الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

التمهيد اللقاء الاول



التمهيد
اللقاء الاول
رايته  يتخذ الوجود متكأ  والتكوين فراشا  وقد  علت محياه الحكمة   وارتسمت على  جبينه المعرفه  وقد قرات في عينه  العلم  وكانه يقول  ان كل شيئ معلوم لديه
نعم كل شيئ  محكوم بالوالديه والمولوديه معلوم لديه 0 
فاطلت النظر اليه  ثم سالته  من انت ياشيخ ؟
قال انا  الامكان 0
قلت له اانت الامكان ؟
قال اجل  انا اعرفك  فانت من ولدي وذريتي  ولكن انت  لاتعرفني  لانك تحتاج الى زمن  ترتل فيه معرفتي 0
ثم استرسل قائلا  الماكان لايعرفي المعان  الا  برفقة الزمان  فان انقطع الزمان  عن المكان   بات المكان  قاصر الفعم للمعان
ثم  اردف قائلا  ان الزمان والمكان    جرفي نهر  المعان  والمعان  نهر لايحتضنه  الا شاطئيه  وهما المكان والزمان  لذا لايعرف  النهر  معرفة  احتضانية  حد الارتواء الا شاطئية    اما  العارفين  بالبحر  غيرهم  فالشواطئ ادلائهم ليه 0
ثم قالا  واعلم  ياصغيري  ان  المعاني منها ماء مضاف  طاهر بنفسه ولايطهر غيره  لذا زمانها ومكانها  اخذ خواصها 0
ومنها معاني اسنه    نجسه   غير طاهره في نفسها  فكيف تطهر غيرها  لااصلحكم بفساد نفسه
ومنها  معاني راكده  تحتاج الى  معاني  متحركه  حتى  تجعلها جارية 0
ومنها معاني  مطلقة ومباحه  طاهره بنفسها وتطهر غيرها   ومنها معاني  معتصمه   ومن المعاني المعتصمه  ماهو له ماده  وممنها ماليس له ماده  ومنها غير معتصمه  
ومنها معاني بلغت الكرية وكل هذه المعان  تاثر بها  الزمان والمكان تاثيرا  اختصاصي 0
واعلم ياصغير  ان شواطئ النهر( نهر المعان ) وهما   الزمان والمكان   لاتفهم  المعنان الا ان تلازمه  تلازما احتضانيا   استيعابيا   ارتوائيا   ترتيليا  من اوله الى اخره 0
سكت  الشيخ وهو اخذ  بلحيته    قابضا عليها  بيده  اليمنى  مادا بصره   بعيدا
فرايته  رجل شيخ كبير   وقد ذكرني بجدي رحمه الله   حين كان يتخذ  مروز الزرع  او  بيادر  الحنطه  او  حيازيم البردي والقصب متكئ يتكا اليه 
وحينها  سالته  فقلت  له انت تشبه جدي
فتبسم ضاحكا  وكانه سليمان عليه السلام   الذي سخر له كل شيئ حتى النمله وماتملك من عدة وعدد  هي تحت امره وملكه  وحين سمعها  تامر رعيتها  بالدخول الى المساكن  خوفا  من  سليمان وجنوده  فتبسم  سليمان ضاحكا  لارادتها  ومطلبها   والذي هو تحت ارادته ومطلبه اين ماكانت  في المساكن او خارجها 0
فقلت  افي سؤالي مايثير  التبسم  والضحك
قال لا  ولكن سؤالك المفترض ان يكون    ان جدي يشبهك  وليس انت تشبه جدي 
فقلت ومالفرق ياشيخ
قال  الشيخ وهو  يبتسم لان انت واجدادك الى  منتهى نسبك كلكم ولدي وذريتي  والاصح  ان تشبههم بي  ولا تشبهني بهم
فقلت صدقت  ياشيخ   المنطق الكوني يقول  انهم يشبهونك  لذا  فاصحح قولي وقول لك ان جدي يشبهك  ولكن  ماتقوله يحتاج الى زمان ومكان  طويل
 فلكل جد من اجدادي زمانه ومكانه  لذا  تحتاج الى زمان ومكان  حتى  يصدق ادعائك  بان كلهم ذراريك 
قال  يابني ان عمري  طويل لانه  كل زمان 
ومكاني اوسع لانه كل مكان
 ومعناي  معين لانني كل المعان
فعمري ياولدي بدء  من بعد القبل  وينتهي الى قبل البعد
فتعجبت  لجواب الشيخ  الكبير  وقلت  انا لم افهم البعد حتى  تريد مني ان افهم القبل   ولم افهم القبل حتى تريد مني ان افهم البعد
فتبسم   ضاحكا واسترسل يقول  ياولدي انك  صغيري ومستودعي  وتحمل جيني  وخزانتي  فانك  جرم صغير  ولكن انطوى فيك  عالمي الكبير  انطوت انا ( الامكان فيك
 فان  رايتني  في باطنك  تستطيع ان تراني في ظاهرك
 ومالماء الا  ان يعرف  بقطره منه لانها تحمل خواصه 
ومالدم الا  ان يعرف مافيه  بعينه منه
 وماانت ياولدي الا قطره مني  تحمل  بين طياتها كل خواصي الامكانيه
وماانت ياولدي الا عينه من دمي الامكاني  تستقراء  كل مافي
شرياني   
ثم  استرسل  بالقول  ياولدي  ان حقيقتي الامكانيه واحده  وهويتي  واحده  وخواصي كثيره  فكل من تخصص بها  كان  حامل نطفتي  ورافع  هويتي  ومنصهر في  خاصيتي  وذائب في خصائصي  فيكون بارا بتربيتي
فانا ابو كل شيئ  وكل شيئ امتي  فانا الخاتم في هويتي
 وانا   ال الخاتم  في  خصائصي
  فمن لزمني   لحقني  فمكنته
 ومن  رغب عني  مرقني  فمرقته 
ومن  قصر في حقي  زهقني فازهقته
عندي ايات الله  ، وعزائمه  فيّ  ،ونوره وبرهانه  عندي ،  وامره اليّ
ثم قال ياولدي  ان ذات الله تعالى  قبل كل شيئ
وكل شيئ  هي (إِنَّا لِلّهِ ) فاناتي فعل الله  وعليه انا (كل شيئ )  اذن انا بعد القبل  0
والله بعد كل شيئ  واناتي كل شيئ فانا قبل البعد
 لذا مابين  (القبل  الهية  ) ومابين (البعد الهية)  حقيقة  كل شيئ وانا ياولدي هذه الحقيقة  والتي هي كل شيئ  0
انا فعل الله تعالى  فذاته  سبحاته وتعالى قبل فعله  وفعله  بعد ذاته   فالفعل مساس الذات   وهذا  المبدأ  وذاته  مابعد فعله  وفعله ماقبل ذاته وهذا المنتهى  فمن ذاته  مبدأ فعله  واليها منتهاه (وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون) 0
لذا ياولدي  لاقبل لقبله الذاتي   فقبله  ابدي  وانا الامكان فعله  وفعله بعد القبل الذاتي  لذا فانا ابدي بابديته الفعلية  لان الفعل مساس الذات    فالبعد الفعلي مساس  القبل الذاتي   لانفصام بينهما   والا لزم  ثالث لهما  وماهما الا   القبل الذات (اله )  والبعد الفعلي (مالوه)
والمالوه مساس  الاله   علي مساس  في ذات الله  يعني علي  فعل الله   امر الله

ولا بعد لبعده  الذاتي   فبعده   سرمدي  وانا الامكان  فعله   قبل البعد الذاتي 0لذا فانا سرمديا بسرمديته  وهذا  سر الخلود  ودار الحيوان  والتي هي   بعد القبل الالهية التى لاقبلها شيئ   وقبل البعد الالهية  التي لابعدها شيئ
ياولدي افهم ان  كل ذات قبل   فعلها  بالمبدء  وهذا القبل الذاتي   وكل ذات بعد فعلها  بالمنتهى   فلايبدء الفعل قبل بدء الذات ولاينتهي الفعل  بعد الذات  لذا   فبدء الذات ابدي  القبل  ومنهتى الذات سرمدي  البعد 0
وانا الامكان فعل الذات  تقدست وعلت  لذا  فبعدي  الفعلي ابدي بابديه  القبل  الذاتي  وقبلي الفعلي سرمدي  بسرمديه البعد الذاتي 0
افهمت ياولدي 
فقلت فهمت ياجداه  فانا قطره  مابين  البعد الفعلي   والقبل الفعلي  لذا احمل كل  جيناتك  ياجداه  وانا  عينة  من اعيانك  وبينة من بيانك
ثم سالته  ياجداه الا  اقصصت لي  قصة اولادك الاوئل  وذراريك  ؟
قال يابني  اليّ اليّ ضع راسك  في حجري  فانّا  لله  حقيقتي الذاتيه  وكل ذرتي     انا لله راجعون  فمرجعكم   لفعله  وانا فعله  فمن صحت رجعته قبلناه  وهديانه  واجتبيناه وصطفيناه  لبره  بابوته الامكانيه  ومن  خطئت رجعته فرجع  الى  غيرنا  ولا غيرنا الا هواه  فاراده  واضله 0
فماقبل البعد  وبعد القبل ( الذات منزه  عن  تجانس  كل البعد   واما  بعد القبل  وقبل البعد ( الفعل مجانس  كل  الاجناس  فهو جنس الاجناس  ومن اين للاجناس  جنس لو جنسه 0
فما قبل البعد  وبعد القبل ( الذات ) جلت عن ملائمة  الكيفيات  اما  مابعد القبل  وقبل البعد ( الفعل ملائم لكل الكيفيات فكيف لكل كيف لايكايف كيفه  ومن اين للكيف  كيف لولا كيف فعله  وانا فعله
فما قبل  البعد وبعد القبل  (ذات ) لاحلول لها بالحيثيات  اما مابعد القبل وماقبل البعد  ( الفعل حل  بكل الحيثيات  فمن للحيثيات حيث لولا حيث فعله 0
ثم قال وانا راسي   بحجره الواسع وكانه الفضاء كله 
قال   ياولدي وحفيدي  ا ن اولادي   ستة  ثلان  ابروا بي وثلاث اعقوني
فاما الابرار بي  هم  0
الاول  ابرّهم  بي   فانه علم  بما كان مني قبل ان يكون  فصار مثلي  ووجهي  وهو النبي  والرسول والولي   بينكم  فانهم   تساوي  بصرهم وبصيرتهم  في  رؤياهم لي  فرؤني ورئيتهم  فصارت  نوري  نورا لهم يمشون به بين الناس وانا فعل الله  وهم  فعل الله  فلا فرق بيني وبينهم 0
فقلت له ياشيخ اويكون هذا  ؟
قال  بلا  اعلم ياولدي  ان ادم   كفئي ومساوي لي ففي احوال انا هو وهو انا  بالخواص  وانا انا بالهوية وهو هو بالهوية  0
فانا الكتاب  الذي احصي فيه كل شيئ   وادم الامام الذي احصي  فيه كل شياء  لذا  فكل منا  بيانا للقران  والقران  بيانا لنا لان فيه تبيانا لكل شيئ    وانا  واحد   والقران له ثلاث ابواب  وادم له ثلاث ابوب  ايضا     القران اللفظي ادم اللفظي  وكل منهما بابا  موصل  لحقيقتي  اللفظيه  الامكانيه
 وادم المعنوي  القران المعنوي  وكلاهما بابا  موصل لحقيقتي  المعنوية  الامكانية 0
وادم الواقعي  =   القران الواقعي  وكل منهما  فيض حقيقيتي  ومثلي   0
اما ولدي الثاني  فلحظني  فبعدت  عن لحظات عيونه  وعقله  وقربت  الى لحظات  بصيره وقلبه  فرائي ببصيرته وقلبه   فوقع نوري في قلبه  وبصيرته 0 وهم العرفاء  واهل الشهود بينكم 0
والثالث ياحفيدي قرب الي بخطرات الظنون  العلمية والعقلية  فتقربت اليه  وكنت عن حسن ظنه  وهم العلماء  بينكم  فهم   رؤوني  بخطرات  الظن العلمي  فعلمتهم  وعلموني 
اما الثلاثه الذين   خرجوا  عن طوعي  واعقوني  وهم و اقبح ولدي   
فقلت سبحان الله ومن هو هذا الذي يكون عاقا لابوتك   ؟
قال نعم ياحفيدي انهم  ولدي الذين  تقربوا الي  بخطرات الظن الاثمي  فابتعدت عنه  وهو الجاهل  فهذا الجاهل فعلموه   والغافل   وهذا الغافل  فنبهه والاحمق  فهذا الاحمق   فاجتنبوه 0
 فاليعرف كل منكم  اي هو من ولده  من البارين امن العاقين ؟
ثم احنى راسه الشيخ  وقال  يابني   ان كل شيئ  راقد في مهاد امني واماني  الامكاني 0
وكل شيئ  ياقض  بما منحته  من  المنن والاحسان  التكويني 
ثم احسست بدفئ  لم احسسه من قبل الا  باحضان امي  والتي كانت  صدرها يذكرني بنهري دجله والفرات   وانا بين  حجرها  اجمعهما  وكاني شط العرب 0
حيث كان والدي يقول  ياولدي ان  الفرات  تزوجه  دجله   فانجبا ولدهما  ووحديدهما  شط العرب 0
ثم  همت   شوقا  ولذت  توقا   بحجر  جدي  الشيخ  الكبير  وانا احلم بقدر عالم الصغير  وقد سمعت جدي الامكان   يقول
انا  اعلم ماتفكر به  لان علمي محيط بكل قالك وحالك
 ياولدي  اتزعم  القطره  انها جرم  صغير وفيها انطوى الماء الكثير
وتزعم  العينه   انها جرم صغير وفيها انطوت ماهو كثير وكبير 0
ياولدي  انك   تصل اليه  من خلال قطره  ومن خلال عينه  لان كل الاعيان  انماهي عينات عني  فانا فعل الله   طاقة  بيانيه اظهر  بكل الاعيان 0
فقلت له ياجداه لقد  سئمت الحياة  وما حياتي  في الاعيان الا  قصيرة فانيه  فكيف بحياتك  الطويلة الباقية 0
فقال ياولي  ان لكل الاعيان  حياتان  حيان اعينيه  له  زمان ومكان  معيناه  فهي الاجل المسمى بالمعان والزمان والمكان 
وله حياة بيانيه  فلا زمان فيها ولا مكان  ولا معان وانماهي من بعد القبل الى قبل البعد  وهم   الذي يحيون حياتي  والاعيان لاتشعر بهم 0
ثم قال   ياصغيري  تعالي  عندي كل  ليلة  لتاوي فيها الى حجري  ودع عنك الخوف والحزن  وهم الاعيان  وضيقها   والمتحرج  وصدرها المتشنج  فاقص عليك قصة   من القصص الحسنى   فانا عالمك  الكبير  الذي  نعته باحسن القصص 0
ياولدي انا في كل ليلة اقص عليك  قصة من قصص كان ياما كان في قديم الزمان  حتى  تنام بامان واطئمنان الا بذكر الله  تطمئن القلوب فانا  عالمك الكبير  ذكر الله فمن  خرج من عالمه الصغير وواقعني   جعله الله من اولي الامر  0
ثم   قال  دعني  اقصص عليك    هذه الليلة  اول القصص








ليست هناك تعليقات: