حوار الروح والبدن: "هل أنت معي؟"
البدن:
يا روح، أنا مثقل بالانفصال… من أنا متصل به؟ ومن أنا منقطع عنه؟ أشعر أن كل شيء متشابك، ولكن بلا جوهر.
الروح:
الجوهر في "المعية". اسأل نفسك بصدق: هل أنت متصل بالصادقين؟ أم أنك تائه في زيف المترددين؟ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
النقطة المحورية 1: إعادة الاتصال
كن واضحًا في ولائك: اتصل بأهل الصدق، واقطع الحبل مع أهل الباطل.
البدن:
أنا أؤمن… أو هكذا أقول. لكن داخلي متردد، بين تقوى خفيفة وفجور خفي، بين نور ونفاق.
الروح:
الإيمان ليس شعارًا، بل سلوك ونية ومسيرة. اختر طريق النقاء لا الزيف.
النقطة المحورية 2: ترسيخ الإيمان
قاوم النفاق العملي، وازرع التقوى فعلاً في قلبك وسلوكك.
البدن:
لكن ألا نعيش جميعًا في ظل رحمة الله؟ أليست المعية شاملة لكل شيء؟
الروح:
نعم، هذه المعية العامة، كالشبكة المتاحة لكل جهاز. لكن المعية الخاصة هي الاتصال الواعي الفاعل: إن الله مع المتقين.
النقطة المحورية 3: طلب المعية الخاصة
ابحث عن معية الله في كل فعل تتقنه بنيّة صافية، فهي ميزان القرب الحقيقي.
البدن:
أكاد أصدق، لكن لساني لا يوافق أفعالي… أقول شيئًا، وأفعل آخر.
الروح:
هذه منزلقات الكذب. المعية لا تستقر إلا فوق أرض الصدق: قولًا، وفعلاً، وسريرة.
النقطة المحورية 4: الصدق الفعلي لا القولي
لا تكن كمن يقول ما لا يفعل، فالصدق امتحان النفس لا اللسان.
البدن:
أحيانًا أشعر أن لا جدوى… كما قالت النفس بعد الحسين: هونّي وبعده لا كنت أو تكوني.
الروح:
المعية الحقة هي في الفداء: "فَدَاكَ بِنَفْسِهِ وَجَسَدِهِ..."، فهل تبذل روحك في خط الهدى؟
النقطة المحورية 5: اليقظة والبذل
اجعل العمل الصالح فعلًا واعيًا ينبع من قلب متيقظ، لا جسد آلي.
---
البدن:
لكني ساكت… أرى الظلم ولا أتكلم، أخاف… أو أتجاهل.
الروح:
الساكت عن الحق شيطان أخرس، والراضي بالباطل شريك فيه: "الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم".
النقطة المحورية 6: التمييز بين رضا الله ورضا الناس
درّب نفسك على اتخاذ الموقف الأخلاقي حتى في غياب الجمهور.
البدن:
هل يكفي أن أحب الحق؟ حتى لو لم أكن مع الحسين في كربلاء؟
الروح:
نعم، إن صدقت النية، فأنت حاضر معهم، كما في نهج البلاغة: "فقد شهدنا، ولقد شهدنا في عسكرنا هذا قوم...".
النقطة المحورية 7: الاتحاد في نوايا أهل الحق
النية الصادقة تُلحقك بركب الأولياء، فاجعلها يقظة وعملية.
البدن:
وأين يكون قلبي؟ فهو لا يُرى، ولا يُسمع، لكنه يحكم كل شيء.
الروح:
القلب هو الأمة… أمة الحب أو أمة البغض. كل حركة تصدر من رضا أو سخط.
النقطة المحورية 8: العمل بوعي القلب
قوّم نواياك قبل أقوالك، فالاتجاه يحدده القلب لا الجسد.
البدن:
ترددت كثيرًا في قول: يا ليتني كنت معهم… هل أستحقها؟
الروح:
إن كانت نيتك صادقة، وقلبك عامل، وعقلك مريد، فأنت فيهم ومعهم، وفوزك عظيم.
النقطة المحورية 9: منهج "يا ليتني كنت معهم"
حوّل التمني إلى تصميم، ثم إلى برنامج عمل يومي.
البدن:
كيف أستمر في الطريق دون أن أسقط؟
الروح:
بالصحبة، بالمحاسبة، وبالتقييم الدائم… اسأل نفسك دومًا: هل أنا "معهم" أم في الجهة الأخرى؟
النقطة المحورية 10: استدامة التقييم الذاتي
اجعل من سؤالك الداخلي دليلًا وميزانًا… وجدد نيتك كل صباح.