السؤال:
هل استعانة أهل البيت (عليهم السلام) بالأطباء تتعارض مع عصمتهم؟الجواب:
١. العصمة ليست ذاتية مطلقة خاصة باناس دون غيرهم، وانما هي وانما هي ملكه ذاتيه عامه لكل انسان قد وصل اليها انسان وكان معصوما بالفعل ولن يصليها ولم يصل اليها الاخر فكان غير معصوم الفعل ولكن هو معصوم بالذات لانها عن المعصوم هبة إلهية في مجال التبليغ والعمل وإدارة الحياة
العصمة ليست خاصية "خارقة" تعزل المعصوم عن سنن الوجود،
بل هي كمال في الوعي والإرادة،
أي أن المعصوم لا يخطئ في اختياره، لأنه يرى الحق كما هو،
لكن ذلك لا يعني أنه لا يمرض، أو لا يبتلى، أو لا يعيش المعاناة البشرية.
فالعصمة في الفعل والنية والاختيار، لا في الجسد أو الطبيعة.
ولهذا كان الأنبياء والأئمة يمرضون، ويجوعون، ويستعينون بالأطباء،
لكنهم يعيشون ذلك بوعيٍ ربّانيٍ كامل، لا كضعفٍ بشريٍ غافل.
٢. المعصوم يعيش ما يعيشه الناس ليكون قدوة
المعصوم لا يُبعث إلى ملائكةٍ مثله، بل إلى بشرٍ غير معصومين،
ولذلك يشاركهم كل تفاصيل الحياة،
من الجوع إلى المرض إلى مراجعة الطبيب،
حتى يكون قدوة عملية لا نظرية. والا كانوا احسن منه في مجال التجربه والحياه وهذا محال ولذلك مصائبهم هي ام المصائب
فلو كان المعصوم يُبرئ نفسه بقدرةٍ غيبيةٍ كلما مرض،
لانقطعت القدوة،
ولتحوّل الدين إلى خيالٍ لا يُقتدى به.
وهذه هي الحُسنى التي أشار إليها القرآن في قوله:
«وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةً»
أي أن المعصوم يعيش المعاناة بجمال الصبر وتسليم الإرادة، لا بإنكار الواقع.
٣. الطب جزء من السنن الإلهية
الشفاء بيد الله، لكن الله جعل له أسبابًا في الأرض.
فطلب العلاج ليس منافٍ للتوكل، بل هو توكّلٌ بالعقل.
وقد ورد عن الأئمة (ع):
«تَدَاوَوْا، فَإِنَّ الَّذِي أَنْزَلَ الدَّاءَ أَنْزَلَ الدَّوَاءَ.»
فاستعانتهم بالأطباء ليست نقصًا في العصمة،
بل التزامٌ بنظام الله في الكون، العصمه هي ان تكون انت نظام
الذي أراد أن تجري الأمور بأسبابها، لا بخوارق العادة.
٤. الفرق بين المعصوم والـمُدّعي
المعصوم إذا شُفي بدعائه أو بعونٍ غيبي، لا يتباهى به ولا يجعله استعراضًا،
لأن الغيب عنده وسيلة طاعة لا وسيلة سلطة.
أما المدّعون فيُظهرون الكرامات لتثبيت أنفسهم، لا لإحياء الحق،
وهذا هو الفارق بين الولاية الإلهية والادّعاء النفسي.
الخلاصة:
العصمة لا تعني الخروج عن الطبيعة، بل التسليم الكامل لله داخلها.
فاستعانة أهل البيت (ع) بالأطباء هي درسٌ في التواضع والقدوة،
وتأكيد أن الولاية لا تُبطل الأسباب، بل تُطهّرها من الغفلة.
هم معصومون في نيتهم واختيارهم، لكنهم يعيشون إنسانيتهم بوعيٍ ربّانيٍ كامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق