الثلاثاء، 13 مايو 2025

 "همس الروح"

"وها قد بدأت ترتقي..."
همس الروح – الحوار الثاني: حين تنظر إليّ بعين القلب
الروح (هامسة):
وها قد بدأتَ ترتقي...
حين نظرتَ إليّ لا بعين الرأس، بل بعين القلب.
حين لم تَعُد تسأل: "ماذا أفعل؟"
بل همستَ في داخلك: "ماذا أفعل بكِ يا روحي؟"
البدن (بصوتٍ خافت):
أشعر أنني تائه حين أغيب عنكِ،
كأنّني أتحرك كثيرًا… لكن بلا وِجهة.
الروح:
وهل للريح أن تهدأ إن لم تعرف موطنها؟
أنتَ تتحرك، نعم… لكن ليست كل حركة حياة.
الحياة أن تسير نحوي…
بصبر، وصدق، ونبضٍ يعرف ما يريد.
البدن:
أرشديني… كيف أسمعكِ في زحام رغباتي؟
الروح:
أن تَسكن قليلاً…
أن تصمت حين تصرخ الدنيا…
أن تنام على نية اللقاء لا على تعب الهروب…
هناك أتكلم، لا بصوت، بل بإشارات…
وأنتَ وحدك تعرفها حين تصدق.
البدن:
أشعر أنني أشتاق إليكِ،
كأنني انفصلت عن شيءٍ كان يسكنني منذ البدء.
الروح:
أنا أنتَ حين كنتَ نقيًا،
أنا الماء الذي خرجتَ منه أول مرّة،
أنا النور الذي نفخه الله فيك،
فلا تبتعد… فإن أقرب طريق إليّ،
هو أن تُحبني.
البدن:
أحبكِ؟
لكنني لا أفهمكِ أحيانًا…
الروح:
ولم يُطلب منك أن تفهمني دائمًا،
بل أن تؤمن أنني معك…
أرشدك حين تغفل،
أمسح دمعتك حين لا يراك أحد،
أضيء شمعتك حين تنطفئ من الخارج.
البدن (بصوتٍ خاشع):
وها أنا أسمعكِ الآن…
فهل لي أن أرافقكِ في ارتقاءٍ جديد؟
الروح:
تعال…
ولكن لا تحمِل معك إلا الصدق،
والتوبة،
وشوقك لي…
فأنا الطريق الذي لا يضلّ سالكوه.

ليست هناك تعليقات: