السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مولاي العزيز.. .قرأت أحد عباراتك التي تقول: سرُّ النجاح والتوفيق بالعناية الإلهية، أن تكون مع الناس كالطبيب: يعالجُ المرضَ ليُحيي المريض، لا أن يقتل المريضَ وتبقى العِلّة.
فتبادر في ذهني سؤال:
كيف نعالج المرض ليحيى المريض؟
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته حبيبي
أوّلًا: معنى "نعيش الأسماء"
العيش بالأسماء يعني أن يتخلّق الإنسان بصفاتٍ من معانيها، لا أن يكتفي بذكرها باللسان.
يعني أن يكون الاسم الإلهي حالةً يعيشها القلب وسلوكًا يظهر في الواقع.
فإذا قلت "يا شافي"، فالمطلوب أن ترى في كل دواءٍ وفي كل دعاءٍ أثر الرحمة الإلهية التي تشفي، وأن تتعامل مع نفسك والناس بروح الشفاء لا الإيذاء.
ثانيًا: كيف نعيش اسم "الشافي"
اسم الشافي ليس فقط لمن يمرض جسدًا، بل لمن يحتاج شفاءً في قلبه، فكره، أو علاقاته.
أن تعيش هذا الاسم يعني:
أن تكون سببًا في شفاء الآخرين، بكلمةٍ طيبة، بابتسامة، بعونٍ أو بدعاء.
أن لا تزيد مريضًا مرضًا، ولا حزينًا حزنًا، ولا جاهلًا جهلًا.
أن ترى في كل إنسانٍ نقطة نور تنتظر الشفاء، فتدعو لها بدل أن تحكم عليها.
حينها يصبح وجودك دواءً لا داء، ومجالستك راحةً لا رهقًا.
ثالثًا: كيف لا نُمرِض المريض
أحيانًا الناس تذكر اسم الله “الشافي” وهي تُمرِض باللسان — تذكّر المريض بضعفه، تُشعره باليأس، أو تذكّره بالموت بدل الأمل.
وهذا مخالف لروح الاسم.
من يعيش الاسم حقًّا، يوقظ الأمل في القلوب، ويُشعر المريض أن الله أقرب إليه من أنينه.
فالذكر الحقيقي ليس تكرار الحروف، بل استحضار المعنى في الموقف.
رابعًا: خلاصة العرفان
أن تعيش اسم الشافي يعني أن تكون بلسمًا في الوجود.
تشفي بالرحمة، بالكلمة، بالنظرة، وبالإيمان بأن الله هو الفاعل في كل شفاء.
فإذا صرت أنت رحمةً تمشي، شفى الله بك — وبهذا لا تبقى أنت الداعي فقط، بل المجرى الذي يسري فيه الشفاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق