قانون المغفرة الإلهية طالما العبد لا سلطان تشريعي عنده إلا سلطان الله التشريعي فهو في منازل المغفرة لذا الاتصال بمحمد وال محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) علميا هو اتصال بسلطان الله التشريعي وهنا تكون الذنوب في ساحة المغفرة اللاهية .
أما الغم الذي لا يذهب هو السلطان الجائر القضاء والحكم بغير ما أنزل الله لذا الاتصال بمحمد وال محمد علميا منجية من الهم والغم لأنها اليسر كله.
وأما العدو الذي لا يدفع هو الإجراء مع قضاء الجائر وتشريع الجبار الفاجر وان الاتصال بمحمد وال محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) يجعل إجرائنا متفق مع قضائهم وتشريعهم الإلهي .
فأول كرامة في الصلاة على محمد وال محمد يوم الثلاثاء هي غفران الذنوب وأود ذكر ملاحظة للذين يُريدون الأوراد لذكر الله بأن لا يأخذونها إلا من أهلها وخير أهلها هم محمد وال محمد وخير ذكر هو الصلاة على محمد وال محمد , فبالصلاة عليهم يوم الثلاثاء لا يدع الله ذنب إلا غفرهُ , وبالصلاة على محمد وال محمد يوم الثلاثاء تُذهب كل غم , وإذا كان عندك عدو أو أحدٌ ما يكرهُكَ فجرب قراءة هذا الدعاء والصلاة على محمد وال محمد يوم الثلاثاء يندفع هذا العدو ويصبح ولي حميم , ولو كانت الأمة متصلة بمحمد وال محمد كما هو البدن لما غزاها غازي ولما أحتُلَة , ولكن لأن الأمة انقطعت عن محمد وال محمد فتقطعت بها الأسباب , فحينما قُطِع جسد الحسين uإرباً إربا هو خير دليل على أن الأمة من بعده ستكون هكذا وهي من أوضح الدلائل فيما ستكون عليه الأمة من بعده ومن دونهم (عليهم السلام) , ونريد أن نوضح لمن أراد الخلاص من مثل هذه الثلاثة التي ذكرنا فاليصلي على محمد وال محمد فإني لم أقلها ولم أعطها للقراء والمستمعين إلا وقد جربتها ولمست منها الآثار في يوم الثلاثاء , وفضل الصلاة في يوم السبت غير فضلها وأثارها في يوم الثلاثاء وهكذا في يوم الأحد وفي بقية أيام الأسبوع ففي يوم الاثنين تعطي الصلاة شيئين وفي الأربعاء تعطي أربعة أشياء وفي يوم الخميس تعطي خمسة أشياء ويوم الجمعة الصلاة على محمد وال محمد تجتمع فيها قضاء كل حاجة جميع الحوائج
ببسم الله خير الأسماء
الإلوهية خير الأسماء لذلك هي مبدأ كل خير ولا يصدر الشر من الإلوهية أبداً ,لان الشر من أنفسكم فالذنب والسيئة من نفسك لان الله يقول ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم وما المراد هنا من الأحسن هي قد أعطيناه الأسماء الحسنى {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ }(1) أي كل شيء ملكناه الأسماء الحسنى في ذاته (الإنسانية) وإلا الحسن الذي خَلقَنا منه الله هو نفس الحسن الذي بالأسماء الحسنى ورسول الله محمد (صلوات الله عليه وأله) يقول حُبب لي من دناكم ثلاث : الماء والخضراء والوجه الحسن , الماء محمد والخضراء علي والوجه الحسن فاطمة (صلوات الله عليهم أجمعين) فهل هناك وجه أجمل من فاطمة (عليها السلام) فكل جمال لأي مراء هو شيء من جمال سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين فجمال غير سيدة نساء العالمين ليس عنده سيادة على بقية الجمال , ولو كانت عنده سيادة تكون غير كاملة كما هو العراق عندما لم تكن عنده سيادة على نفسه فالجمال يكون جمال عندما يكون الجميل متصرف بجماله وهي الأسماء الحسنى التي أودعها الله فينا , وأما أن يكون الإنسان جميل في ذاته وهناك من يتصرف فيه من مثل نفسه الأمارة وغيرها من أهل الشر هم المتصرفين فتلك هي الطامة الكبرى .
فأول شيء تدعو به هو أن تسأل الله بالإلوهية لأنها مبدأ كل خير , فلا يصاب بشر من تعلق بأنوار قدس الله , ,فيكون إله مألوه فكل من تعلق بعرى الإلوهية يكون إله مألوه
بسم الله رب الأرض والسماء
وهنا المقصود هو اسمهُ (هو) فطلب النجاة من هذين الاسمين حيث أسم (الله) مبدأ الخير المطلق واسمه (هو) هو مبدأ الخير في كل ذات وما أسم (هو) إلا بيد محمد وال محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) فمن تحقق باسمه (هوَ) وزنه الله مع كل شيء ففاق وزنه على كل شيء كما هو محمد (صلوات الله عليه وأله) وزنني الله مع كل شيء ففاق وزني ولنأخذ مثال تطبيقي على ذلك فول أخذنا الكيلو الحديد وحدة الوزن نجده انه في كل سوق (هو) وكل من في السوق متربي بتربيته رب الأرض والسماء فكل تربة في السماوات والأرض مبدئها أسمه (هو) وما هي تربية الله في السماوات والأرض هي من الرحمن الى الصبور ونأخذ دليلنا من خلال قوله عز وجل {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ }(1) {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ }(2) {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }(1) ولنا في شرح هذا المطلب بوحث في كتبنا إنشاء الله .
وأقول إن من سبح هذين الاسمين (ياهو) أو( هو اللهُ الذي لا إله إلا هو) له ثلاث كرامات نفهم ذلك من خلال قول الإمام السجاد u
الأولى أستدفع كل مكروه أوله سخطه فكل مكروه فيه سخط الله يدفع بهذا الذكر وسخط الله يأتي من الأفعال التي يكرهها ويبغضها الله 0
الثانية وأستجلب كل محبوب أوله رضاه فيجلب هذا الذكر كل شيء (كل عمل) محبوب عند الله وفيه رضا الله عز وجل .
الثالثة فأختم لي منك بالغفران ياولي الإحسان والخاتمة التي تكون على خير هي أن تكون جندي من جنود الإمام الحجة أبن الحسن (عج) وأن تكون في حزب الإمام أيضاً فتكون ولي من أولياء الإمام الحجة في غيبته وحضرته ودولته وخير خاتمة هو أن يختم الإنسان حياته بحسن العاقبة وهو مع الإمام الحجة وشر خاتمة هو أن تكون في حزب الشيطان وهو ما يقابل الإمام (عج) لان ما يقابل الإمام قد محض الكفر هو ومن لحقه , ومن لحق الإمام قد محض الإيمان .
جعلنا الله وإياكم من أهل الخاتمة الحسنى وجعلنا من المبصرين الذاكرين والشاكرين والمفكرين في دولة الإمام روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء والحمد لله في البدء والمنتهى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق