الخميس، 30 أكتوبر 2025

 السؤال /لماذا أنا هنا؟ ولماذا في هذه المدينة بالذات؟

  الجواب: لماذا أنا هنا؟
١. لأن الوجود سلسلة واحدة لا انقطاع فيها
الله سبحانه قال:
«خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ»
أي أن أصل الخليقة واحد، وكل ما يأتي بعده امتداد لتلك النفس الأولى.
فالوجود ليس حوادث عشوائية، بل سلسلة حيّة متصلة، كل حلقة منها تلد الأخرى بترتيبٍ حكيم، "يَلِدُ ولم يُولَد" بمعنى أن الله هو الأصل الأول الذي تفرّعت منه سائر الأسباب.
٢. أنت امتداد في النسب، لا مصادفة في المكان  وخلق منها زوجها. فتوالدت  (منها) الله بين انه بعد هذا التوالد الزوجي صار التحول من الخلق للبث وبث فيها رجال كثير ونساء وجود 
وجودك في هذه المدينة، وفي هذا الزمان، ليس صدفة، بل هو نتاج نسبٍ وسلسلةٍ أرادها الله لك:
نسب الجسد من آبائك وأمهاتك،
ونسب العقل  وهو الادب. والثقافة والحضارة والبيئة
ونسب الروح وهو السبب من أصل الفطرة الأولى.
فالله قدّر لك أن تكون في هذا الموضع لأن فيه سببًا من أسباب تكاملك، فلك هنا رسالة، أو لقاء، أو تجربة تُنضج روحك.
٣. التوالد ثلاث انواع : نَسَبي وأدَبي وسببي
التوالد بالنسب: هو ولادة الأجساد من أصل واحد، امتداد الدم والعرق والجينات.
التوالد بالأدب (بيئتك لغتك. حضرتك ثقافتك ): هو ولادة المعاني والأنوار من المعلمين والأنبياء والأولياء، أي سلسلة الهداية.
السبب  هو الفطره والنفس الواحدة
فكما أن الجسد جاء من أبٍ وأمّ، كذلك الروح تُولد بالمعنى من "آباء الأدب"، من المعلمين الذين يغذّونها بالعلم والنور.
ولهذا نقول عن المعلم: هو أبو الروح.
٤. وجودك في مكانك هو جزء من السبب
المدينة التي أنت فيها ليست جغرافيا فحسب، بل ساحة امتحان وظهور لمعناك.
قد يكون فيها من يُكمّل تجربتك، أو من تحتاج أن تتعلم منه الصبر أو الرحمة أو الفهم.
فالله يوزّع عباده في الأمكنة كما توزّع الحروف في الكلمة: كل حرف في موضعه ليكتمل المعنى. وقد تشير الروايات لو ان الناس خير لهم لاختاروا ما عليه من مكان وزمان وبيئه وتمكين وصلاح او فساد وكفور او شكور وتقوى او  فجور فكله أفعال وقرارات واختيارات الانسان التي يعلمها الله
خلاصة القول
أنت لست هنا صدفة، بل هنا لحكمة.
جئت من سلسلة نسب جسدية، وسلسلة أدبية معنوية، وكلاهما من إرادة الله.
فحيثما وُجدت، اعلم أنك في الموضع الذي أراده الله لتثمر فيه.


ليست هناك تعليقات: