الأحد، 5 فبراير 2012

شرح دعاء يوم الحميس















المحاضرة السادسة
الأسرار والأخبار  في  دعاء يوم الخميس
من أدعية الصحيفة السجادية  لمولانا الإمام
علي أبن الحسين السجاد u










أعوذ بالله  من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وأله الطيبين الطاهرين
هذه المرة نعرج في شرح دعاء يوم الخميس من أدعية الصحيفة السجادة
ونحن نباشر بيان معالم دعاء يوم الخميس نجد سمات للعدل الإلهي في كل دعاء, لكنها متغيرة ما بين دعاء ودعاء حيث كنا في الأدعية السابقة(1) نتطرق للنفس في لباسها ونشورها ومتعلقاتها وفي دعاء يوم الأربعاء كنا في النوم وفي الليل كيف نستثمره وفي دعاء يوم الخميس نتطرق للعدل الإلهي في


الأفاق, ففي دعاء يوم الخميس تختلف الفكرة كيف يزال عنا الليل وكيف يأتينا النهار وكيف هي هذه التقلبات .
سمات العدل الإلهي في دعاء يوم الخميس
الحمد لله الذي أذهب الليل مظلما بقدرته وجاء بالنهار مبصراً برحمته .
ذهاب الليل وبقبالها إيتاء النهار ,الليل ظلمات والنهار نور ,ونحن نلاحظ من خلال قراءة أول الدعاء أن الإمام يقول ,أذهب الليل بقدرته ,وجاء بالنهار برحمته ,أي أعطاء القدر لليل والرحمة للنهار ,فيأتي هنا سؤال ؟ لماذا لم يقول أذهب الليل برحمته وجاء بالنهار بقدرته ,والنكتة في هذا الموضوع , إن الرحمة لا تأتي في الظلمات وإنما القدر قدر الشيء تقديره بأنه متقابل إجرائي في تقابلات في إثنينية , الله يرد أن يقول إن الليل ليس من خلقي الخلق الأولي, ونلفت الانتباه إلى إن هنالك خلق أولي ,حيث الله فعله الخلق الأولي وما هو الخلق الأولي ,الله خلق النور وهذا النور لكونه ليس في الذات الإلهية خارج الذات الإلهية بمعنى في دائرة الإمكان أقتضى أن يركب من صور الروح وظهر بالعقل ضياء لماذا هذا الضياء؟ لان عالم الطبيعة ظلمات لان المادة ظلماء, نصل إلى نتيجة انه أصل الظلمات هي الإجرام والمادة بالتالي الله جعل النور في هذه الظلمات, الآن لو كانت الغرفة فيها نور فيها نهار هل من الممكن إن تجعل فيها مصباح قطعاً لا, الله لماديتنا إعطانا هذا المصباح إعطانا هذا العقل حتى نرى فيه حتى ندرك فيه ,ودائما الضياء تفصيل والنور تنزيل, والنور دائما في مقام التنزيل وهو بحث موكول لمحله إنشاء الله .
إذن التقدير في ليلة القدر خُتم لنا ,انه النور نزل في ليلة القدر ليلة التقدير وسمية ليلة القدر ليلة لأن الطبيعة ظلمات المادة ظلمات وليل والداعي والباعث على الليل عالم الطبيعة وليس عالم الرياضيات كون الله أنزل عالم الرياضيات في عالم الطبيعيات الرياضيات ضياء, النور هو عالم الإلهيات, السنن التكوينية نور قبالها السنن التأريخية السنن التاريخية ما هي؟ هي الداعية للانعكاس هي الداعية للاستيعاب سواء الحسن أو السيئ أما ليلة القدر هي ليلة تقدير كل شيء بما انه هذه التقدير في داخل الإمكان يتقابل تقابل إجرائي أي له أسم والاسم يتقابل, والأسماء تقسم الى 
أسم ليس له تقابل إجرائي ,وأسم له تقابل أجرائي (قدر) وهذا الاسم حسن يقابله أسم سيء وهذا التقابل الإجرائي للاسم سيكن عندك أسماء سوء وأسماء حسنى وأما الأسماء الحسنى التي هي عند الله مطلقة ليس لها تقابل إجرائي .
وكساني ضياءه وآتاني نعمته .
النعمة هي نعمة العقل وكسوة الضياء هي الطاقة الداخلة المتسربلة في البدن وليس هو الضياء الذي تراه في الخارج؛ كون الطاقة المتسربلة في البدن يشترك بها الطاقة التي هي خارج البدن والطاقة التي يأخذها البدن من العناصر الأربعة أما الطاقة التي تأتي من الشمس من الخارج عنصر واحد تعطي الضياء وتعطيك الهواء أما العنصرين تأخذهما من الماء والغذاء فتتكون عندك هذه الطاقة التي عبر عنها بالنعمة وهي وليدة العناصر الأربعة وهي النعمة في الكون 0
اللهم فكما أبقيتني له فأبقني لأمثاله 0
ماذا يراد بالبقاء ونحن في دار الفناء ؟ فهل يراد بالبقاء أن يبقى خالد الإنسان طبيعياً ؟ علماً إن الطبيعة تسير إلى الوقت المعلوم والله وعد الشيطان إنه ينتهي بأنتها الطبيعة عالم المادة ما أن يُرفع عالم الطبيعة (المادة ) يرفع الشيطان وما أن يرفع الشيطان يرفع عالم المادة كونهما متلازمان ومشتركان بكل الخواص لا يختلفان ولا يتخلفان إن رفعة الأبدان رفع الشيطان وان رفع الشيطان رفعة الأبدان لماذا ؟ لأنه الشيطان مشترك بالنفس والنفس هي ظل ما بعد الأبدان لو كانت هذه الأبدان أقداح(1) كما يريد الأمام زجاجة شفافة كانت مجالاً للنور فلا وجود للشيطان في حالي وقالي لأني أتلقى النور من الله وأعطيه وهذا ما يجعل العرفاء والأولياء في محل غبطة منا لأنهم مجال لمرور النور الإلهي مجال للأسوة الحسنة التي هي الأسماء الحسنى جعلنا الله وإياكم من أهل الأسوة الحسنة , وأما البقاء المطلوب هو الباقيات الصالحات أنت لا تبقى هذا اليوم وتريد إن تبقى لأمثاله وأمثاله الحسنى المناظِر والمماثِل والمشابه والمشاكل ,كل هذه الأشياء يوم بيوم يوجد أيام متشابهة ومتناظرة يوم بيوم متصلة بالحسنى هو المطلوب أما إذا يومك متصل في الدنيا متصل في الأعمال الطالحة فلا يوجد عندك باقيات صالحات ,إذن الإنسان الباقي في هذا اليوم والأيام الأخرى باقي بمن ؟ما هي الباقيات الصالحات نكمل
وصلي على النبي محمد واله 0
هذا هو البقاء أن تصلي على محمد وال محمد فمن لا تهمه المادة يبقى في كل العوالم هو هو , أما من لم يتصل بمحمد وال محمد حياته تنتهي إلى الوقت المعلوم حاله حال الشيطان , فالإمام يرد إن يقول إن الاتصال بمحمد وال محمد هو سبب البقاء , فنقول كلمة باقية في عقبه ونقول بقية الله في أرضه  فهذا الذي يشترك بخواص مشتركة مع بقية الله ماذا يكون ؟ يكون بقية بقية الله ونحن في زمن الغيبة المشتركين مع الإمام نحن بقية بقية الله, فنبقا ببقائه ونرتفع بارتفاعه ولا ارتفاع للإمام إلا ارتفاع بالطاقة رفعناه مكان عليا , بينما ارتفاع الشيطان هو السيخ كمال في المأثور لو رفعة الحجة لساخت الأرض(1) حتى الشيطان يسيخ لو رفع الحجة لذا نفهم بقا الشيطان إلى الوقت المعلوم , والإمام باقي في كل العوالم لأنه رحمة للعالمين فهنيئاً لمن كان باقيا ما بقي الدهر هذا الإنسان الذي هو مشترك مع الله وحجته بالخواص .
ولا تفجعني فيه وفي غيره من الليالي والأيام بارتكاب المحارم واكتساب المآثم
قاعدة نؤسسها من هذا المقطع الفاجعة 000كل الفاجعة بأمرين وفق منهج المعصوم فلا يأتي الإنسان الذي عنده مصيبة ويقول فاجعة عندي كون
الفاجعة تحصل بأمرين وفق منهج الإمام السجاد u وهو يقول
بارتكاب المحارم  ×  واكتساب المآثم
بارتكاب المحرام  =  فعل حرام ×   ترك واجب
اكتساب المــآثم = فعل المكروه  ×  ترك المستحب
فالذي عنده ارتكاب محارم مفجوع مفجوع حتى ينقطع النفس حتى لو فرح ولو كانت له الدنيا أضحوكة هي لا تضحك معه بل تضحك عليه فهو مفجوع من أول ليلة من ليالي البرزخ حيث تبدأ مصيبته هناك كون المصائب هنا هينةٌ لكن الأفجع إن تأخذ لك مصيبة تكون أنت مفجوع بها بعوالم لا تدري ما هي ولا لها نهاية عوالم البرزخ والآخرة بارتكاب المحارم واكتساب المآثم هما الفاجعة الحقة لمن لهو عين ويبصر الحقيقة أما غيرهن لا يعدن فواجع بل زهد , مثال مات أبي ففي موته اكتسب ثواب من حيث الصبر على مصيبة وفاته ومن خلال استقبالي للناس والترحيب بهم ومن عزاء الناس لي كل هذا ثواب أنت في مصيبتك تمشي وتأخذ ثواب أنت غير مفجوع المفجوع أبوك فهل سمعة بمفجوع يأكل أفضل الأكل كما هو المقدم في العزاء عادتاً وهل المفجوع يأكل اللحوم المختلفة ويضع في جيبه الأموال لا يوجد فجيعة برحيل احد من الأرحام لكن الفجيعة كل الفجيعة لو كان الإنسان متعدي على حقوق الله تعالى متجَرم على دولة الله هذا هو المفجوع , كم مفجوع في أبيه بكته الناس على أبوه وبكته السماء لتجنيه على الله هو هذا المفجوع, فالذي مات أبوه لو يعرف كم السماء تبكي عليه وكم هو متجني عليها بارتكاب المحارم وما شاء الله في دولة العراق عاصمة الإمام الحجة (عج) في هذا الوقت بأي وجه نواجه الإمام بهتك الملك العام بهتك الملك الخاص بالقتل فالقتل والسلب يعني الجنايات في النفس هي اكتساب المآثم وارتكاب المحارم والجنايات بالمال وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم , وخير جهاد إن تجاهد نفسك عن المال الحرام وان تجاهد نفسك عن المآثم لا تكن ظالم فلا تكن متجرأ على الناس لا بِقال ولا بحال فكم كلمة قتلت أمم وكم امرؤ قتله لسانه 0
وارزقني خيره وخير ما فيه وخير ما بعده واصرف عني شره وشر ما فيه وشر ما بعده
خير الأرزاق إن ترزق الخير وهذه قاعدة فأوصيكم لا تقولوا ربي أرزقني كذا (سيارة طيارة, مروحة ,طعام ) لا تقل هكذا قل اللهم ربي ارزقني الخير وانظر ما سيأتيك كون الله يعلم ما في نفسك فلماذا هذه الارتباك في نفسك أريد كذا وأريد كذا وأنت لا تعلم ما في نفس الله إذن خير الأرزاق أن ترزق الخير , لو أعطيت الخير تكون خيّراً فتصبح أنت الذي تعطي لكن لو أعطوك مليون دينار ولم يعطوك الخير ما نفع المليون مع سلب الخير منك .
أولا : سيكون هذا الرزق غير مبارك أي حرام أي سببت لنفسك سبب حرام وأخذته منه .
ثانيا : وهو الأهم انه هذا المليون تلفه بخمسة عشر لفة ولا يرى الهواء بعدها لماذا لأنهم لم يعطوك الخير معه وإلا كيف الإنسان يخرج هذا المليون كيف يعطيه لأنه عنده أصلا الخير .
فلذلك خير الأرزاق إن ترزق الخير فتكون كريم غير مسرف تكون مدبر فترى نفسك تدبر أمرك وأمر غيرك وإذا لم يعطوك الخير وأعطوك ملك الري والدنيا لن تدبر نفسك ولن تدبر غيرك ولربما يكون هذا المال سبب لهتك العرض وسفك الدماء وغيرهن كثير.
كيف أتعامل مع هذا الخير كيف اطلب الخير الإمام يقول يكون
الخير 1×3
والشر 1×3
فكيف اطلبه الإمام يقول
وارزقني خيره وخير ما فيه وخير ما بعده واصرف عني شره وشر ما فيه وشر ما بعده
لأنه خير ما فيه خير لما بعده فلو كان شر ما فيه سيكون شر لما بعده فيومك هذا يكون مقدمة نتيجة لما بعده ومقدمة لما قبله وهكذا تكون أنت بين مقدمتين ونتيجتين كيف ما فيه مقدمة لما بعده ونتيجة لما قبله وما أنت فيه مقدمة يكون نتيجته ما أنت بعده فسيكون مقدمتين في الخير ونتيجتين في الخير كما إن الفرد قبس من المجتمع اليوم قبس من الزمن إذا حققت وحدة زمانية ولا تحققها إلا إن تكون امة فإذا كنت امة في فعلك فان الأمة ستقتبس كلها من نورك من فعلك فبالتالي تكون عندك وحدة زمانية وحدة معانية
وخلاصة القول انت في مثلث الخير لتقويم زمانكم ومكانك وهو خير ما قبل يومك وخير يومك وخير ما بعد يومك وكذا تقييماً لزمانك ومكانك في مثلث الشر ,الشر في يومك والشر ما قبل يومك والشر ما بعد يومك
فما قبله يعد ماضياً له في الخير أو الشر وما بعد يعد مستقبلا له في الخير والشر وهنا يكون الإنسان فعالا لاقترانه بالزمان الماضي أو المضارع أو الأمر والمستقبل ليكون له تحركه قضاءا وإجرائا في الخير أو الشر فيكيف يكون الإنسان إسما حتى يتجرد من اقترانه بالزمان فلا يكون قبله قبل ولا بعهد بعد إلا الله سبحانه وتعالى وهذا التجرد الذي يكون فيه الإنسان إنسانا أمثاله في القلوب موجودة ما بقي الدهر(1) .
كيفية أطلب الخير
لقد قلنا انه أفضل الخير أن تطلب الخير فالإمام يؤسس أصول كونية في كيفية طلب الخير 0
والأصل الأول:- لقضاء الحوائج
اللهم إني بذمة الإسلام أتوسل إليك
الذي ليس لديه ذمة لا يذهب للإسلام والذي ذمته غير فارغة لا يذهب إلى ذمة الإسلام لان الإنسان مبدأ هذه الذمم , التوسل لله بذمة الإسلام فخير توسل هو التوسل بذمة الإسلام على فرض تريد التوسل بذمة الإسلام  .
الأصل الثاني:- لقضاء الحوائج
وبحرمة القرآن أعتمد عليك
والأصل الثاني تعتمد عليها وليس تتوسل بها فلا تقول اللهم ربي بحق القرآن حالك يقول أنا معتمد على القرآن وأنا القرآن ,الله لا يرد تحريك فليس لديه تحريك ولا يريد حقيقة كي فقط تتمعن وتستدرك المعاني الله يريد أصل فالله علمنا أصل اللغة الكونية وهو الاسم وعلى الفرد منا الفعل,لأنها حقيقة الأصول كون الأشياء تقسم على
الأصل    وهو الواقع
والحقيقة   وهي المعاني
والتحريك  وهو اللفظ
فالله أعطاني أصل اللغة وحتى الإمام علي  uعندما عَلمَ أبو الأسود الدوألي علمه أصل اللغة قال له الإمام خذ هذه الأصول واعمل بها وما شاء الله انظر كيف هي حال اللغة العربية الآن, والمعتمدين في بحثهم على أصول أهل البيت الأصول الكونية كيف وصلوا إلى حقائق معرفية وعلمية .
الأصل الثالث:- لقضاء الحوائج
وبمحمد المصطفى صلى الله عليه واله أستشفع لديك
وأما بخصوص النبي محمد استشفع عنده ولا تتوسل بمحمد المتوسل هو الذي عنده خلل ويتوسل أنا عندما أتوسل بشخص لماذا أتوسل به يعني أنا ليس على استحقاق ولا أهل إستيجاب أذن متفضل علي إذا تريد تفضل اذهب إلى الإسلام التوسل بذمة الإسلام والقرآن تعتمد عليه ومحمد استشفع عنده وقل اللهم إني أقدم محمد شفيع أمامي في هذه الحاجة وانظر كيف تقضى الحوائج بشفاعة محمد (صلى الله عليه وأله)  لا تقسم على الله بحق محمد أتدري ما حق محمد الجوب ماذا أنت تقول يالله أنا ليس محمود وبحق المحمود اسمك المحمود اقضي لي هذه الحاجة لكن الله كيف يعطيك هذه يعطيك محمود وأنت المحمود الله لا يعطي محمود على إنسان مذموم ونحن سألنا الله في العبادة أم في الربوبية ؟ سألنا الله في ذلك العالم بالربوبية وأجبناه بالعبودية قلنا بلا ولكن هنا كيف في هذا العالم نحن نسأله بالربوبية وهو يجيبنا بالعبودية .
التوسل يقابل الإسلام تقابل إجرائي
الاعتماد يقابل القران تقابل إجرائي
الشفاعة تقابل محمد وال محمد تقابل إجرائي
فلو ذهبت بالتوسل بالإسلام مستجاب وتعتمد على القرآن بالمستحب ولكن تأتي على محمد وال محمد يعاملك الله بالتفضل كونك لم تكن من أهل الاستحقاق ولا من أهل الاستيجاب فيعاملك بالتفضل أتيناه من لدنا فضلا فيشفع لك محمد بالتفضل وهذا الاستشفاع عمل, الدعوى للاستشفاع بمحمد من خير المستحبات والشفاعة رهن المستحبات فيكون شفيع لك بقضاء الحوائج.
فاعرف اللهم ذمتي التي رجوت بها قضاء حاجتي
قضاء الحوائج بهذه الثلاث ,ولا تتخبط بك المناهج وقل اللهم ربي لي حاجة وأخطرها في ذهنك فالله اعلم بها كون الله يعلم ما في نفسك ولا تعلم ما في نفسه وهذا الحاجة لقضائها أتوسل بذمة الإسلام واعتمد بحرمة القران واستشفع بمحمد وال محمد (عليه وأله السلام) والله تُقضى هذه الحاجة ولا تُرد لأنك وقعت على الخبير البصير فكيف تُرد هذه الحاجة .
والآن ننتقل إلى المسألة الأخير من بيان معالم الدعاء
اللهم اقضي لي في الخميس خمساً
لا يتسع لها إلا كرمك
ولا يطيقها ألا نعمك
نحن لماذا نسأل الله ؟ نسال الله لأنه كريم كونه معطي وإياك تسأل الكريم خارج نعمته وانتبه لا تطلب من الله ما لا يمكن حدوثه من قبيل شيء فيه استحالة أخلاقية وفيه استحالة تكوينية لا تطلب ذلك وتقول اللهم اجعلني نبي هذا طلب محال لأنه النبوة ختمت بمحمد (صلى الله عليه وأله) وهذا الطلب خارج كرم الله لو علم الله فيك الوفاء لجعلك نبي(1),هذا الأمر مستفرغ منه كون النبوة ختمت بمحمد (صلى الله عليه وأله) وكون طلب نعمة النبوة محجوبة فلا تطلب النعم المحجوبة لكن اطلب نعم بقدرك بما تنمو به وتزكو به فالله يعطيك ذلك, لذلك لا يسع هذا الطلب ولا يطيقه إلا نعمه كون المحجوب لا يطلب لأنه خارج هذه النعم لكن النعم التي ممكن طلبها والتي ممكن الحصول عليها هي الآتي .
سلامة أقوى بها على طاعتك
هذه نعمة وأحسن نعمة لكن لو طلبت سلامة لغير طاعة الله محجوبة كالذي يريد سلامة من الله يعبد بها الشيطان هذه محجوبة هكذا سلامة لا تعطى فالكريم لا يعطي لؤم , الله لا يعطي لؤم حاشاه .
وعبادة استحق بها جزيل مثوبتك
لكن لو كانت عباد تستحق فيها العقاب محجوبة لا تتوقع إن يعطيك الله عبادة كثير الله لا يعطي الكم الله يعطي عبادة بالكيف يعطيك فيزيائية الصلاة أما تقول ربي ارزقني عبادة أصلي 24 ساعة وأنت ليس فيها مع الله هذا لا يكون.

وسعة في الحال من الرزق الحلال
كون الحرام محجوب عنك لأنه ليس من نعم الله ولا يمكن طلبه كونه من نعم إبليس مثل السارق الذي يسرق ويقول أنا خارج على باب الله علما إن باب الله ليس فيه حرام ولا تأخذ في تصورك الله يسبب لك أسباب حرام السرقة تحايل وليس وسائل .
وان تؤمنني في مواقف الخوف بأمنك
من خاف الله أمن ولا تتصور أنت خائف من غير الله وتقول ربي ارزقني الأمان, وفي ذلك مثل للمتعض في العراقيين الذي هم خائفين من غير الله لم يتخلصوا من الطاغوت بسهولة لو كُنا نخاف الله ونتعامل بموازينه واحدنا يحترم الأخر وكل فرد منا يخاف على حرمة أخيه لكان منذو أمد بعيد حصلنا على الأمن وما من حاجة إلى أحد غريب , لكن لأننا نرجو المخافة في غير الله ونطلب الأمن من غير لله فلا نحصل عليه ونحن الأن نبحث عن الأمن الأفقي ولا أمان إلا أن تصفر وترجع إلى الله وتخاف الله عندها يتحقق الأمن , وترى أنت إن الإنسان عندما تصيبه مصيبة ويخاف الله كيف عندها يتحقق الأمن لكن لو لم يكن قد خاف الله لا يتحقق له الأمن فأسألكم إن تجعلوا مخافة الله هي الأمان لان الله لا يعطي علمه إلا لمن خاف منه .
وتجعلني من طوارق الهموم والغموم في حصنك
لماذا قال الله في حصنك ومن هو حصن الله
كلمة لا اله إلا الله حصني ومن دخل حصني امن عذابي هل المقصود قول لا اله إلا الله بالتحريك ويحص المراد وأكون في حصن الله أم أقولها في الحقيقة وينتهي المطلوب وأقولها في الأصول ويحصل ذلك وما أصلها ,أصلها هو الآتي
كلمة لا اله إلا الله حصني ومن دخل حصني امن عذابي
ولاية علي حصني ومن دخل حصني امن عذابي
فستكون كالآتي
الكلمة تقابل علي
ولا اله تقابل الولاية
وحصني تقابل حصني
فالحديث متفق في خصائص من هو الحصن الحصين  كون عليu هو كلمة الله العلياء وأعطاني الأصل للا اله إلا الله وجعل مكانها ولاية علي u حصني ومن دخل حصني بشرطها وشروطها ولننتبه لقول الإمام الرضا u وأنا من شروطها ونؤسس على ذلك قاعدة .
كل من امن وعمل صالحا في ولاية أهل البيت لا يمسه لغوب ولا هم ولا غم ولا نصب ولا تعب والى أخره من عوارض الدنيا لأنه في حصن الله لكن الإنسان الذي يتيه في الدنيا ويذهب عن حصن الله ما يصبح عنده هم وغم الخ , والإمام يرد إن يقول إذا تريدون الخلاص من كل هذا تعالوا إلى حصن الله تعالوا إلى ولايتنا وكما يقول أمير المؤمنين علي u ذكرنا شفاء للصدور(1) وأين يكون الهم هو في الصدر بالتالي لو لجئنا إلى ولاية أهل البيت التي هي أصل كلمة لا اله إلا الله سنأمن من طوارق الهموم والغموم فلا طارق يطرق علينا بهم ولا غم .
وصلي على محمد وال محمد
كل هذا الأمور تمامها هو الاتصال بمحمد وال محمد لان الصلاة على محمد وال محمد هي الاتصال بهم علميا وعمليا .
واجعل توسلي به شافعا يوم القيامة نافعا
ونحن نطلب التوسل النافع ولا نتأمل إن محمد يعطي توسل وشفاعة غير نافعة ولا يعطون أي أهل البيت إلا الأمر النافع حتى لو تُكوى بالابتلاءات لو تُقلى مثل الباذنجان إذا لم تصل إلى مستوى المائدة مائدة محمد وال محمد ويشتهونك, فقبلها تقص بسكين وتمر بالمطبخ كي تشوى بالنار كلها نفع وهل سمعة إن احدهم قطع الباذنجان يقصد أذيته لا إنما هذه مرحلة من الكمال فيأتي بالدهن والبهارات ويقلي الباذنجان كلها ابتلاءات وترى الطباخ ينظر للباذنجان وهي تُحمص ويريدها إن تكون جاهز وفق الذوق العام لماذا لأنها باذنجانة منافقة ظاهرها اسود وباطنها ابيض ونحن عكس الباذنجان ظاهرنا ابيض وباطننا اسود فكم يراد لنا من تمحيص كي نُصفا ونَجهز وتريد إن تكون من خلصا أل محمد وأنت ما زلت ترابي ولم يضعوا عليك معجون الابتلاء ولم يمرروك مثل الباذنجان في مطبخ التمحيص, ممكن الشعور بلذة الطعم هكذا, وأنت تدخل المطبخ وقد ملأته سكاكين لماذا هل بينك وبين الخضروات وباقي المأكولات ثار مثلا لا , فتأمل الملائكة لديهم أحسن مطبخ كم سكين فيه وما شاء الله صناعات كلها حديثة فتُقطع على النظام الرقمي وفجأة تشعر بالبلاء قد أخذك من كل مكان ونسأل الله التوفيق لمحاسن الطريق .
إنك أنت ارحم الراحمين
ولا توفيق إلا بطريق رحمة العالمين محمد واله الطيبين الطاهرين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين .
وأخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين













ليست هناك تعليقات: